اجتهاد (مصطلح)

الاجتهاد أو الكَدّ[1] هو المُثَابِرة وبذل الوسع[2] وللاجتهاد جملة من التعريفات والمعاني حسب المواضيع والمجالات التي تضمه.

اجتهاد
معلومات عامة
جزء من
جانب من جوانب
النقيض

الاجتهاد لغة

عدل

أصله من مادة جهد و«الجيم والهاء والدال أصله المشقة، ثم يحمل عليه ما يقاربه.»[3] والجهد يحتمل عدة معاني حسب معاجم اللغة منها:

المشقة[4][5]

الطاقة: وقد جاء بهذا المعنى في الآية:[6][7] ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ۝٧٩[8]

المبالغة والجد في الشيء[9] ومنه قوله عز وجل ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ۝٥٣[10] (جهد أيمانهم)؛ أي: بالغوا في اليمين واجتهدوا فيها[11]

الإشراف والظهور: «قال الفراء: "أرض فضاء، وجهاد وبراز بمعنى واحد"»[12] ويقال: أجهد لك الطريق، وأجهد لك الحق؛ أي: برز وظهر ووضح.[11]

الاجتهاد في القانون

عدل

الاجتهاد في القانون مجموعة الأحكام القضائيّة أو قرارات المحاكم التي يُستخرج منها قواعد عامّة لحلّ قضايا مشابهة[2] ويقصد به غالباً الرأي الذي يتوصل إليه القاضي في مسألة قانونية والذي يقضي به. وعلى هذا يقال اجتهادات المحاكم بمعنى الآراء التي أخذت بها هذه المحاكم في أحكامها[13] وللاجتهاد القضائي أهمية وأثر بالغين لا يكادان يقلان في أهميتهما عن دور التشريع نفسه. فالاجتهاد القضائي هو ما يمنح القانون طابعه العملي الحي، وهو الذي يوضح مداه وأبعاده.[14] وقد تباينت مكانة الاجتهاد القضائي حسب التشريعات والأزمنة.

القانون الروماني

عدل

ظهر الاجتهاد القانوني لدى الرومان مع إحداث منصب البريتور سنة 367 ق. م[15] ومع انتخابه كان يصدر منشورا يبين فيه برنامج عمله خلال حكمه، ونظرا لصرامة وضيق قواعد القانون المدني الروماني كان البريتور يطور احكام القانون من خلال وضع المبادئ والقواعد التي سيتبناها اثناء ممارسته لمنصبه القضائي في منشوره مما يمكنه من التعامل بمرونة مع القضايا المستجدة،[16] ويحتفظ بما أصدره سلفه في المنصب، وهكذا صارت اجتهادات البريتور مصدرا للتشريع الروماني.[17]

القوانين الحديثة

عدل

اختلفت نظرة التشريعات الحديثة بين من يرى أن الاجتهاد القضائي مصدر من مصادر التشريع وبين من يرى بأن دور القاضي يقتصر على تطبيق القانون فروبسبير يرى بأن كلمة الاجتهاد القضائي يجب أن تمحى من اللغة، ففي دولة لها دستور وتشريع، الاجتهاد القضائي هو التشريع نفسه.[18]

الاجتهاد القضائي كمصدر للتشريع

عدل

وقد غلب هذا الطابع على الدول ذات النزعة الانجلوساكسونية كانجلترا والولايات المتحدة وأستراليا،[17] ففي إنجلترا الاجتهاد الصادر عن إحدى المحاكم في قضية ما يعتبر سابقة ملزمة للمحكمة التي أصدرته والمحاكم التي تليها رتبة بالسير عليه في القضايا المماثلة[19]

الاجتهاد القضائي مصدر تفسيري

عدل

معظم القوانين الحديثة تعتبر الاجتهاد القضائي مصدرا تفسيريا يعتمد عليه للاستئناس لاغير، وهذا الموقف تبناه رجال الثورة جراء التفسير الخاطئ لمبدأ فصل السلط، الذي لا يجيز للسلطة القضائية أن تتدخل في الشؤون التشريعية والتنفيذية، إلا أن الواقع العملي أبان عن قصور هذا الرأي إذ أن القاضي كثيراً ما ينحو إلى الاجتهاد حتى يصل إلى حل يطبق على النزاع ثم تتواتر هذه الأحكام ويأخذ بها غيره لحل الحالات المماثلة، فتنشأ بذلك القاعدة القانونية.[20]

