أنطونيو أروي زاراوز

سياسي إسباني

كان أنطونيو أرّوي زاراوز (1976-1903) سياسيًا إسبانيًا وناشطًا ثقافيًا باسكيًا. اتجه سياسيًا طوال حياته نحو النضال الكارلي، وقاد في خمسينات وستينات القرن الماضي فرع الحزب في مقاطعة غيبوثكوا بشكل غير رسمي، وشغل منصب القيادة التقليدية في المقاطعة منذ 1957 حتى 1959. خدم منذ 1967 حتى 1971 في الكورتيس (برلمان إسبانيا) المنتخب من ما يسمى تيرثيو فاميليار (وهي العوائل التي تشكل ثلث الكورتيس). ساهم في الثقافة الباسكية كمنظم وإداري غالبًا، خلال الحقبة الفرانكوية التي انخرطت بشكل خاص في الأكاديمية الملكية للغة الباسكية (أوسكالتزينديا). كانت مساهماته كعالم لغوي أو إثنوغرافي (واصف للأعراق البشرية) معتدلة، وذلك على الرغم من أنه برع كواحد من أفضل الخطباء باللغة الباسكية في عصره.

أنطونيو أروي زاراوز
 
معلومات شخصية
الميلاد 26 مارس 1903 [1]  تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
أستياسو[1]  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 16 نوفمبر 1976 (73 سنة)   تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
سان سيباستيان  تعديل قيمة خاصية (P20) في ويكي بيانات
مواطنة إسبانيا  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
عضو في أكاديمية اللغة البشكنشية  تعديل قيمة خاصية (P463) في ويكي بيانات
مناصب
عضو المحاكم الفرانكوية[1]   تعديل قيمة خاصية (P39) في ويكي بيانات
في المنصب
6 نوفمبر 1967  – 12 نوفمبر 1971 
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة أبيط  تعديل قيمة خاصية (P69) في ويكي بيانات
المهنة مؤرخ،  وكاتب،  وشاعر،  ومحامٍ،  وكاتب أغاني،  وسياسي[1]،  وعالم إنسان  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغات البشكنشية،  والإسبانية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات

الحرب الأهلية

عدل

لم يتضح ما إذا كان أرّوي قد ساهم في الحشد العسكري الكارلي أو في الاستعدادات السياسية لانقلاب يوليو 1936؛ إذ لم يقدم هو أو أي من المصادر التي رُجِع إليها أي معلومات ذات صلة. غاب عن الأنظار بمجرد أن اتضح فشل التمرد في غيبوثكوا، وعاد إلى الظهور عندما غزت القوات الكارلية المقاطعة.[2] تحول مجلس المقاطعة إلى هيئة المقاطعة التقليدية[3] في زمن الحرب، وهي مجلس الحرب الكارلي في غيبوثكوا، فاستأنف أرّوي واجباته كسكرتير لها.[4] أصبح أرّوي رئيسًا بالنيابة لهذه الهيئة، في وقت ما في أواخر عام 1936 أو أوائل عام 1937، والتي وقع بالفعل على وثائقها لفبراير 1937 باسم «رئيس المهام».[5]

أصيب أرّوي بخيبة أمل سريعة من الحكم العسكري في الجبهة القومية، وزاد قلقه بشكل خاص بشأن هيمنة الكتائب (الفلانخية) في غيبوثكوا وبشأن تصميمات النظام المركزية، والتي يُنظر إليها على أنها تهديد للتقليدية، والثقافة الباسكية والهوية الإقليمية.[6] صوَّت مجلس الحرب الكارلي في غيبوثكوا، بقيادة أرّوي، علنًا ضد تكوين لجنة إدارة المقاطعات في أكتوبر 1936؛ مشيرًا بصراحة إلى وجود حربين: واحدة في الخنادق،[7] وواحدة في أروقة السلطة.[8] حاول أرّوي في أوائل عام 1937 تنسيق جهد مشترك بين المجالس العسكرية في نبرة، وغيبوثكوا وبسكاية، بهدف مكافحة الفلانخية وضمان عدم تدهور قوانين المقاطعات.[9] وقع أرّوي على تعميم يحث كل كارلي في غيبوثكوا على الحفاظ على ولائه للاتحاد؛ وذلك بعد مواجهة التهديد المتزايد بدمج الكارلية داخل حزب الدولة الاحتكاري بعد أسبوع واحد فقط من صدور مرسوم التوحيد.[5]

