الزراعة في جنوب إفريقيا

لمحة عامة عن الزراعة في جنوب إفريقيا
هذه النسخة المستقرة، فحصت في 25 يوليو 2024. ثمة 3 تعديلات معلقة بانتظار المراجعة.

تساهم الزراعة في جنوب إفريقيا بحوالي 5٪ من العمالة الرسمية، وهي نسبة منخفضة نسبياً مقارنة بأجزاء أخرى من إفريقيا ولا تزال النسبة في تناقص،[1] بالإضافة إلى توفير العمل للعمال المؤقتين والمساهمة بحوالي 2.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.[2]

تطور الإنتاج الزراعي لجنوب إفريقيا عام 2015 بالدولار الأمريكي منذ عام 1961.
مضخة ريحية في مزرعة في جنوب أفريقيا.

ونظراً لجفاف الأرض، يمكن استخدام 13.5 في المائة فقط لإنتاج المحاصيل الزراعية، و3 بالمائة فقط تعتبر أراضٍ ذات إمكانات عالية.[3]

تعد جنوب إفريقيا وفقاً لـقاعدة البيانات الإحصائية لمنظمة الأغذية والزراعة FAOSTAT، أحد أكبر منتجي: جذور الهندباء (الرابع)؛ الجريب فروت (الرابع)؛ الغلال (الخامس)؛ الذرة الخضراء والذرة (السابع) ؛ بذور زيت الخروع (التاسع)؛ الكمثرى (التاسع)؛ السيزال (العاشر)؛ محاصيل الألياف (العاشر).[4] تتكون صناعة الألبان من حوالي 4300 من منتجي الألبان يوفرون فرص عمل لـ 60000 عامل مزرعة ويساهمون في سبل عيش حوالي 40000 آخرين.[5]

حددت حكومة جنوب إفريقيا هدفاً يتمثل في تحويل 30٪ من الأراضي الزراعية المنتجة إلى السود "المحرومين سابقاً" بحلول عام 2014.[6] وقد تعرض الإصلاح الزراعي لانتقادات من قبل مجموعات المزارعين والعمال الذين لا يملكون أرضاً، حيث زعم العمال أن وتيرة التغيير لم تكن بالسرعة الكافية، فيما أدعى المزارعين المعاملة العنصرية معربين عن قلقهم من احتمال نشوء وضع مشابه لسياسة الإصلاح الزراعي في زمبابوي،[7] وتفاقم الخوف بسبب التعليقات التي أدلى بها نائب الرئيس السابق فومزيل ملامبو نغوكا.[8][9] وقد صوت البرلمان في 27 فبراير2018، لبدء عملية تعديل الدستور للسماح بنزع ملكية الأراضي دون تعويض.[10]

واتُهمت الحكومة إما ببذل جهد أكثر مما ينبغي، [11] [بحاجة لتحديث] أو عدم بذل جهد كافٍ، [12] لمعالجة مشكلة الهجمات على المزارع مقارنة بالأشكال الأخرى لجرائم العنف. وتظهر بعض التوقعات أن إمدادات المياه السطحية يمكن أن تنخفض بنسبة 60 ٪ بحلول عام 2070 في أجزاء من كيب الغربية.[13] وقد دعمت الحكومة مخططاً للتغلب على الضرر الناجم عن سوء إدارة الأراضي، بحيث يعزز التنمية المستدامة واستخدام الموارد الطبيعية.[14] وقد تعرض إنتاج الذرة، الذي يساهم بنسبة 36٪ من القيمة الإجمالية لل محاصيل الحقلية في جنوب إفريقيا، أيضاً لآثار سلبية بسبب تغير المناخ. وتتراوح القيمة المقدرة للخسارة، والتي تأخذ في الاعتبار السيناريوهات مع وبدون تأثير التسميد بثاني أكسيد الكربون،[15] بين عشرات ومئات الملايين من الراند .[16]

تاريخ

عدل
 
تنظيف وتعبئة الذرة
 
تربية الأغنام في غوتنغ

استنادا إلى الأدلة الأثرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ عن الرعي والزراعة في جنوب إفريقيا، فقد عُثِر حتى الآن على مستوطنات قديمة أقرب ما تكون لحدود منطقة جنوب إفريقيا الخارجية الحالية، تتعلق بالشعوب الناطقة بلغة البانتو، في مواقع تقع في أقصى الجنوب داخل حدود ما يعرف الآن بموزمبيق، وتعود لتاريخ 354-68 قبل الميلاد. والنتائج المستندة بشكل مماثل عن الرعي والزراعة في جنوب إفريقيا لحد الان- مأخوذة من المواقع المحددة فيما كان يُعرف باسم (مقاطعة ترانسفال)، ويعود تأريخها إلى 249-370 م.[17] وتبدأ أقدم وثيقة عن الحياة الزراعية في جنوب إفريقيا مكتوبة من قبل الأوروبيين بعد عام 1500م بقليل.

