أرومة عضلية مخططة

الأرومة العضلية المخططة نوع من الخلايا توجد في بعضٍ من أنواع الساركوما العضلية المخططة.[1] توجّه هذه الخلايا عندما تُكتشف في المقاطع النسيجية إلى تشخيص الساركوما العضلية الجنينية والسنخية ومغزلية الخلية/المُصلِّبة والساركوما العضلية المخططة متعددة الأشكال.[2] ولا يكون التعبير عن النمط الظاهري للأرومات العضلية المخططة العامل الوحيد في تشخيص الساركوما العضلية المخططة.[3] يمكن أن تظهر هذه الخلايا في الأورام الخبيثة الميزنشيمية الأخرى أيضًا. تسمح تقنيات الكيمياء النسيجية المناعية بالكشف الدقيق عن الديسمين والفيمنتين والأكتين الخاص بالعضلات والبروتين المحدد للأرومة العضلية. ويمكن كشف النمط الظاهري للأرومة العضلية المخططة شكليًا. الأرومات العضلية المخططة خلايا ميزنشيمية مبكرة، ولديها القدرة على التمايز إلى مجموعة واسعة من الخلايا الهيكلية.[4] ولكل مرحلة من مراحل تمايزها خصائص نسيجية مميزة. تُشاهد في البداية الخلايا النجمية ذات السيتوبلازما مزدوجة الألفة (للدهون والماء) والنواة المركزية البيضاوية. ويُشار إليها عادة باسم الخلايا ذات الخصائص العصوية، ويمكن أن تظهر الأرومة العضلية المخططة الناضجة مستويات منخفضة من السيتوبلازما اليوزينية (الحمضية) في المسافات القريبة من النواة.[5] مع تقدم النضج والتمايز، تزداد مستويات الخلايا البيضاء في سيتوبلاسما الخلية. وتظهر أشكالها المتطاولة، التي تصور عادة على أنها «شرغوفية» أو «حزامية» أو «خلايا عنكبوتية». في المرحلة النهائية من التمايز، تبدو السيتوبلازما الغنية بخلايا الدم البيضاء ساطعة مع مظهر مخطط. يؤدي التنظيم العالي للييفات الدقيقة من الأكتين والميوسين في البروتينات المقلِصة إلى هذا المظهر.[6]

مع التقدم في المجال الطبي، زاد عدد الأورام المرتبطة بالنمط الظاهري للأرومة العضلية المخططة. حديثًا، وُجد النمط الظاهري للأرومة العضلية المخططة في خلايا مأخوذة من 10 أورام التهابية. البحث المستمر ضروري لتحديد الصفات الجزيئية الدقيقة للأرومات العضلية المخططة واستخدامها في تدبير حالات المرضى.

ظهور الأرومة العضلية المخططة بعد العلاج

عدل

يشمل السرطان مجموعة من الأمراض الناتجة عن نمو غير طبيعي للخلايا.[7] ورغم أن حالات السرطان زادت حديثًا، والسبب في ذلك تحسن طرق الكشف عن السرطان وزيادة التعرض للمواد المسرطنة، كان السرطان موجودًا عبر تاريخ البشرية. ظهر أول وصف مكتوب للسرطان في عام 1600 قبل الميلاد في بردية إدوين سميث، وهي أطروحة طبية مصرية قديمة. تحسنت فعالية علاجات السرطان وانتشارها كثيرًا منذ أن عرف البشر المرض. تتكون خيارات علاج السرطان العلاج الكيميائي والإشعاعي والرعاية التلطيفية وغيرها. يُحدد نوع العلاج المستخدم من خلال مجموعة من العوامل، منها التوصيات المقدمة من المتخصصين ورغبات المريض والخصائص البيولوجية للسرطان.[8][9][10]

بعد علاج السرطان، وتحديدًا خلال العلاج الكيميائي والإشعاعي، يمكن أن تظهر آفات تتكون بالكامل تقريبًا من الأرومات العضلية المخططة الناضجة. هذه الظاهرة، التي يُشار إليها باسم التمايز الخلوي، في الساركوما العضلية المخططة عند الأطفال مقبولة في المجال الطبي منذ عقود.[11] يمكن أن تعزى الزيادة في الأرومات العضلية المخططة المتمايزة إلى تراجع الخلايا السرطانية غير المتمايزة. وفي البيئات السريرية، يُعد تمايز الأرومة العضلية المخططة بعد العلاج الكيميائي في حالات الساركوما العضلية المخططة الجنينية عند الأطفال مؤشرًا إيجابيًا، إذ يشير إلى زيادة استجابة الورم للعلاج. توجد تقارير حالة مخالفة، كان الورم الجنيني المشخص فيها عدوانيًا مع تطور متزامن لخلايا شبيهة بالخلايا الشحمية. توجد عوامل إنذارية جيدة أخرى وقد تكون مؤشرات أكثر موثوقية حتى تتوفر بيانات كافية عن الساركوما العضلية المخططة. اقترح المتخصصون أن الأرومات العضلية المخططة المحددة جيدًا ذات المؤشر الانقسامي (المؤشر التفتلي) المنخفض علامة لإيقاف العلاج. يمكن حساب المؤشر الانقسامي للعينة عن طريق جمع عدد الخلايا الجسمية في الطور التمهيدي والطور الاستوائي والطور الانفصالي والطور النهائي، ثم تقسيمها على عدد الخلايا الجسمية المعدودة.[12][13]