قرر أرّوي تجاهل فرانكو ببساطة، وذلك بعد أن أصدر الأخير مرسومًا بإلغاء جميع الأحزاب وتوحيدها داخل الكتائب الإسبانية التقليدية والجمعيات الدفاعية النقابية الوطنية. رافق أرّوي الوصي الكارلي الجديد دون خافيير عبر غيبوثكوا عندما دخل الأخير إسبانيا في منتصف مايو. شارك أرّوي في 19 مايو 1937 في أول لحظة من أكثر لحظتين عاطفيتين في حياته السياسية، وهي عندما أقسم دون خافيير ببلوط غرنيكا للموافقة على قوانين الباسك التقليدية وحمايتها.[10] واجه هذا التعهد انتكاسة كبيرة عندما ألغى فرانكو، بعد غزو بسكاية، اتفاقية الباسك الاقتصادية بين المقاطعات في يونيو 1937.[11] استمرت المواجهة بين الجيش والكارلية مع عودة دون خافيير إلى إسبانيا في نوفمبر، وعُيِّن أرّوي سكرتيره الشخصي،[12] وذهب بجولة في الخطوط الأمامية، وقطع 4000 كم عبر منطقة إقليم الباسك، وقشتالة، وإكستريمادورا والأندلس.[13] انتهت المغامرة بشكل مفاجئ في ديسمبر 1937 في غرناطة عندما واجه أرّوي أمرًا باعتقال عسكري. يعود الفضل إلى تدخل المتعاونين الكارليين بالسماح له بالوصول إلى سجن برغش بنفسه بدلًا من تقييد يديه من قبل الحرس المدني الإسباني.[14] لا يوجد هناك معلومات حول المدة التي قضاها خلف القضبان، ولكن أُطلِق سراحه في النهاية، وعاد إلى أستياسو لقيادة معارضة كارلية لنشر الفلانخية في المقاطعة.[15]

الباسك: عالم نظري وممارس

عدل

كان أرّوي، وهو هاو ليس لديه خلفية مهنية في علم اللغة أو الإثنوغرافيا، في الصف الثاني من أولئك المساهمين علميًا في ثقافة الباسك. كانت أعماله، ومن ضمنها المقالات المنشورة في دوريات اللغة الباسكية والإسبانية، ومعظمها في صحيفة إيغان، مبعثرة بشكل فضفاض عبر العديد من التخصصات، مثل تاريخ أدب الباسك،[16] وتاريخ لغويات الباسك،[17] وقواعد اللغة الباسكية،[18] وعلم اللهجات الباسكية،[19] وتاريخ الحركة الاجتماعية الباسكية،[20] وأنثروبولوجيا الباسك،[21] ونظرية الشعر الباسكي المعاصر،[22] وتاريخ الباسك،[23] والمطبخ الباسكي[24] والأدب الأجنبي.[25] كانت مسألة الطموحات السياسية الباسكية، على الأقل في إسبانيا الفرانكوية، الوحيدة التي تجنبها، وتطرق أحيانًا إليها كجزء من التاريخ الكارلي فقط.[26]

تضاءل دور أرّوي في التطور النظري للغة الباسك وثقافتها غالبًا أمام مساهمته العملية. رحبت به وسائل الإعلام والزملاء والباحثين الباسكيين منذ ثلاثينات القرن الماضي باعتباره صانع خطابات عظيم،[27] فهو لم يكتف بنقل لغة الباسك المنطوقة من الحظائر إلى قاعات المؤتمرات، ولكنه نقلها أيضًا إلى إتقان بلاغي غير مسبوق.[28] يعتبر أحد أفضل خطباء الباسك في عصره، واعتُرِف به لسلاسته وروح الدعابة والحيوية والسيولة إلى جانب أسلوبه العاطفي الشديد.[29] تغطي مساهمته العملية في لغة الباسك المكتوبة، بصرف النظر عن المقالات العلمية، القصائد القصيرة أيضًا، وعادةً ما تكون مقتطفات كوميدية فكاهية مثل مدح خيريز شيري، والتي فازت في بعض الأحيان بجوائز خلال المسابقات المحلية.[30]

الباسك: القبول الاجتماعي والإرث

عدل

بقي أرّوي شخصية منسية حتى صدرت مجموعة من أعماله في عام 2008، وأثار بعض تساؤلات كل من وسائل الإعلام والتأريخ.[31] تشير الأعمال المنشورة مؤخرًا إلى أن مساهمته في قضية الباسك مثيرة للجدل إلى حد كبير. لا يوجد شك في أن أرّوي عارض الطموحات الباسكية السياسية المستقلة، ودافع عن وحدة إسبانيا، واعتبر دائمًا الباسك جزءًا من الأمة السياسية الإسبانية. تتعلق وجهات النظر المختلفة بنواياه وتأثيره على ثقافة الباسك والتنمية الوطنية الباسكية.

