سلطان مارد هو شخصية غامضة في التاريخ النجدي السعودي. كان حاكما على الأسياح وتمرد على شخص مجهول أرسله لضبط الأوضاع بها.[1] وأسس قصره الخاص الشهير "قصر مارد".[1][3] ويُرجح إنه عاش في القرن العاشر الهجري.[1] ويرجح البعض أيضا إنه عاش في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري في الفترة بين عامي 850 و900 هـ.[1] ورجح عدد من الباحثين أن سلطان مارد هو الحسن بن زبيري، الحاكم السابق للمدينة المنورة.[2][4]

سلطان مارد
معلومات شخصية
تاريخ الميلاد غير معروف
الوفاة غير معروف
الصريف (الأسياح) [1]
قتله حميدان بن راشد [2]
طبيعة الوفاة قُتل في معركة [1]
منصب
حاكم الأسياح
بداية غير معروف
نهاية غير معروف
الحياة العملية

اسمه وأصله

عدل

لا يُعرف شيء عن اسم سلطان مارد غير اسمه شخصا "سلطان" وجزء مارد في اسمه لقب به لانه تمرد على الحاكم المجهول الذي أرسله.[1] وقيل في أصله عدة اقوال ومنها:

  • إنه كان ذو اصل رومي.[1]
  • إنه ذو اصل تركي.[1]
  • إنه كان عبدا ذو بشرة سوداء.[1]

وقيل ان سلطان مارد هو أحد الأشراف الذي اسمه الحسن بن زبيري، الذي كان حاكما للمدينة المنورة وقام بكسر الغرفة النبوية وأخذ ما أخذ منها ثم هرب، وسكن بديار نجد وبنى قصرا سماه قصر مارد وسمى نفسه سلطان مارد.[2][4] ودعم هذا القول علي بن محمد الفهيد صاحب كتاب الكامل في تاريخ الأسياح.[4] وكان قد شكل قوته بعد خروجه من المدينة من الأكراد وقليلا من الأتراك من ضمنهم مهندسين وبنائين وفنيين ماهرين هم من قاموا ببناء قصر مارد والسد وبعثوا عيون الأسياح. فأعاد بعث الأسياح (النباج) وزرع أرضها وجمع حولها أبناء البادية.[4]

تمرده

عدل

يُذكر أن سلطان مارد كان واليا لأحد حكام العراق العثمانيين،[1][3] وتم إرساله مع كتيبة من الجنود إلى الأسياح لحماية الحجاج العراقيين من هجمات القبائل. ووكلت له الحفاظ على أمن شرق الطريق كله،[1] وقام بجعل الأسياح مقرا له. إلا ان بيئة الأسياح أعجبته وجودة تربتها للزراعة، فقام بالتمرد عليه. واعلن استقلاله بالأسياح.[1]

وقيل أيضا:«أن سلطان مارد مر بالأسياح حاجا فلما أن وصل إليها بجنوده، وكان من رجال الدولة العثمانية إذ ذاك وقف على موضع العين الأولى التي تنسب إليه لما رأها ينبع ماؤها، وقد دل عليها وذكرت له إمارات هناك فقال لمن معه من الجنود لقد فاتنا الحج في هذه السنة، ثم أخذ يحتقر العين المذكورة، ثم إنه بنى قصره الذي يقع عنها شرقا، فلما أن اعتصم بالقصر قطع مواصلته بالدولة وبذل ما عنده من الأموال التي جهزته بها دولته فيما يختص به وتمرد عليها.»[5]

الأسياح في فترة حكمه

عدل

يُذكر أن سلطان مارد عندما وصل إلى بلدة الأسياح قام بتزعم عامة الناس، والتفت إلى النواحي العمرانية فيها فحبس مسايل السيل، وحصن الحصون، فأمنت البلاد في عصره، وأصبح سيدا لتلك الناحية.[1] وقام ببناء قصره وسدا يسمى "المسكر".[1] وقيل ان عبد الله بن عامر بن كريز، هو الذي بناه وليس سلطان مارد.[6] وتم نسب كل بقايا الآثار الزراعية والمعمارية إلى سلطان مارد.[1]

