الهجمات على الصرب أثناء الحرب الصربية العثمانية (1876–1878)

وقعت أحداث الاضطهاد ضد السكان الصرب في كوسوفو العثمانية في عام 1878، نتيجة للحرب الصربية العثمانية (1876–1878).[1] تورط اللاجئون الألبان القادمون إلى كوسوفو والذين طردهم الجيش الصربي من سنجق نيش في هجمات انتقامية ومعادية للسكان الصرب المحليين.[2][3][4] كما شاركت القوات الألبانية العثمانية أيضًا في الهجمات، بناءً على طلب السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.[1]

الخلفية

عدل

خلال الحرب الصربية العثمانية في الفترة 1876–78، تم طرد ما بين 30 ألف إلى 70 ألف مسلم، معظمهم من الألبان، من قبل الجيش الصربي من سنجق نيش حيث هربوا إلى ولاية كوسوفو.[5][6][7][8][9][4] وفي سياق الحرب الصربية العثمانية، أطلق السلطان العثماني عبد الحميد الثاني العنان لقواته المساعدة، المؤلفة من ألبان كوسوفو، على الصرب الباقين قبل وبعد تراجع الجيش العثماني في عام 1878.[10] نشأت التوترات في شكل هجمات انتقامية من قبل اللاجئين الألبان القادمين على صرب كوسوفو المحليين حيث ساهمت في بداية الصراع الصربي الألباني المستمر خلال العقود المقبلة.[2][3][4]

18–19 يناير

عدل

مع الاستيلاء الصربي على نيش، انتظر قرويو كومانوفو الجيش الصربي الذي ذهب إلى فراني وكوسوفو.[11] سُمعت نيران المدفعية الصربية طوال شتاء 1877–78.[11] لقد فرت القوات الألبانية العثمانية من ديبار وتيتوفو من الجبهة وعبرت بينيا، ونهبت واغتصبت على طول الطريق.[11]

في 18 يناير 1878، نزل 17 ألبانيًا مسلحًا من الجبال إلى أوسلاري، وهم يهتفون خلال دخولهم القرية.[11] وصلوا أولًا إلى منزل آرسا ستويكوفيتش، الذي نهبوه وأفرغوه أمام عينيه، مما أغضب ستويكوفيتش الذي شرع في ضرب أحدهم.[11] لقد أصيب برصاصة في بطنه وسقط، ومع أنه ظل حيًا، لكنه أخذ خشبةً ووجه ضربة قوية إلى رأس مطلق النار، ومات معه.[11] سرعان ما دخل القرويون في معركة مسلحة مع الألبان وقتلوهم.[11]

في 19 يناير 1878، اقتحم 40 ألبانيًا فارًا من الجيش العثماني بيت المسن تاشكو، وهو قن، في منطقة بويانفيتش، حيث قيدوا الذكور واغتصبوا ابنتيه وقريباته،[12] ثم شرعوا في نهب المنزل وغادروا القرية.[11] سلّح تاشكو نفسه وأقنع القرية بالانتقام، وتعقبهم في الثلج وتضاعفت أعدادهم.[13] تم تشتيت الهاربين الألبان، وهم في حالة سكر، وتم اعتراضهم أولًا في لوكارسي، حيث تعرض ستة منهم للضرب حتى الموت.[13] لقد قُتلوا جميعهم.[12]

مع طعم الدم والانتقام والنصر، نما الانتقام إلى انتفاضة، حيث أصبح المنتقمون متمردين، وركبوا الخيل وهم مسلحين كجنود عبر قريتي كومانوفو وكريفا بالانكا ودعوا إلى التمرد.[13] تم تعزيز الحركة من قِبل ملادين بيلجينسكي ومجموعته بقتل حراميباشي العثماني الألباني برام شتراوي وأصدقائه السبعة الذين جُلبت رؤوسهم المقطوعة كجوائز واستخدمت كأعلام في القرى. في 20 يناير 1878، تم اختيار قادة انتفاضة كومانوفو.[13]

26 يناير

عدل
 
الهجمات على الصرب أثناء الحرب الصربية العثمانية
 
 
 
المكان قرية Panađurište ببريشتينا في الدولة العثمانية (كوسوفو الحالية)
التاريخ 26 حتى 27 يناير عام 1878
الهدف صرب   
السبب تقدم الجيش الصربي
المشاركين ألبان
الوفيات مقتل عدد صرب، فضلًا عن المهاجمين الألبان
الخسائر المادية إحراق منازل