ظهر أرّوي في بعض الدراسات على أنه «واحد منّا»، وأنه الباسكي الذي عَلِق في متاهة سياسية في عصره، والذي بذل قصارى جهده للترويج لثقافة الباسك على الخلفية العدائية للنظام الفرانكوي. يُنسب إليه الفضل غالبًا لدعمه كمنظم ومحامي وسياسي، وهو الشخص الذي أدلى بخطاب توحيدي حمى مؤسسات إقليم الباسك، ومكّن التنمية الثقافية التي شكلها وأدارها الآخرون.[32]

يظهر أرّوي في بعض الدراسات على أنه «باحث باسكي داخل النظام»، وأنه الشخص الذي حاول استيعاب طموحات الباسك الثقافية داخل النظام الفرانكوي. يظهر أرّوي، انطلاقًا من هذا المنظور، إما كشخص كانت مساهمته مجرد نتيجة ثانوية لميوله السياسية الكارلية، أو شخصًا روج للقضية عن غير قصد، أو شخصًا استخدمه الباسكيون لتحقيق أهدافهم الثقافية والوطنية.[33]

ظهر أرّوي في بعض الدراسات على أنه «لقيط أستياسو» سيء السمعة.[34] راقب الأدب الباسكي وتمسك بأيديولوجية متخلفة،[35] وفرض التحريفات المؤيدة للفرانكوية،[36] وروج لرجال الدين،[37] ورعى التدخلات المعجمية الإسبانية في إقليم الباسك،[38] وعرقل الأشخاص المكروهين والمنشورات،[39][40] وتلاعب بمسابقات البيرتسولاري من حيث الفائزين والاستقبال العام.[41] أظهرت وجهة النظر هذه أرّوي بأنه لم يكن أقل من «مبعوث سياسي» فرانكوي مفوض إلى الأكاديمية الملكية للغة الباسكية،[42] وأن نشاطه كان مؤذيًا للتنمية الوطنية الباسكية.[43]

