الدربندي
الشيخ آغا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني الحائري والمشهور باسم الفاضل الدربندي أو الدربندي (1208 هـ - 1285 هـ)[2][3] هو رجل دين وفقيه ومرجع شيعي فارسي كان يعيش في فترة الدولة القاجارية. وهو محل ثناء العديد من علماء الشيعة، ومنهم: مهدي الأصفهاني الكاظمي.(1) غير أنه لم يسلم من نقد بعض علماء الشيعة لمؤلفاته.
آغا الدربندي | |
---|---|
آقا بن عابد بن رمضان بن زاهد الشيرواني الحائري الدربندي[1]، وآقا بن عابد الشيرواني الحائري الدربندي[1] | |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1208 هـ. دربند، الدولة القاجارية. |
الوفاة | 1285 هـ. طهران، الدولة القاجارية. |
مكان الدفن | طهران |
مواطنة | الدولة العثمانية |
الحياة العملية | |
المهنة | فقيه[1]، وكاتب[1] |
اللغات | العربية |
تعديل مصدري - تعديل |
ولادته ونشأته
عدلكانت ولادته سنة 1208 هـ بقرية دربند، وهي من توابع مدينة طهران الإيرانية، فولد ونشأ بها، وإليها نسب بتسميته الدربندي، وأما لقب الشيرواني فهو نسبة إلى شيروان - بالشين المعجمة المكسورة والمثناة التحتية الساكنة والراء المهملة والواو والألف والنون -، وهي مدينة من بلاد تركستان التي أخذتها روسيا من إيران، ولم يذكرها ياقوت الحموي، ولكنه قال شيروان قرية بنواحي بخارى. واسمه آغا هي كلمة فارسية بمعنى السيد، وهي تكتب في الفارسية آقا بالقاف وتنطق بالغين.[4]
هجرته إلى كربلاء
عدلثم هاجر إلى كربلاء وأقام بها فترة، ودرس عند بعض علماء الشيعة هناك، ومنهم: محمد صالح البرغاني الحائري، آغا الحكمي القزويني، وعمدة دراسته كانت عند شريف العلماء المازندراني.[5]
وقد ساهم في محاربة البابية أيام ظهورهم في كربلاء، ويذكر محسن الأمين أن البابيين حاولوا اغتيال الدربندي في داره فدافع عن نفسه، إلى أن هرب لكنه جرح جراحاً بالغة في وجهه.[4]
رجوعه إلى طهران
عدلوبعد سنوات طويلة من مكوثه في كربلاء، انتقل إلى طهران واستقر بها حتى توفي سنة 1285 هـ،[6][7] وقد نقل جثمانه إلى كربلاء، ودفن في الصحن الصغير الحسيني ولم يخلف إلا بنتاً.[4][8]
مؤلفاته
عدلمن مؤلفاته المذكورة في بعض الكتب التي ترجمت له:[4][5][6][7]
خزائن الأصول | مجلدان.[9] |
عناوين المسائل | ذكره محسن الأمين بعنوان عناوين الأدلة، وقد ذكر الطهراني أن هذا الكتاب مختصر لكتابه خزائن الأصول.[10] |
خزائن الأحكام | شرح على منظومة بحر العلوم.[11] |
قواميس القواعد في الرجال | مشتمل على دراية الحديث والرجال وطبقات الرواة.[12] |
رسالة في معرفة الأسانيد | ذكر الأمين بعنوان كتاب في الدراية وقال عنه ”الظاهر أنه هو رسالة معرفة الأسانيد التي ذكرها بعضهم وقال إنه تعرض فيها لكثير من اصطلاحات العامة“، كما ذكره آغا بزرگ الطهراني في الذريعة.[13] |
جوهر الصناعة في الأسطرلاب | كتبه لتلميذه محمد رضا الموسوي الهندي، وفي ظهره إجازة الدربندي لتلميذه المذكور.[14] |
فن التمرينات | ذكره الأمين بهذا العنوان، فيما ذكره الطهراني بعنوان المسائل التمرينية.[15] |
إكسير العبادات في أسرار الشهادات | يشتهر بإسم أسرار الشهادة في واقعة الطف،[16] وقد تُرجم وترجمه إلى الفارسية بإسم أنوار السعادات،[17] وقد انتقده الأمين بقوله: ”أتى فيه بالغرائب وبأمور توجب عدم الاعتماد عليه“. |
سعادات ناصرى | ألفه لناصر الدين شاة بالفارسية، وهو ترجمة لبعض أسرار الشهادات، وقد انتقده محسن الأمين بقوله: ”رأيت فيه كثيراً من الغرائب والأخبار التي لم يذكرها مؤرخ ولا يقبلها عقل“. |
جواهر الإيقان | مقتل باللغة الفارسية.[18] |
الرسالة العملية | رسالة عملية موجهة لعمل المقَلدين بالفارسية في التقليد والطهارة والصلاة.[19] |
انتقاده
عدلتعرض الدربندي للانتقاد من بعض علماء الشيعة، وخصُّوا بالنقد كتابه الضخم إكسير العبادات، وذلك لاعتماده ونقله للكثير من المرويات الضعيفة في هذا الكتاب وغيره، وربما انتُقد بضعف الدقة العلمية في بعض أبحاثه ومؤلفاته.[20] وفي المقابل فإن هنالك من دافع عن الدربندي ورد على الانتقادات الموجهة إليه.[21]
وقد توسّع حسين النوري الطبرسي في بيان انتقاده لإكسير العبادات خاصّة في كتابه الفارسي لؤلؤ ومرجان، وتبعه في ذلك تلميذه آغا بزرگ الطهراني - رغم ثناءه وتعظيمه للدربندي - وأحال إلى كتاب أستاذه فقال: «ومن شدّة خلوصه وصفاء نفسه نقل في هذا الكتاب أموراً لا توجد في الكتب المعتبرة وإنما أخذها عن بعض المجاميع المجهولة اتكالاً على قاعدة التسامح في أدلة السنن مع أنه لا يصدق البلوغ عنه بمجرد الوجادة بخط مجهول. وقد تعرّض شيخنا في اللؤلؤ والمرجان إلى بعض تلك الأمور فلا نطيل بذكره».[16]