نهاية حكمه ومقتله

عدل

يُذكر أن نهاية حكم سلطان مارد كانت على يد الضياغم من قبيلة شمر.[7][1] وقيل الأساعدة من قبيلة عتيبة.[2] حيث أنه دارت معركة بين القبيلتين وسلطان مارد، وقُتل فيها سلطان مارد.[1][8]

وقصة موته كما قالها إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن:

«وبينما هو ذات يوم من الأيام جالس حوالي عينه إذ أقبل أعراب من الضياغم فنزل صبي يغتسل في العين فرآه سلطان مارد؛ وأعجب بحسن صورته فجعل يسأل هل لهذا الصبي من أخت وكان والد ذلك الصبي اسمه عرار، وبين عرار وبين الأمير عمير منافسة ويحسده عرار على الإمارة فتكلم عرار قائلا نعم إن له لأختا هي أحسن بنات الحي، ولكنها زوجة لعمير قبل ذلك لعل سلطانا يقتل عميرا بصفته عدوه ووعده أن سيزوجوه منه بشرطين. الأول أن يكيل للأعراب، والثاني بأن لا يقربها إذا جاؤوا بها إليه حتى تغيب مضاهيرهم من خلف قرية الجعلة، ففعل ذلك وأجابهم إلى ما طلبوا فرجع الضياغم إلى حميدان رئيس قبيلة الضياغم وأخبروه الخبر، وكان حميدان أخرس ومن شجعان العرب المشاهير، وخالا لزوجة عمير فلما بلغه الخبر جعل يشير بيده حتى تكلم بكلمة فهمت منه وهي قوله (ميثا لا) يريد لا نزوجه ميثا؛ فقام الضياغم[5] وأخذوا جارية سوداء فجعلوها في الهودج وقدموها إلى سلطان ثم ذهبوا فوفا لهم بشرطهم، ولم يقربها حتى تغيبت ركابهم من خلف قرية الجعلة، وإنما خدعوه بهذه الحيلة لأن لا يسمعوا صياحها وجزعها إذا مسها، ولما أن كشف عنها الهودج يريد الحسن والجمال إذا بها سوداء شعثاء فصاح للعساكر بالصافرة وعبا جيشه على أتم أهبة ثم زحف على الضياغم حتى أدركهم في الصريف فتقاتلوا قتالا شديدا، وتبادل سلطان وحميدان ضربتين فسقطا ميتين.[7]»

مراجع

عدل
  1. ^ ا ب ج د ه و ز ح ط ي يا يب يج يد يه يو يز يح "سلطان مارد والضياغم.. بين الحقيقة والأسطورة". صحيفة الاقتصادية. 29 أبريل 2016. مؤرشف من الأصل في 2019-09-06. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-25.
  2. ^ ا ب ج د "موقع مارد | السلطان عمير بن راشد آل راشد/ سلطنة نجد والأسياح 911-1111هـ موقع مارد". مؤرشف من الأصل في 2024-03-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-25.
  3. ^ ا ب وثائق تاريخية وشعرية تكشف عن شخصية مارد الأسياح (جريدة الرياض) نسخة محفوظة 2021-03-20 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ ا ب ج د وثائق تاريخية وشعرية تكشف عن شخصية مارد الأسياح 2-2 (جريدة الرياض) نسخة محفوظة 2022-12-01 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ ا ب "ص72 - كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان - ذكر القبول الذي جرى على الدرعية - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2024-03-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-25.
  6. ^ منطقة القصيم الآثار والمواقع التاريخية موسوعة المملكة العربية السعودية نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ ا ب "ص73 - كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان - الوشم وضواحيه - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2024-03-26. اطلع عليه بتاريخ 2024-03-25.
  8. ^ هذه بلادنا الربيعية، عبد العزيز بن راشد بن عبد الكريم السنيدي، ط1، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، الرياض، 1414هـ/1994م، ص71.