أبو ذؤيب الهذلي

شاعر مخضرم جاهلي إسلامي

أبو ذؤيب خُوَيلِدٍ بن خَالِدُ بن مُحرِث الهُذَليْ هو صحابي وشاعر وفارس مخضرم جاهلي إسلامي من أشراف هذيل وقاداتها. شهد يوم البوباة مع قومة وابلى بلاء حسنا به وكان له عشرة من الأبناء جميعهم من الفرسان الابطال، وفي عصر الإسلام كان أحد قادات فتح المغرب وأسلم على عهد النبي محمد وقيل انه صحبة وروى عنه بعض الأحاديث. وقيل انه أنه لم يره وكان اشهر شعراء عصره وهو صاحب أبرع بيت شعري قالته العرب في رأي الاصمعي. وكان شجاعا فشارك في فتح مصر وبلاد الروم وتوفي في بلاد الروم. وفي العصر الجاهلي قاد عدة معارك كبيرة لهذيل.

أبو ذؤيب الهذلي
تخطيط أسم أبو ذؤيب
معلومات شخصية
الاسم الكامل خويلد بن خالد بن محرث الهذلي
الميلاد 591 م
مكة الحجاز شبه الجزيرة العربية
الوفاة 654 م
بلاد الروم  دولة الخِلافة الرَّاشدة
الإقامة الحجاز
العرق عرب
نشأ في مكة
الديانة الاسلام
عدد الأولاد 10
الأب خالد بن محرث
منصب
قائد لواء هذيل في الفتوحات
الحياة العملية
المهنة شاعر[1]  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
سبب الشهرة شاعر فارس
القبيلة هذيل
الخدمة العسكرية
الولاء الخلافة الراشدة
المعارك والحروب حروب الجاهلية والفتوحات الإسلامية
مؤلف:أبو ذؤيب الهذلي  - ويكي مصدر

نسبه

عدل

هو الشاعر القائد:

وقيل بل هو:

وروى أبو عبيد انه «كان أبو ذؤيب أسجر العينين جاحظهما قصيرا أحمرا».[4]

عنه

عدل

ولد أبو ذؤيب في بلاد هذيل بالقرب من مكة وعاش بينهم وكان شريفا وفارسا وشارك في معاركهم وكان فصيحا وشجاعا ذو بأس شديد أسلم وحسن اسلامه. وذكر عنه انه ذهب الى عمر بن الخطاب فقال له أي العمل أفضل يا أمير المؤمنين قال الإيمان بالله وبرسوله قال قد فعلت فأية أفضل بعده فقال الجهاد في سبيل الله ثم خرج فغزا مع المسلمين.[5]

وكان له من الأبناء خمسه أبناء وقيل عشره ذكرهم عبدالملك بن هشام « شهاب والحارث وزهير والأزهر والأزور وعمرو وعامر وسالم والقسور وسهيل».[6]

ذكر انهم توفوا بسبب طاعون حل بمدائن الفتح الإسلامي وكانوا في جيش الفتح فقال فيهم شعر رثاء تقدم به على كل شعراء عصرة يقول في مطلعها.[7][8]

أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ
وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ
قالَت أُمَيـ ـمَةُ ما لِجِسـ مِكَ شاحِباً
مُنذُ اِبتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ

هواه

عدل

وكان أبو ذؤيب في الجاهلية يهوى امرأة من ثقيف اسمها ام وهب الثقفية وهو القائل فيها.[9]

تُؤَمِّلُ أَن تُلاقِيَ أُمَّ وَهبٍ
بِمَخلَفَةٍ إِذا اِجتَمَعَت ثقيف
إِذا بُنِيَ القِبابُ عَلى عُكاظٍ
وَقامَ البَيعُ وَاِجتَمَع الأُلوفُ
تُواعِدُنا عُكاظَ لَنَنزِلَنهُ
وَلَم تَعلَم إِذاً أَنّي خَليفُ
فَسَوفَ تَقولُ إِن هِيَ لَم تَجِدني
أَخانَ العَهدَ أَم أَثِمَ الحَليفُ

دخوله المدينة

عدل

ذكر محمد بن إسحاق بن يسار قال: حدثني أبو الآكام الهذلي عن الهرماس بن صعصعة الهذلي عن أبيه أن أبا ذؤيب الشاعر حدثه قال: «بلغنا أن رسول الله عليل فاستشعرت حزناً وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ولا يطلع نورها فظللت أقاسي طولها حتى إذا كان قرب السحر أغفيت فهتف بي هاتف وهو يقول:

خطب أجل أناخ بالإسلامِ
بين النخيل ومعقد الآطامِ
قبض النبي محمد فعيوننا
تذري الدموع عليه بالتسجامِ

قال أبو ذؤيب: فوثبت من نومي فزعاً فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحاً يقع في العرب، وعلمت أن النبي قد قبض وهو ميت من علته فركبت ناقتي وسرت، فلما أصبحت طلبت شيئاً أزجر به فعن شيهم يعني القنفذ وقد قبض على صل يعني الحية فهي تلتوي عليه والشيهم يقضمها حتى أكلها فزجرت ذلك فقلت الشيهم شيء مهم والتواء الصل التواء الناس عن الحق على القائم بعد رسول الله ثم أولت أكل الشيهم إياها غلبه القائم بعده على الأمر فحثثت ناقتي حتى إذا كنت بالغاية فزجرت الطائر فأخبرني بوفاته ونعب غراب سانح فنطق بمثل ذلك فتعوذت بالله من شر ما عن لي في طريقي وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجاج إذا أهلوا بالإحرام».[10]

فقلت:« مه. قالوا: قبض رسول الله فجئت إلى المسجد فوجدته خاليا فأتيت بيت رسول الله فأصبت بابه مرتجا وقيل هو مسجى وقد خلا به أهله فقلت: أين الناس فقيل: في سقيفة بني ساعدة صاروا إلى الأنصار».

وأكمل قائلا: «فجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسالما جماعة من قريش ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة بن دليم وفيهم شعراء وهم: حسان بن ثابت وكعب بن مالك وملأ منهم فآويت إلى قريش وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب وأكثروا الصواب وتكلم أبو بكر فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ويعلم مواضع فصل الخصام والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه، ثم تكلم عمر بعده بدون كلامه ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أبو بكر ورجعت معه».

قال أبو ذؤيب: «فشهدت الصلاة على محمد وشهدت دفنه ثم أنشد أبو ذؤيب يبكي النبي»:

رأيت الناس في عسلاتهم
ما بين ملحود له ومضرح
متبادرين لشرجع بأكفهم
نص الرقاب لفقد أبيض أروح
فهناك صرت إلى الهموم ومن
يبت جار الهموم يبيت غير مروح
كسفت لمصرعه النجوم وبدرها
وتزعزعت آطام بطن الأبطح
وتزعزعت أجبال يثرب كلها
ونخيلها لحلول خطب مفدح
ولقد زجرت الطير قبل وفاته
بمصابه وزجرت سعد الأذبح
وزجرت أن نعب المشحج سانحاً
متفائلاً فيه بفأل الأقبح

قال: «ثم انصرف أبو ذؤيب إلى باديته فأقام بها».

قيل عنه

عدل

قال أبو عمرو: «وسئل حسان بن ثابت من أشعر الناس فقال حيا أم رجلا قالوا: حيا. قال : هذيل أشعر الناس حيا»[11][12] وأضاف ابن سلام وأقول: «إن أشعر هذيل أبو ذؤيب».

وقال عمر بن شبة: «تقدم أبو ذؤيب على جميع شعراء هذيل بقصيدته العينية التي يرثي فيها بنيه».[13]

وقال الأصمعي: أبرع بيت قالته العرب بيت أبو ذؤيب[11]

والنفسُ رَاغِبَة إِذا رَغَّبْتَهَا
وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيْلٍ تَقْنَعُ[14]

وفاته

عدل

أختلف في وفاته فقيل توفي أبو ذؤيب في خلافة عثمان بن عفان بطريق مكة قريبا منها بعد ان عاد مع عبدالله بن الزبير في فتح مصر فدفنه ابن الزبير. وغزا أبو ذؤيب مع عبد الله بن الزبير إفريقية وقيل إنه مات في غزوة إفريقية بمصر منصرفًا بالفتح مع عبد الله ابن الزبير فدفنه ابن الزبير ونفذ بالفتح وحده.