الاجتهاد عند الأصوليين

عدل

الاجتهاد بذل الوسع في النظر في الأدلة الشرعية لاستنباط الأحكام الشرعية وهو لا يجوز إلا من فقيه[21]

الاجتهاد في المسيحية

عدل

الاجتهاد هو إحدى الفضائل السماوية السبعة عند المسيحيين[22] وهو مقابل الكسل[23]

روابط خارجية

عدل

تعريف الاجتهاد على موقع الألوكة

مراجع

عدل
  1. ^ منير البعلبكي؛ رمزي البعلبكي (2008). المورد الحديث: قاموس إنكليزي عربي (بالعربية والإنجليزية) (ط. 1). بيروت: دار العلم للملايين. ص. 346. ISBN:978-9953-63-541-5. OCLC:405515532. OL:50197876M. QID:Q112315598.
  2. ^ ا ب Team, Almaany. "تعريف وشرح ومعنى اجتهاد في معاجم اللغة العربية". www.almaany.com (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-12-02. Retrieved 2020-11-30.
  3. ^ معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس القزويني (ت: 395هـ)، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، ج:1، ص:486، (1399هـ - 1979م)
  4. ^ مختار الصحاح، زين الدين الرازي (ت: 666هـ) تحقيق يوسف الشيخ محمد، المكتبة العصرية - الدار النموذجية، بيروت - صيدا، ط: 5، (1420هـ / 1999م)، ج1، ص63.
  5. ^ تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، أبو حيان الأندلسي (ت: 745هـ)، تحقيق سمير المجذوب، المكتب الإسلامي، ط: 1، (1403هـ - 1983م)، ص87.
  6. ^ "تفسير الطبري". مشروع المصحف الإلكتروني بجامعة الملك سعود. 30 نونبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2 ديسمبر 2020. {{استشهاد ويب}}: تحقق من التاريخ في: |تاريخ= (مساعدة)
  7. ^ تفسير البغوي، دار طيبة للنشر والتوزيع، ط: 4، (1417هـ - 1997م)، ج:4، ص:79.
  8. ^ الآية 79 من سورة براءة
  9. ^ القاموس الفقهي لغة واصطلاحا، سعدي أبو حبيب، دار الفكر. دمشق - سورية ط: 2، 1408 هـ = 1988 م، ص70.
  10. ^ الآية 53 من سورة المائدة
  11. ^ ا ب التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية، الحسن الصغاني (ت: 650 هـ) مجموعة محققين، مطبعة دار الكتب، القاهرة، ج2،ص216
  12. ^ تاج العروس من جواهر القاموس، الزَّبيدي (ت: 1205هـ) مجموعة من المحققين، دار الهداية، ج7، ص536.
  13. ^ "مجلس القضاء الاعلى". www.hjc.iq. مؤرشف من الأصل في 2020-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-30.
  14. ^ "القصوري: الاجتهاد القضائي". القصوري. 12 مارس 2008. مؤرشف من الأصل في 2020-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-01.
  15. ^ "معلومات حول القانون الروماني". 1 ديسمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-12-02.
  16. ^ "دور المبادئ العامة للقانون في تطوير النظام القانوني والقضائي". 1 ديسمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-12-02.
  17. ^ ا ب "موقع الموسوعة القانونية - الاجتهاد القضائي كمصدر من مصادر القانون". www.elawpedia.com. مؤرشف من الأصل في 2020-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-01.
  18. ^ "La jurisprudence source de droit - Dissertation - Sophie Cavene". www.ladissertation.com. مؤرشف من الأصل في 2020-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-01.
  19. ^ "الإجتهاد القضائي". منتديات الحقوق و العلوم القانونية (بar-AR). Archived from the original on 2020-12-02. Retrieved 2020-12-01.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  20. ^ "بحث قانوني حول الاجتهاد القضائي ودوره في تأسيس القاعدة القانونية". استشارات قانونية مجانية. 23 مايو 2018. مؤرشف من الأصل في 2020-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-01.
  21. ^ معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة، محمد الجيزاني، دار ابن الجوزي، ط: 5، 1427 هـ، ص: 464.
  22. ^ "Différence entre valeur et vertu / Publique". La différence entre des objets et des termes similaires. (بالفرنسية). Archived from the original on 2020-12-02. Retrieved 2020-12-02.
  23. ^ inspiredbythespirit (16 Nov 2015). "Péchés Capitaux et Vertus Célestes". Manuel Silveira (بالإنجليزية). Archived from the original on 2020-12-02. Retrieved 2020-12-02.