الإنتاج

عدل

في عام 2018، أنتجت جنوب إفريقيا 19.3 مليون طن من قصب السكر (14 أكبر منتج في العالم) ، 12.5 مليون طن من الذرة (12 أكبر منتج في العالم) 1.9 مليون طن من العنب (11 أكبر منتج في العالم) ، 1.7 مليون طن من البرتقال (11 أكبر منتج في العالم) و 397 ألف طن من الكمثرى (7 أكبر منتج في العالم). كما أنتجت في نفس العام 2.4 مليون طن من البطاطس، 1.8 مليون طن من القمح، 1.5 مليون طن من فول الصويا، 862 ألف طن من بذور عباد الشمس، 829 ألف طن من التفاح، 726 ألف طن من البصل، 537 ألف طن من الطماطم، 474 ألف طن من الليمون، 445 ألف طن من الجريب فروت، 444 ألف طن من الموز، 421 ألف طن من الشعير، بالإضافة إلى الإنتاج الأصغر للمنتجات الزراعية الأخرى، مثل الأفوكادو، الأناناس، الدراق، اليوسفي، القرع، الملفوف، الجزر، بذور اللفت، الذرة الرفيعة الخ.[18]

المحاصيل

عدل

الغلال و الحبوب الغذائيَّة

عدل
 
مصعد الحبوب الغذائيَّة والصوامع في الولاية المستقلة

تعد الحبوب الغذائيَّة والغلال من أهم المحاصيل في جنوب إفريقيا، حيث احتلت أكثر من 60 في المائة من الهكتارات المزروعة في التسعينيات.[19] تعتبر الذرة، أهم محصول في البلاد، فهي غذاء أساسي ومصدر لعلف الماشية ومحصول للتصدير.[19] كانت البرامج الحكومية، بما في ذلك القروض السخية والخدمات الإرشادية، حاسمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد في هذا المشروع.[19] تُزرع الذرة بشكل أساسي في مقاطعات الشمال الغربي، مبومالانجا، الولاية المستقلة، و كوازولو ناتال.[19] وفر إنتاج الذرة اعتباراً من منتصف التسعينيات، ما لا يقل عن 150000 وظيفة في سنوات هطول الأمطار الوفيرة واستخدم ما يقرب من نصف مدخلات القطاع الزراعي الحديث.[19] واعتباراً من عام 2018، أنتجت جنوب إفريقيا 12.5 مليون طن من الذرة.[18]

زاد إنتاج القمح، الذي يتركز في المزارع الكبيرة عالية الميكنة، بعد الحرب العالمية الثانية.[19] انتشرت زراعة القمح من كيب الغربية حيث يمكن الاعتماد على هطول الأمطار إلى حد ما، إلى ولاية أورانج المستقلة وشرق ترانسفال، استجابة لارتفاع طلب المستهلكين في المقام الأول.[19] واعتباراً من عام 2018، أنتجت جنوب إفريقيا 1.8 مليون طن من القمح.[18]

تزرع الحبوب الغذائيَّة الصغيرة الأخرى في المناطق المحلية في جنوب إفريقيا.[19] على سبيل المثال، تُزرع الذرة الرفيعة—التي موطنها الأصلي في جنوب إفريقيا - في أجزاء من ولاية أورانج المستقلة، وكذلك في المقاطعات الشمالية الغربية والشمالية، حيث تجاوز المحصول 200 ألف طن اعتباراً من منتصف التسعينيات.[19] أُستخدمت الذرة الرفيعة منذ عصور ما قبل التاريخ لأغراض الطعام والتخمير.[19] يُزرع الشعير أيضاً، بشكل أساسي في مقاطعة كيب الغربية.[19] وفي عام 2018، أُنْتِج 421000 طن من الشعير.[18]

تنتج جنوب إفريقيا أيضاً الفول السوداني وبذور عباد الشمس، و الفاصوليا، وفول الصويا.[19]