وقيل خرج فغزا الروم مع المسلمين فلما قفلوا أخذه الموت فأراد ابنه وابن أخيه أن يتخلفا عنه جميعا فمنعهما صاحب الساقة وقال ليتخلف عليه أحدكما وليعلم أنه مقتول فاتكلا بينهما من يتخلف عليه فقال لهما أبو ذؤيب اقرعا فطارت القرعة لأبي عبيد فتخلف عليه ومضى ابنه مع الناس فكان ابن أخيه يحدث قال قال لي أبو ذؤيب يا بني احفر ذاك الجرف برمحك ثم اعضد من الشجر بسيفك وأجرني إلى هذا النهر فإنك لا تفرغ حتى أفرغ فاغسلني وكفني بكفني ثم اجعلني في حفيرتك وانثل علي الجرف برمحك وألق علي الغصون والحجارة ثم اتبع الناس فإن لهم رهجة تراها في الأفق إذا أمسيت كأنها جهامة فقال فما أخطأ مما قال شيئا ولولا نعته لم أهتد لأثر الجيش وقال أبو ذؤيب «أبا عبيد رفع الكتاب واقترب الموعد والحساب في أبيات».[5][11][15] وذكر انه لا يعلم لأحد من المسلمين قبر وراء قبره.[16]

طالع أيضاً

عدل

مصادر

عدل

الموجز في الشعر العربي الصفحات 102-104- فالح الحجية الكيلاني.

مراجع

عدل
  1. ^ بوَّابة الشُعراء (بالعربية والإنجليزية)، QID:Q106776388
  2. ^ ابن سلام الجمحي، طبقات فحول الشعراء، تحقيق: محمود محمد شاكر، جدة: دار المدني، ج. 1، ص. 123، QID:Q116978120 – عبر المكتبة الشاملة
  3. ^ أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي (ت ٣٧٠هـ). كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء. ج. 1. ص. 151. مؤرشف من الأصل في 2024-10-07.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link)
  4. ^ السكري. شرح أشعار الهذليين (ط. 1). ج. 1. ص. 3–5.
  5. ^ ا ب ابن عساكر (1995)، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: عمر بن غرامة العمروي، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ج. 17، ص. 60، OCLC:4770667638، QID:Q116753093 – عبر المكتبة الشاملة
  6. ^ وهب بن منبه (1928)، التيجان في ملوك حمير، تحقيق: مركز الدراسات والأبحاث اليمنية، صنعاء: مركز الدراسات والأبحاث اليمنية، ص. 259، QID:Q121009327 – عبر المكتبة الشاملة
  7. ^ "ص446 - كتاب المعلم بفوائد مسلم - فهرس الشعر - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2023-04-11. اطلع عليه بتاريخ 2023-04-11.
  8. ^ الهذلي، أبو ذؤيب. "أمن المنون وريبها تتوجع - أبو ذؤيب الهذلي". الديوان. مؤرشف من الأصل في 2022-06-02. اطلع عليه بتاريخ 2023-04-11.
  9. ^ الهذلي، أبو ذؤيب. "تؤمل أن تلاقي أم وهب - أبو ذؤيب الهذلي". الديوان. مؤرشف من الأصل في 2022-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2024-02-14.
  10. ^ وردت القصة في كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر.
  11. ^ ا ب ج محمد بن أبي بكر البري (1983)، الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، تحقيق: محمد ألتونجي (ط. 1)، الرياض: دار الرفاعي، ج. 1، ص. 232، OCLC:1227852667، QID:Q114811856 – عبر المكتبة الشاملة
  12. ^ صلاح الدين الصفدي (2000)، الْوافِي بالْوَفَيَات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط، تركي فرحان المصطفى (ط. 1)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، ج. 13، ص. 274، OCLC:713922056، QID:Q113528574 – عبر المكتبة الشاملة
  13. ^ ابن عبد البر (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي (ط. 1)، بيروت: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، ج. 4، ص. 1651، OCLC:4769991634، QID:Q116749659 – عبر المكتبة الشاملة
  14. ^ وردت في كتاب الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البر. وجاء في عيون الأخبار لابن قتيبة، تحت عنوان (الأبيات التي لا مِثْلَ لها) أبرع بيت قالته العرب: حدثني الرياشيّ عن الأصمعي قال: أبرعُ بيت قالته العرب قولُ أبي ذُؤَيب:
    والنفسُ رَاغِبَة إِذا رَغَّبْتَهَا
    وَإِذَا تُرَدُّ إِلَى قَلِيْلٍ تَقْنَعُ
  15. ^ محمد بن أبي بكر البري (1983)، الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، تحقيق: محمد ألتونجي (ط. 1)، الرياض: دار الرفاعي، ج. 1، ص. 231، OCLC:1227852667، QID:Q114811856 – عبر المكتبة الشاملة
  16. ^ ابن عبد البر (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي (ط. 1)، بيروت: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، ج. 4، ص. 1650، OCLC:4769991634، QID:Q116749659 – عبر المكتبة الشاملة