زيد بن جلبة

تابعي ..قائد عسكري ..سيد ..وخطيب من فُصحاء العرب

زيد بن جلبة بن مرداس السعدي البصري (نحو 40 ق هـ / 583م - 45 هـ/665م): أحد فصحاء العرب،[2] وسيد بني سعد في زمانه، وكان من رؤساء بني تميم وأشرافهم.[3] ولد في بادية البصرة، وأسلم في حياة النبي ، ووفد إلى عمر على رأس تميم،[4] حين آلت الخلافة إليه في المدينة،[5] وفي ذلك يقول البلاذري: «زَيْد بْن جُلْبَة بْن مرداس بْن بَوّ: كان عظيم القدر سيدًا، وكان على وفد بني تميم حين وفدوا على عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وفيهم الأحنف من تحت يده».[6]

زيد بن جبلة بن مرادس السعدي التميمي
معلومات شخصية
مكان الميلاد البصرة، العراق
مكان الوفاة البصرة، العراق
أسماء أخرى وقيل: زيد بن جبلة
الأولاد الحجاج بن زيد السعدي[1]
الأم عمرة بنت حذلم

شهد الفتوح العربية الإسلامية في العراق وفارس في خلافة عمر، ثم في خلافة عثمان بن عفان ولاّه والي البصرة عبد الله بن عامر شرطتها.[7] وكان الخليفة عثمان رضي الله عنه يجله لمنزلته في قومه، فحين كُتب المصاحف بعث إِلَى زيد بن جلبة بمصحف بني تميم، وفي ذلك يقول ابن عساكرولما بعث عثمان إلى الأمصار بالمصاحف بعث إلى أهل البصرة بمصحف دفع إلى زيد بن جلبة مصحفا فهم يتوارثونه إلى اليوم».[8]

وفي الفتنة الكبرى كان زيد مع عائشة رضي الله عنه في معركة الجمل، وكان من أمراء الجيش على رأس بني سعد، قال الشيخ المفيدوصف أصحاب الجمل صفوفهم فجعلوا على حنظلة هلال بن وكيع، و على بني عمرو من بني تميم عمير بن عبد الله بن مرقد، وعلى بني سعد زيد بن جبلة بن مرداس».[9] وكان زيد يحرض تميم بالانضمام إلى صف عائشة والزبير وطلحة، فعقدت له السيدة عائشة خمارها،[10] وفي ذلك روى المدائني قائلاً: «كان زيد بن نجلبة يحضّ بني سعد على القتال مع عائشة، وكان الأحنف يكفهم عن القتال، وجرى بينه وبين الأحنف كلام، فقال زيد: إنما يطاع لذوي الأسنان والقدم والرأي ولا يطاع من لا رأي له، فوثب إليه الأحنف فأخذ بعمامته وتناصيا فقيل للأحنف: أين حلمك؟ فقال: لو كان مثلي أو دوني لم أفعل هَذَا به وحلمت عنه».[11]

ثم شهد مع علي بن أبي طالب وقعة صفين وحروبه، وكان من وفد رؤساء تميم القادم من البصرة إلى الكوفة عند التجهز لحرب صفين مع الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة وحارثة بن بدر وأعين بن ضبيعة.[12] ولما آلت إلى معاوية بن أبي سفيان الخلافة، وفد زيد ضمن أَربعة رؤساء من بني تميم وهم الأحنف بن قيس، وجارية بن قدامة وسماك بن مخرمة على معاوية، ثم أدخلهم عليه على قدر مراتبهم، وله مع معاوية كلام طويل.[13] وفي أوائل حكم معاوية سنة 41 هـ، حاول عبد الله بن عامر إعادته إلى شرطة البصرة، إلا أنه كان طاعن في السن، فأبى، وفي ذلك قال الطبري أراد معاوية توجيه عتبة بن أبي سفيان على البصرة فكلمه ابن عامر وقال إن لي بها أموالا وودائع فإن لم توجهني عليها ذهبت، فولاه البصرة فقدمها في آخر سنة 41 هـ وإليه خراسان وسجستان فأراد زيد ابن جبلة على ولاية شرطته فأبى».[14]