زراعة الفاكهة

عدل
 
كرم في ستيلينبوش

اعتباراً من منتصف التسعينيات، حققت الفواكه (بما فيها المخصّصة لانتاج النبيذ) ما يصل إلى 40 في المائة من عائدات الصادرات الزراعية في بعض السنوات.[19] (تجد الفاكهة الطازجة سوقاً جيداً في أوروبا لأنها تنضج خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي.[19]) تُزرع الفاكهة المتساقطة الأوراق، بما في ذلك التفاح والكمثرى والدراق، بشكل أساسي في مناطق الكاب الغربية والكاب الشرقية، حيث يوفر الشتاء البارد والصيف الجاف ظروفاً مثالية لهذه المحاصيل.[19] وقد بِيْعَ ما يقرب من 1 مليون طن من الفواكه المتساقطة الأوراق الطازجة محلياً أو صُدِرت كل عام في أوائل التسعينيات.[19]

تزرع الأناناس، بشكل أساسي في كيب الشرقية و كوازولو- ناتال.[19] كما تُزْرع الفاكهة الاستوائية - خاصة الموز والأفوكادو والمانجو - خاصة في الشمال الشرقي وبعض المناطق الساحلية.[19] يُصدَّر أكثر من نصف إنتاج الحمضيات في معظم السنوات.[19]

اعتباراً من منتصف التسعينيات، أُسْتُخدم أكثر من 1.5 مليون طن من العنب محلياً في صناعة النبيذ الشهيرة في جنوب أفريقيا، والتي يعود تاريخها إلى مزارع الكروم في القرن السابع عشر التي قدمها مهاجرون فرنسيون من الهوجوينوت.[19] وقد زُرِع أكثر من 100000 هكتار من الأراضي في مزارع الكروم اعتباراً من منتصف التسعينيات، وتركزت بشكل أساسي في كيب الغربية.[19] وتوجد أيضاً مزارع كروم أصغر في الكاب الشمالية، وولاية أورانج المستقلة، والمقاطعة الشمالية.[19]

قصب السكر

عدل
 
حقول السكر شمال ديربان في كوازولو ناتال

يعتبر قصب السكر أيضاً محصولاً تصديرياً مهماً، وكانت جنوب إفريقيا في المرتبة الرابعة عشرة من بين أكبر منتجي السكر في العالم اعتباراً من عام 2018.[18][19] زُرِع قصب السكر لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر في ناتال.[19] ولا يزال الإنتاج يتركز هناك، ولكن يُزرع السكر أيضاً في مبومالانجا، حيث يُستخدم الري عندما يكون هطول الأمطار غير كافٍ.[19] حيث أُنتج أكثر من 19 مليون طن من قصب السكر في عام 2018.[18]

الإحصاءات

عدل

القيمة بملايين الراند الجنوب أفريقي :[20]

السلع 2009
الدواجن 23,165
الذرة 16,346
الماشية والعجول 12,808
القمح 6,356
الحليب 9,138
الفاكهة المتساقطة وغيرها 8,040
الخضروات 7,843
قصب السكر 4,769
الحمضيات 4,628
البطاطا 4,058

إنتاج المحاصيل الحقلية الهامة:

السلع 2009[21]

(بالأطنان)

2015[22] (التوقع الخامس)

(بالأطنان)

الكانولا 350 40 500 101
قصب السكر 000 411 20
شعير التخمير 000 216 487 357
الذرة 000 567 12
الخضروات 000 442 2
الحمضيات 000 218 2
القمح 000 928 1 190 501 1
الفاكهة المتساقطة وغيرها 000 829 1
بذور عباد الشمس 000 833
الفاكهة شبه الاستوائية 000 655

التعاونيات الزراعية

عدل

هناك عدد من التعاونيات الزراعية في جنوب أفريقيا ،ومنها:

لقد تغيرت الكثير من التعاونيات مع مرور الزمن بما يتماشى مع التغييرات في استراتيجيات أعمالها الفردية.