وفي الوقت نفسه، وقعت مذبحة للصرب في بريشتينا على يد ألبان مسلحين استغلوا الفوضى والاضطراب الذي تبع ذلك.[13] وفي 26 يناير، جاء اللاجئون من القرى التي يسكنها الألبان إلى بريشتينا مع أخبار أن المواقع الأمامية الصربية موجودة بالفعل في غراتشانيكا.[13] بدأ الألبان يهاجمون المنازل الصربية، وسرقوا وخطفوا وضربوا وقتلوا.[14]

تجمع الألبان المسلحون في محلة باناجوريشت التي يسكنها الصرب،[15] حيث وقعت معظم الفظائع.[16][17] طرق خمسة رجال باب صانع الأسلحة يوفان يانييفيتش (المعروف باسم يوفان تشاكوفاتش).[14] لقد كان يوفان صديقًا للمعلم الصربي كوفاشيفيتش في بريشتينا.[16] ونظرًا لعدم فتح الباب من أي شخص، ومن أجل عبور الجدار، وقف ثلاثة من الرجال الخمسة على بعضهم البعض.[18] أطلق يوفان النار على الشخص الذي كان ينظر إلى الفناء، فتعرض المنزل لوابل من الرصاص، وقُتلت زوجة يوفان.[18] أخذ يوفان أطفاله وكسر الجدار إلى منزل جاره، وهو صديق تركي، ودفعهم عبر الحائط. لقد رَد قريبه ستويان عليهم وأوقف هجومهم.[18] دافع يوفان وستويان عن نفسيهما، بينما مر نصف يوم بالهجمات والضحايا.[18] غادر المهاجمون المبنى عبر شارع شيتيري لولي، ثم عادوا بالتبن والقش وأشعلوا النار في المنزل الذي كان ممتلئًا بالدخان.[18] استسلم ستويان على وعد من بيسا، ومع ذلك فقد قطعوا رأسه الذي رموه في الشارع.[18] دخل يوفان، الناجي الوحيد، الطابق السفلي عندما انهار المنزل.[18] ومع إصابته بجرح في الكتف، فقد هرع خارج الميدان وتمكن من إطلاق النار على ثلاثة من المهاجمين، قبل أن يُقتل.[18] لقد ساروا في سوق بريشتينا ورأسه على عمود.[19]

من أجل الموتى الـ20 الألبان، طلبوا الخلاص بالدم. لقد سقط في أحد المنازل في هاد كوستي، 17 ضحية.[19] في الليل، وعندما أوقف التعب والجوع المذبحة، أحصى العسكريين عدد القتلى.[19]

الإرث

عدل

أسفرت الهزيمة العثمانية أمام صربيا إلى جانب الظروف الجيوسياسية الجديدة بعد عام 1878 التي عارضها القوميون الألبان عن ظهور مواقف معادية للمسيحيين فيما بينهم أيدت في النهاية ما يعرف اليوم باسم «التطهير العرقي» الذي جعل جزءً من سكان صرب كوسوفو يغادرون.[20]

قبل حروب البلقان (1912-1913)، صرح زعيم مجتمع صرب كوسوفو يانجيتشيجي بوبوفيتش أن حروب 1876-1878 «ضاعفت ثلاث مرات» كراهية الأتراك والألبان، وخاصة حرب اللاجئين من سنجق نيش تجاه الصرب من خلال ارتكابها أعمال عنف ضدهم.[4]