مهدي الأصفهاني الكاظمي - مع ثناءه على المؤلف - بقوله: ”لمّا أورد في بعض مؤلفاته بعض الأخبار الغريبة والتحقيقات العجيبة؛ أورث وَهْناً في الاعتماد على مؤلفه“.[22]
وكذا محسن الأمين إذ قال في ترجمته للدربندي في أعيان الشيعة منتقداً مؤلفاته: «وبالجملة قد أكثر في مؤلفاته النقلية من الأخبار الواهية بل أورد ما لا تقبله العقول ولم تصدقه النقول عفا الله عنا وعنه بكرمه».[23] كما خصَّ بعض الكتب بانتقاده.[4]
الهوامش
عدل- 1 - امتدحه وأثنى عليه مهدي الأصفهاني الكاظمي بوصفه له: ”العالم الجليل والمحدث المتتبع النبيل“، وقوله: ”كان رحمه الله عالماً في الفروع والأصول ماهراً في المعقول والمنقول حاوياً المحامد والمآثر جامعاً المكارم والمفاخر“.[24]
مصادر
عدل- ^ ا ب ج خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، ج. 1، ص. 25، OCLC:1127653771، QID:Q113504685
- ^ خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام: قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين (ط. 15)، بيروت: دار العلم للملايين، ص. 25، OCLC:1127653771، QID:Q113504685
- ^ التبريزي، علي. مرآة الكتب. ص. 100. مؤرشف من الأصل في 2019-04-15.
- ^ ا ب ج د ه الأمين، محسن. أعيان الشيعة - ج2. ص. 87. مؤرشف من الأصل في 2019-12-08.
- ^ ا ب الموسوي الأصفهاني الكاظمي، محمد مهدي. أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة. ص. 62.
- ^ ا ب الزركلي، خير الدين. الأعلام - ج1. ص. 25. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
- ^ ا ب كحالة، عمر. معجم المؤلفين - ج2. ص. 309. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
- ^ الموسوي الأصفهاني الكاظمي، محمد مهدي. أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة. ص. 63.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج7. ص. 153. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج15. ص. 351. مؤرشف من الأصل في 2020-01-09.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج7. ص. 152. مؤرشف من الأصل في 2020-01-09.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج17. ص. 199. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج21. ص. 274. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج5. ص. 291. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج20. ص. 341. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ ا ب الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج2. ص. 279. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج2. ص. 429. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج5. ص. 264. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ الطهراني، آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج11. ص. 213. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16.
- ^ DARBANDĪ, MULLA ĀQĀ, Iranica (بالإنجليزية) نسخة محفوظة 17 مايو 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ بادي، محمد جمعة. المصيبة الراتبة. ص. 442.
- ^ الموسوي الأصفهاني الكاظمي، محمد مهدي. أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة. ص. 60.
- ^ الأمين، محسن. أعيان الشيعة - ج2. ص. 88. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11.
- ^ الموسوي الأصفهاني الكاظمي، محمد مهدي. أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة. ص. 59.
مراجع
عدل- أعيان الشيعة. محسن الأمين، طبع بيروت - لبنان، تاريخ الطبع مفقود، منشورات دار التعارف.
- أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة. محمد مهدي الموسوي الأصفهاني الكاظمي، طبع بغداد - العراق، تاريخ الطبع مفقود، منشورات مطبعة النجاح.
- مرآة الكتب. علي التبريزي، طبع قم - إيران، عام 1414 هـ، منشورات مكتبة آية الله المرعشي النجفي.
- الذريعة إلى تصانيف الشيعة. آغا بزرگ الطهراني، طبع بيروت - لبنان، 1403 هـ / 1983 م، منشورات دار الأضواء.
- المصيبة الراتبة. محمد جمعة بادي، طبع الكويت، 1432 هـ.
- الأعلام. خير الدين الزركلي، طبع بيروت - لبنان، 1980، منشورات دار العلم للملايين.
- معجم المؤلفين. عمر كحالة، طبع بيروت - لبنان، تاريخ الطبع مفقود، منشورات إحياء التراث العربي.
- DARBANDĪ, MULLA ĀQĀ, Iranica (بالإنجليزية)
- Les religions et philosophies dans l'Asie centrale, Arthur de Gobineau, Paris, 1900. (بالفرنسية)