المراجع

عدل
  1. ^ ا ب ج د http://www.congreso.es/portal/page/portal/Congreso/Congreso/Iniciativas?_piref73_2148295_73_1335437_1335437.next_page=/wc/servidorCGI&CMD=VERLST&BASE=DIPH&FMT=DIPHXD1S.fmt&DOCS=1-1&DOCORDER=FIFO&OPDEF=Y&NUM1=&DES1=&QUERY=%289240%29.NDIP. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-20. {{استشهاد ويب}}: |url= بحاجة لعنوان (مساعدة) والوسيط |title= غير موجود أو فارغ (من ويكي بيانات) (مساعدة)
  2. ^ Manuel Martorell Pérez, Carlos Hugo frente a Juan Carlos: La solución federal para España que Franco rechazó, Madrid 2014, (ردمك 8477682658), 9788477682653, p. 229 states vaguely that Arrúe contributed to insurgency preparations, though he gives neither a source nor any details
  3. ^ Martorell Pérez 2011, p. 850, Zavala 2008, p. XIII
  4. ^ Martorell Pérez 2011, p. 850
  5. ^ ا ب Martorell Pérez 2011, p. 852
  6. ^ Martorell Pérez 2011, p. 851
  7. ^ the Junta published its statement in La Voz de España, declaring that “con relación a la nota de la F .E. de las JONS aparecida en Unidad, la Junta Carlista de Guerra de Guipúzcoa desea hacer público que lamenta no poder adoptar actitud análoga a la que se expresa en dicha nota, por no haber recibido invitación alguna del Excmo. Sr. Gobernador Civil para participar en la nueva Gestora Provincial . Por consiguiente esta Junta no ha facilitado ningún nombre para la provisión de puestos en el referido organismo”, quoted after Félix Luengo Teixedor, La formación del poder franquista en Guipúzcoa (1937-1945), [in:] Geronimo de Uztariz 4 (1990), p. 86
  8. ^ “Hay dos guerras, la de las trincheras, donde se expone la vida y se juega con la muerte, y la de las ciudades, donde se exponen cargos y se juega con los nombres (. . .) En la retaguardia hay una guerra sórdida y miserable, en la que empuja y se trabaja arteramente por medrar y subir, por colocarse y brillar”, quoted after Teixedor 1990, p. 86
  9. ^ Martorell Pérez 2011, p. 851, further details in Teixidor 1990, pp. 84-86
  10. ^ Martorell Pérez 2011, p. 852; the oath was taken by capelan of the Requetés and the pason of Ezquiroz, Fermín Erice, Martorell Pérez 2014, p. 229, see also video homage at 02:52
  11. ^ Martorell Pérez 2011, p. 853; other sources claim it was in July 37, see Teixedor 1990, p. 88
  12. ^ Martorell Pérez 2014, p. 229
  13. ^ Martorell Pérez 2011, p. 853
  14. ^ Martorell Pérez 2011, p. 853-4; Don Javier was expulsed from Spain soon afterwards, Manuel Martorell Pérez, La continuidad ideológica del carlismo tras la Guerra Civil [PhD thesis in Historia Contemporanea, Universidad Nacional de Educación a Distancia], Valencia 2009, p. 154
  15. ^ Gobernacion civil was already fully controlled by FET, though Carlism remained in control of Diputación Provincial, see Teixedor 1990, p. 88; key front-office Carlists in Gipuzkoa were at that time Julio Muñoz Aguilar (jefe of provincial FET), Fidel Azurza (president of Diputación, jefe provincial de FET), Juan José Pradera (director of La Voz de Espana). Elías Querejeta (jefe of provincial FET), Lus Ruiz de Prada (president of Diputación) and Fernando Aramburu (president of Diputación), Teixedor 1990; another author describes them as “poco representativos”, see Mercedes Vázquez de Prada Tiffe, La reorganización del carlismo vasco en los sesenta: entre la pasividad y el "separatismo", [in:] Vasconia. Cuadernos de Historia-Geografía, 38 (2012), p. 1123
  16. ^ e.g. Juan Bautista Agirre (1954)
  17. ^ e.g. Itzaurre-bidez (1956)
  18. ^ e.g. Gerriko (1956)
  19. ^ e.g. Euskareran batasuna (1956)
  20. ^ e.g. Palankariak (1958)
  21. ^ e.g. Euskal umoreaz (1961)
  22. ^ e.g. Cuatro poetas vascos actuales (1963)
  23. ^ e.g. San Sebastián y la Real Compaña Guipuzcoana de Caracas (1963)
  24. ^ e.g. Gastronomía vasca (1967)
  25. ^ e.g. Turoczi (1958)
  26. ^ E.g. Zumalakarregi (1960)
  27. ^ invited and wanted also abroad, see Zavala 2008, p. XVIII
  28. ^ Bernardo Estornés Lasa, Antonio Arrúe Zarauz
  29. ^ Martorell Pérez 2011, p. 861, Zavala 2008, p. XVIII
  30. ^ La Vanguardia 24.08.72, available here نسخة محفوظة 2019-04-02 على موقع واي باك مشين.
  31. ^ Martorell Pérez 2011, p. 849; Arrúe’s friends and colleagues from Euskaltzaindia arranged for his works to be issued as a book in 2008; for a sample of press acknowledgements see Diario Vasco 03.05.09, available here؛ brief historiographical debate ensued in Euskera of 2011 and 2012 نسخة محفوظة 2020-12-16 على موقع واي باك مشين.
  32. ^ see apologetic article by Manuel Martorell Pérez 2011 or the homage paid by Antonio Zavala 2008; Luis Villasante 1979 calls him friend and colleague and wishes “may he help for us from heaven”
  33. ^ see biographical note edited by Joxemiel Bidador 2000 or Arrue Zarautz, Antonio entry at Lur hiztegi entziklopedikoa available here نسخة محفوظة 2023-12-21 على موقع واي باك مشين.
  34. ^ very loosely translatable as “Darth Vader from Asteasu”; this approach is presented by Pako Sudupe, Antonio Arrue: Euskaltzaindiaren eta Francoren erregimenaren laguntzaile, [in:] Euskera 57 (2012), pp. 823-838, based on own research and evidence provided by Nemesio Agapito Echániz Arambarri and Andima Ibiñagabeitia Idoyaga
  35. ^ enforcing also self-censorship upon the authors, Sudupe 2012, p. 829
  36. ^ in re-issued edition of Peru Abarca the original prologue is replaced by the one written by Arrue, Sudupe 2012, p. 829
  37. ^ Sudupe 2012, p. 831; the same author claims that Arrúe, in the best Soviet style, manipulated the clergy, see p. 836
  38. ^ Sudupe 2012, p. 831
  39. ^ Sudupe 2012, pp. 834-5
  40. ^ Sudupe 2012, p. 835
  41. ^ Sudupe 2012, p. 834 quotes Nemesio Echániz speaking allegedly on Arrúe: “En todas las fiestas populares euskéricas, un señor que ya desde antaño tenía dadas buenas muestras de su fobia hacia todos los que no se allanaran a sus estrechas ideas políticas, se arroga el derecho de soltar una soflama euskérica con latiguillos fáciles de un pretendido entusiasmo vasquista”.
  42. ^ Sudupe 2012, p. 834
  43. ^ see damaging accounts by Echániz and Ibiñagabeitia referred by Sudupe 2012, pp. 836-7