المراجع

عدل
  1. ^ ا ب Lampe, 2000, p. 55. نسخة محفوظة 6 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ ا ب Frantz، Eva Anne (2009). "Violence and its Impact on Loyalty and Identity Formation in Late Ottoman Kosovo: Muslims and Christians in a Period of Reform and Transformation". Journal of Muslim Minority Affairs. ج. 29 ع. 4: 460–461. DOI:10.1080/13602000903411366. "In consequence of the Russian-Ottoman war, a violent expulsion of nearly the entire Muslim, predominantly Albanian-speaking, population was carried out in the sanjak of Niš and Toplica during the winter of 1877-1878 by the Serbian troops. This was one major factor encouraging further violence, but also contributing greatly to the formation of the League of Prizren. The league was created in an opposing reaction to the Treaty of San Stefano and the Congress of Berlin and is generally regarded as the beginning of the Albanian national movement. The displaced persons (Alb. muhaxhirë, Turk. muhacir, Serb. muhadžir) took refuge predominantly in the eastern parts of Kosovo. The Austro-Hungarian consul Jelinek reported in April of 1878.... The account shows that these displaced persons (muhaxhirë) were highly hostile to the local Slav population.... Violent acts of Muslims against Christians, in the first place against Orthodox but also against Catholics, accelerated. This can he explained by the fears of the Muslim population in Kosovo that were stimulated by expulsions of large Muslim population groups in other parts of the Balkans in consequence of the wars in the nineteenth century in which the Ottoman Empire was defeated and new Balkan states were founded. The latter pursued a policy of ethnic homogenisation expelling large Muslim population groups."; p. 467. "Clewing (as well as Müller) sees the expulsions of 1877 – 1878 as a crucial reason for the culmination of the interethnic relations in Kosovo and 1878 as the epoch year in the Albanian-Serbian conflict history."
  3. ^ ا ب Müller، Dietmar (2009). "Orientalism and Nation: Jews and Muslims as Alterity in Southeastern Europe in the Age of Nation-States, 1878–1941". East Central Europe. ج. 36 ع. 1: 63–99. DOI:10.1163/187633009x411485. "For Serbia the war of 1878, where the Serbians fought side by side with Russian and Romanian troops against the Ottoman Empire, and the Berlin Congress were of central importance, as in the Romanian case. The beginning of a new quality of the Serbian-Albanian history of conflict was marked by the expulsion of Albanian Muslims from Niš Sandžak which was part and parcel of the fighting (Clewing 2000 : 45ff.; Jagodić 1998 ; Pllana 1985). Driving out the Albanians from the annexed territory, now called "New Serbia," was a result of collaboration between regular troops and guerrilla forces, and it was done in a manner which can be characterized as ethnic cleansing, since the victims were not only the combatants, but also virtually any civilian regardless of their attitude towards the Serbians (Müller 2005b). The majority of the refugees settled in neighboring Kosovo where they shed their bitter feelings on the local Serbs and ousted some of them from merchant positions, thereby enlarging the area of Serbian-Albanian conflict and intensifying it."
  4. ^ ا ب ج د Stefanović، Djordje (2005). "Seeing the Albanians through Serbian eyes: The Inventors of the Tradition of Intolerance and their Critics, 1804–1939". European History Quarterly. ج. 35 ع. 3: 469. DOI:10.1177/0265691405054219. hdl:2440/124622. "In 1878, following a series of Christian uprisings against the Ottoman Empire, the Russo-Turkish War, and the Berlin Congress, Serbia gained complete independence, as well as new territories in the Toplica and Kosanica regions adjacent to Kosovo. These two regions had a sizable Albanian population which the Serbian government decided to deport."; p.470. "The ‘cleansing’ of Toplica and Kosanica would have long-term negative effects on Serbian-Albanian relations. The Albanians expelled from these regions moved over the new border to Kosovo, where the Ottoman authorities forced the Serb population out of the border region and settled the refugees there. Janjićije Popović, a Kosovo Serb community leader in the period prior to the Balkan Wars, noted that after the 1876–8 wars, the hatred of the Turks and Albanians towards the Serbs ‘tripled’. A number of Albanian refugees from Toplica region, radicalized by their experience, engaged in retaliatory violence against the Serbian minority in Kosovo... The 1878 cleansing was a turning point because it was the first gross and large-scale injustice committed by Serbian forces against the Albanians. From that point onward, both ethnic groups had recent experiences of massive victimization that could be used to justify ‘revenge’ attacks. Furthermore, Muslim Albanians had every reason to resist the incorporation into the Serbian state."
  5. ^ Pllana، Emin (1985). "Les raisons de la manière de l'exode des refugies albanais du territoire du sandjak de Nish a Kosove (1878–1878) [The reasons for the manner of the exodus of Albanian refugees from the territory of the Sanjak of Niš to Kosovo (1878–1878)]". Studia Albanica. ج. 1: 189–190.
  6. ^ Rizaj، Skënder (1981). "Nënte Dokumente angleze mbi Lidhjen Shqiptare të Prizrenit (1878–1880) [Nine English documents about the League of Prizren (1878–1880)]". Gjurmine Albanologjike (Seria e Shkencave Historike). ج. 10: 198.
  7. ^ Şimşir, Bilal N, (1968). Rumeli’den Türk göçleri. Emigrations turques des Balkans [Turkish emigrations from the Balkans]. Vol I. Belgeler-Documents. p. 737.
  8. ^ Bataković، Dušan (1992). The Kosovo Chronicles. Plato. مؤرشف من الأصل في 2021-12-04.
  9. ^ Elsie، Robert (2010). Historical Dictionary of Kosovo. Scarecrow Press. ص. XXXII. ISBN:9780333666128.
  10. ^ Lampe 2000، صفحة 55"Before and after the army's withdrawal, the new Ottoman Sultan, Abdul Hamid II, unleashed Kosovar Albanian auxiliaries on the remaining Serbs."
  11. ^ ا ب ج د ه و ز ح Krakov 1990، صفحة 11
  12. ^ ا ب Institut za savremenu istoriju 2007، صفحة 86
  13. ^ ا ب ج د ه و Krakov 1990، صفحة 12
  14. ^ ا ب Popović 1900، صفحة 87.
  15. ^ Krakov 1990، صفحات 12-13.
  16. ^ ا ب Društvo sv. Save 1928، صفحة 58.
  17. ^ Društvo sv. Save 1930، صفحة 43.
  18. ^ ا ب ج د ه و ز ح Krakov 1990، صفحة 13
  19. ^ ا ب ج Krakov 1990، صفحة 14
  20. ^ Little 2007، صفحة 125"In time the Albanian nationalists became more overtly anti-Christian, eventually advocating something what today would be called "ethnic cleansing," an alarming movement that encouraged many Serbs to leave Kosovo."