الجفاف

عدل

في عام 2015، شهدت جنوب إفريقيا أسوأ موجة جفاف منذ 30 عاماً.[23] فقد العديد من المزارعين محاصيل كاملة وكثيراً من مواشيهم. كما انخفضت المياه في سدود جنوب إفريقيا حيث فقد سد بونغولابورت 20٪ من مياهه في عام واحد فقط.[24]

أنظر أيضاً

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ "South Africa - employment by economic sector 2019". مؤرشف من الأصل في 2023-02-26.
  2. ^ Human Rights Watch, 2001. Unequal Protection: The State Response to Violent Crime on South African Farms, (ردمك 1-56432-263-7). نسخة محفوظة 2023-02-03 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Mohamed, Najma. 2000. "Greening Land and Agrarian Reform: A Case for Sustainable Agriculture", in At the Crossroads: Land and Agrarian Reform in South Africa into the 21st century, ed. Cousins, Ben. Bellville, School of Government, University of the Western Cape. (ردمك 1-86808-467-1).
  4. ^ "FAOSTAT 2008 by Production". faostat.fao.org. مؤرشف من الأصل في 2011-07-13. اطلع عليه بتاريخ 2008-06-06.
  5. ^ "Agriculture". South Africa Online. مؤرشف من الأصل في 2006-09-23. اطلع عليه بتاريخ 2006-07-17.
  6. ^ Berger، Sebastien (21 أكتوبر 2009). "Congo hands land to South African farmers". The Daily Telegraph. UK. مؤرشف من الأصل في 2023-03-23. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-30.
  7. ^ "South Africa's bitter harvest". The Times. UK. مؤرشف من الأصل في 2023-01-08. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-30.
  8. ^ "South Africans' long wait for land". BBC News. 27 يوليو 2005. مؤرشف من الأصل في 2023-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-30.
  9. ^ "SA 'to learn from' land seizures". BBC News. 11 أغسطس 2005. مؤرشف من الأصل في 2023-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-30.
  10. ^ Gerber، Jan (27 فبراير 2018). "National Assembly adopts motion on land expropriation without compensation". news24. 24.com. مؤرشف من الأصل في 2023-03-07. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-04.
  11. ^ Bronwen Manby (أغسطس 2001). Unequal Protection – The State Response to Violent Crime on South African Farms. هيومن رايتس ووتش. ISBN:1-56432-263-7. مؤرشف من الأصل في 2023-02-03. اطلع عليه بتاريخ 2006-10-28.
  12. ^ "Farms of Fear". The Times. UK. 7 أبريل 2011. مؤرشف من الأصل في 2023-01-08. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-30.
  13. ^ Climate change to create African 'water refugees' – scientists, Reuters Alertnet. Accessed 21 September 2006]. نسخة محفوظة 25 October 2010 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ "Department of Agriculture South Africa". Nda.agric.za. مؤرشف من الأصل في 2008-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-30.
  15. ^ "The CO2 fertilization effect: higher carbohydrate production and retention as biomass and seed yield". Fao.org. مؤرشف من الأصل في 2023-03-16. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-30.
  16. ^ J. Turpie؛ وآخرون (2002). "Economic Impacts of Climate Change in South Africa: A Preliminary Analysis of Unmitigated Damage Costs" (PDF). Joint Center for Political and Economic Studies Inc. Southern Waters Ecological Research & Consulting & Energy & Development Research Centre. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2009-03-25.
  17. ^ Lander, Faye; Russell, Thembi (2018). "The archaeological evidence for the appearance of pastoralism and farming in southern Africa". PLOS ONE. 13 (6): e0198941. Bibcode:2018PLoSO..1398941L. doi:10.1371/journal.pone.0198941
  18. ^ ا ب ج د ه و South Africa production in 2018, by FAO نسخة محفوظة 2023-01-18 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ ا ب ج د ه و ز ح ط ي يا يب يج يد يه يو يز يح يط ك كا كب كج كد كه . ص. 217–218. {{استشهاد بموسوعة}}: الوسيط |title= غير موجود أو فارغ (مساعدة)
  20. ^ South Africa Yearbook 2010/11. ص. 39.
  21. ^ South Africa Yearbook 2010/11. ص. 42.
  22. ^ Dredge، Rodney D. (15 ديسمبر 2015). "Crop Estimates Committee" (PDF). Agriculture, Forestry & Fisheries. South African Department of Agriculture, Forestry & Fisheries Statistics and Economic Publications and Reports. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2016-01-26.
  23. ^ "South Africa grapples with worst drought in 30 years - BBC News". BBC News (بالإنجليزية البريطانية). 30 Nov 2015. Archived from the original on 2023-01-16. Retrieved 2016-09-01.
  24. ^ Fernandes، Luis. "Dam levels drop as drought is set to worsen". www.enca.com. مؤرشف من الأصل في 2023-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2016-09-01.