النسب

عدل

وفوده إلى عمر

عدل

وروى المدائني والجاحظ بسندهما عن أبي ريحانة قال:«وفد هلال بن وكيع، والأحنف بن قيس، وزيد بن جبلة على عمر رحمه اللّه.. وقال زيد بن جبلة فقال: يا أمير المؤمنين، سود الشريف وأكرم الحسيب، وأودعنا من أياديك بما يسد الخصاصة، ويجبر الفاقة فإنا بقفّ من الأرض يابس الأكناف، مقشعر الذروة لا شجر فيه و لا زرع. وإنّا من العرب اليوم إذ أتيناك بمرأى و مسمع».[16][17]

وفوده إلى معاوية

عدل

قال ابن بكار: «ثم قال لآذنه: انظر من بالباب. فإذا هو بأربعة من بني تميم، الأحنف بن قيس، وزيد بن جلبة، وجارية بن قدامة، وسماك بن مخرمة ... ثم قال: ائذنوا لزيد بن جلبة. فدخل وقضى سلامه. فقال له: إيهاً يازييد بني جليبة! قال: مهلاً يا أمير المؤمنين، بل زيد بن جلبة يا أمير المؤمنين. إنا فررنا قريشاً كلها، فوجدناك آمنها عهداً، وأوفاها عقداً، فإن تف فأهل الوفاء أنت، وإن تغدر فإنا خلّفنا خلفنا خيلاً جيادا، وأذرعة شدادا، وأسنة حدادا، وإن شئت لتصفين روعة صدورنا بفضل رأيك وحلمك. قال: إذاً نفعل. قال: إذاً نقبل. قال: اخرج عني».[18]

قالوا عنه

عدل
  • قال الأحنف بن قيس: « كنا نخرق النعال في طلب المروأة من بيت زيد».[19]
  • وجاء في كتاب الأغاني عن عمرو بن الأهتم: «مرّ عمرو بن الأهتم بحارثة بن بدر، والأحنف بن قيس، وزيد بن جبلة، وهم مجتمعون، فسلّم عليهم، ثم بقي مفكرا، فقالوا: مالك؟ فقال: ما في الأرض ثلاثة أنجب من آبائكم، حيث جاءوا بأمثالكم من أمثال أمهاتكم! فضحكوا منه».[20]

المراجع

عدل
  1. ^ ذخيرة الدارين فيما يتعلق بمصائب الحسين - عبد المجيد بن محمد رضا الحسيني - الصفحة 391 . نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ ابن عساكر الشافعي (1332 هـ). التاريخ الكبير. عبد القادر أفندي بدران. روضة الشام. ص. 450. {{استشهاد بكتاب}}: تحقق من التاريخ في: |سنة= (مساعدة)
  3. ^ الإصابة - ابن حجر - ج 2 - الصفحة 531. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ الأشتقاق - ابن دريد - الصفحة 248. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ نهاية الأرب في الأدب - النويري - ج 7 - الصفحة 240. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ أنساب الأشراف - البلاذري - ج 12 - الصفحة 348 . نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ مسند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - السدوسي - ج 10 - الصفحة 200. نسخة محفوظة 10 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج 19 - الصفحة 342. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ الجمل - المفيد - الصفحة 359 . نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ الوافي بالوفيات - الصفدي - ج ١٥ - الصفحة ١٧. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ أنساب الأشراف - البلاذري - ج 12 - الصفحة 334 . نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ وقعة صفين - ابن مزاحم المنقري - الصفحة 24. نسخة محفوظة 7 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ مختصر تاريخ دمشق - ابن المنظور - ج 6 - الصفحة 133 . نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ تاريخ الطبري - الطبري - ج ٤ - الصفحة ١٣٠. نسخة محفوظة 16 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ فرسان الهيجاء - المحلاتي - الصفحة 139. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ أنساب الأشراف - البلاذري - ج 12 - الصفحة 316. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ البيان والتبيين - الجاحظ - ج 2 - الصفحة 98 . نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  18. ^ أخبار الوافدين من الرجال على معاوية بن أبي سفيان - ابن بكار - ج 1 - الصفحة 41. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ نسب قحطان وعدنان - المبرد - ج 1 - الصفحة 9. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ الأغاني - الأصفهاني - ج 8 - الصفحة 489. نسخة محفوظة 9 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.