مصادر

عدل
  • Krakov, Stanislav (1990) [1930]. Plamen četništva (بالصربية). Belgrade: Hipnos. Archived from the original on 2019-12-23. (in Serbian)
  • Institut za savremenu istoriju (2007). Gerila na Balkanu (بالصربية). Tokyo: Institute for Disarmament and Peace Studies. (in Serbian)
  • Popović، Zarija R. (1900). Pred Kosovom: beleške iz doba 1874-1878 godine. Drž. štamp. Kralj. Srbije. ص. 86–87. مؤرشف من الأصل في 2017-02-15. Панађуриште беше центар арнаутских напада. Дођоше пет Арнаута пред врата Јованове куће и стадоше лупати.
  • Milan Budisavljević؛ Paja Adamov Marković؛ Dragutin J. Ilić (1899). Brankovo kolo za zabavu, pouku i književnost. ج. 5. مؤرشف من الأصل في 2022-12-01. Али догађај 26. јануара 1878. године остаће крвавим словима записан на лнетоии- ма историје града Приштине.
  • Društvo sv. Save (1928). Brastvo. Društvo sv. Save. ج. 22. ص. 58. مؤرشف من الأصل في 2022-12-01. Али је напад поглавито био управљен на Панађуриште, а у Панађуришту на кућу Јована Ђаковца. Јован је по зањимању пушкар. Његово српско одушев- љење било је појачано утицајем приштевачког учитеља Кова- чевића, коме је Јован често одлазио. И кад би Јован са својим шеснаестогодишњим сином ишао јутром у дућан, или се ве- чером враћао из дућана, били су вазда наоружани револверима и мартинкама. Турци би на овако наоружане кауре попреко гледали, ...
  • Društvo sv. Save (1930). Brastvo. Društvo sv. Save. ج. 24–26. مؤرشف من الأصل في 2022-12-01. После неколико дана је у Приштини настала сеча Срба од Арнаута Малесораца којих је био пун град. Нарочито је био напад у махали Панађуришту на кућу непокорног Јована Ђаковца пушкара. Јован се јуначки борио, док му није кућа упаљена те му загрожена опасносг да се у диму угуши или да у пламену изгори. Заменивши своје главе десетороструко главама арнаутским, најзад су јуначки пали Јован, жена му и шурак.
  • Lampe، John R. (28 مارس 2000). Yugoslavia as History: Twice There Was a Country. Cambridge University Press. ISBN:978-0-521-77401-7. مؤرشف من الأصل في 2020-06-12.
  • Little، David (2007). Peacemakers in Action: Profiles of Religion in Conflict Resolution. Cambridge University Press. ISBN:978-0-521-85358-3. مؤرشف من الأصل في 2020-06-12.
  • Михаило Воjводић (1978). Србија 1878: документи. Српска књижевна задруга. مؤرشف من الأصل في 2017-02-15.
  • Vladimir Stojančević (1998). Srpski narod u Staroj Srbiji u Velikoj istočnoj krizi 1876-1878. Službeni list SRJ. مؤرشف من الأصل في 2017-02-15.
  • Bor. M. Karapandžić (1986). Srpsko Kosovo i Metohija: zločini Arnauta nad srpskim narodom. sn.n. مؤرشف من الأصل في 2017-02-15.