المراجع

عدل
  1. ^ Holland-Frei Cancer Medicine (ط. 6th). BC Decker. 2003. ISBN:978-1-55009-213-4. مؤرشف من الأصل في 2023-07-17.
  2. ^ Rosenberg AE (2010). "Bones, Joints, and Soft Tissue Tumors". Robbins and Cotran pathologic basis of disease (ط. 8th). Philadelphia, PA: Saunders/Elsevier. ص. 1253. ISBN:978-1-4160-3121-5. OCLC:212375916. مؤرشف من الأصل في 2023-05-31.
  3. ^ Leiner J، Le Loarer F (يناير 2020). "The current landscape of rhabdomyosarcomas: an update". Virchows Archiv. ج. 476 ع. 1: 97–108. DOI:10.1007/s00428-019-02676-9. PMID:31696361. S2CID:207911529.
  4. ^ Angelico G، Piombino E، Broggi G، Motta F، Spadola S (2017). "Rhabdomyoblasts in Pediatric Tumors: A Review with Emphasis on their Diagnostic Utility". Journal of Stem Cell Therapy and Transplantation. ج. 1 ع. 1: 008–016. DOI:10.29328/journal.jsctt.1001002. مؤرشف من الأصل في 2023-05-22.
  5. ^ Robertus JL، Harms G، Blokzijl T، Booman M، de Jong D، van Imhoff G، وآخرون (أبريل 2009). "Specific expression of miR-17-5p and miR-127 in testicular and central nervous system diffuse large B-cell lymphoma". Modern Pathology. ج. 22 ع. 4: 547–555. DOI:10.1038/modpathol.2009.10. PMID:19287466. S2CID:12768829.
  6. ^ Sweeney HL، Hammers DW (فبراير 2018). "Muscle Contraction". Cold Spring Harbor Perspectives in Biology. ج. 10 ع. 2: a023200. DOI:10.1101/cshperspect.a023200. PMC:5793755. PMID:29419405.
  7. ^ "What Is Cancer? - National Cancer Institute". www.cancer.gov (بالإنجليزية). 17 Sep 2007. Archived from the original on 2023-03-07. Retrieved 2022-04-14.
  8. ^ "Causes". stanfordhealthcare.org (بالإنجليزية). Archived from the original on 2023-06-06. Retrieved 2022-04-14.
  9. ^ Mukherjee S (2012). The emperor of all maladies : a biography of cancer. Gale, Cengage Learning. ISBN:978-1-4104-4715-9. OCLC:865341800. مؤرشف من الأصل في 2023-02-24.
  10. ^ Marcus PM (Nov 2019). Population measures: cancer screening's impact (بالإنجليزية). National Cancer Institute (US). Archived from the original on 2022-04-15.
  11. ^ Clevenger JA، Foster RS، Ulbright TM (أكتوبر 2009). "Differentiated rhabdomyomatous tumors after chemotherapy for metastatic testicular germ-cell tumors: a clinicopathological study of seven cases mandating separation from rhabdomyosarcoma". Modern Pathology. ج. 22 ع. 10: 1361–1366. DOI:10.1038/modpathol.2009.108. PMID:19633644. S2CID:205199458.
  12. ^ Jeyaraju M، Macatangay RA، Munchel AT، York TA، Montgomery EA، Kallen ME (8 نوفمبر 2021). "Embryonal Rhabdomyosarcoma with Posttherapy Cytodifferentiation and Aggressive Clinical Course". Case Reports in Pathology. ج. 2021: 1800854. DOI:10.1155/2021/1800854. PMC:8592761. PMID:34790419.
  13. ^ Balitzer D، McCalmont TH، Horvai AE (10 ديسمبر 2015). "Adipocyte-Like Differentiation in a Posttreatment Embryonal Rhabdomyosarcoma". Case Reports in Pathology. ج. 2015: 406739. DOI:10.1155/2015/406739. PMC:4689918. PMID:26783483.