سوريا إبان حكم حزب البعث

فترة حكم سوريا ما بين 1963–2024

كانت الجمهورية العربية السورية هي التسمية الرسمية لدولة الحزب الواحد الحاكمة في سوريا بين أعوام 1963 وحتى 2024 تحت حكم الفصيل السوري لحزب البعث العربي الاشتراكي. حكم آل الأسد سوريا منذ انقلاب عام 1970 وحتى الهجمات التي شنّتها المعارضة السورية عام 2024.[1]

سوريا
الجمهورية العربية السورية
→
1963 – 2024 ←
 
←
 
←
سوريا إبان حكم حزب البعث
سوريا إبان حكم حزب البعث
علم الجمهورية العربية السورية
سوريا إبان حكم حزب البعث
سوريا إبان حكم حزب البعث
شعار الجمهورية العربية السورية
النشيد : حماة الديار
  موقع سوريا
  المناطق المطالب بها ولكن غير مسيطر عليها (محافظة حطاي التركية ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل)
عاصمة دمشق
نظام الحكم نظام الحزب الواحد
اللغة الرسمية العربية
المجموعات العرقية 90% عرب

9% كرد

1% أخرى
رئيس الجمهورية
لؤي الأتاسي 1963
أمين الحافظ 1963–1966
نور الدين الأتاسي 1966–1970
حافظ الأسد 1970–2000
بشار الأسد 2000–2024
رئيس الوزراء
صلاح البيطار 1963 (الأول)
محمد غازي الجلالي 2024 (الأخير)
نائب رئيس الجمهورية
محمد عمران 1963–1964 (الأول)
نجاح العطار 2006–2024 (الأخير)
فيصل المقداد 2024 (الأخير)
التشريع
السلطة التشريعية مجلس الشعب
التاريخ
انقلاب 1963 في سوريا 8 مارس 1963
انقلاب حافظ الأسد 16 نوفمبر 1970
الحرب الأهلية السورية 2012–2024
سقوط دمشق 8 ديسمبر 2024
المساحة
2024 185٬180 كم² (71٬498 ميل²)
السكان
2024 25٬000٬753 نسمة
     الكثافة: 135 /كم²  (349٫7 /ميل²)
بيانات أخرى
العملة ليرة سورية SYP
المنطقة الزمنية +2
المنطقة الزمنية +3
جهة السير يسار
رمز الإنترنت .sy
رمز الهاتف الدولي +963

نشأت الدولة بعد انقلاب 1963 في سوريا، والذي قاده ضباط علويون، وبعدها بسبع سنوات انقلب وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد على الرئيس السوري صلاح جديد في ما يعرف بالحركة التصحيحية عام 1970. وقد شهدت فترة حكم حافظ الأسد انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وقمعًا للحريات كما في مجزرة حماة عام 1982. توفي حافظ عام 2000 وخلفه ابنه بشار الأسد آنذاك. أدت المظاهرات ضد بشار إلى إشعال الحرب الأهلية السورية، والتي بدورها أدت لانتهاء حكمه في 8 ديسمبر 2024.[2]

التاريخ

عدل

استلام حزب البعث للسلطة

عدل

قام حزب البعث بالتعاون مع عدد من الأحزاب في سوريا بالتوقيع على وثيقة الانفصال في عام 1961، وعلى إثر ذلك اعتقل حافظ الأسد مع عدد من رفاقه في اللجنة العسكرية بحزب البعث في مصر لمدة 44 يومًا، وأطلق سراحهم بعد ذلك وأعيدوا إلى سوريا في إطار عملية تبادل مع ضباط مصريين كانوا قد احتجزوا في سوريا. وأبعد بعد عودته عن الجيش السوري لموقفه الرافض للانفصال وأُحيل إلى الخدمة المدنية في إحدى الوزارات.

وبعد أن استولى حزب البعث على السلطة في انقلاب 8 مارس 1963 فيما عرف باسم ثورة البعث 1963م، أعيد الضابط البعثي حافظ الأسد إلى الخدمة من قبل صديقه ورفيقه في اللجنة العسكرية مدير إدارة شؤون الضباط آنذاك المقدم صلاح جديد، ورقي بعدها في عام 1964 من رتبه رائد إلى رتبة لواء دفعة واحدة، وعين قائدًا للقوى الجوية والدفاع الجوي. وبدأت اللجنة العسكرية بحزب البعث بتعزيز نفوذها وكانت مهمته توسيع شبكة مؤيدي وأنصار حزب البعث في القوات المسلحة. وقامت اللجنة العسكرية في 23 فبراير 1966 بقيادة صلاح جديد ومشاركه منه بالانقلاب على القيادة القومية لحزب البعث والتي ضمت آنذاك مؤسس الحزب ميشيل عفلق ورئيس الجمهورية أمين الحافظ ليتخلى بعدها صلاح جديد عن رتبته العسكرية لإكمال السيطرة على الحزب وحكم سوريا، بينما تولى حافظ الأسد اللجنة العسكرية في حزب البعث ووزارة الدفاع السورية.

حافظ الأسد

عدل
 
حافظ الأسد خلال الحركة التصحيحية عام 1970

قام الجيش السوري عام 1976 بمحاولة فض المعركة بين قوات اليمين اللبناني وحركة فتح بمخيم تل الزعتر، إلا أن الفلسطينيين قاموا بقصف القوات السورية بطريق الخطأ، فكان رد الجيش السوري خاطفًا. وانخرط بشكل فعلي في الحرب الأهلية اللبنانية بعد اجتياح إسرائيل للبنان مانعاً حدوث قلاقل أكبر، وطبق هناك سياسة «لا غالب ولا مغلوب» عن طريق حفظ توازن القوى بين كل الأطراف اللبنانية وذلك إلى أن حصل على تفويض من جامعة الدول العربية في مؤتمر الطائف لمساعدة الأطراف اللبنانية المتصالحة بالسيطرة على لبنان. وظل الجيش السوري في لبنان حتى عام 2005 م إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

  • الصعيد الداخلي والخارجي:
 
حافظ الأسد في حرب تشرين

على الصعيد الداخلي، تميزت فترة حكمه بالحزم والسلطة المطلقة وحكم الحزب الواحد (حزب البعث)، كما تم بناء أكثر من جامعة في عهده منها جامعة تشرين في اللاذقية. كما عمل على تحرير المرأة ومساواتها بالرجل واعتبرها نصف المجتمع.[بحاجة لمصدر] وشجّع الرياضة والرياضيين، وتم في عهده استضافة دورة البحر الأبيض المتوسط.

وعلى الصعيد الخارجي استمر في رفضه اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل مناديًا بحل شامل للقضية الفلسطينية، إلى أن قامت منظمة التحرير الفلسطينية بتوقيع اتفاقية أوسلو بعام 1993 منفردة وهو الأمر الذي اعتبره خيانة.

حكم بشار الأسد

عدل
 
صورة الرئيس بشار الأسد على حائط في دمشق القديمة مكتوب عليها عبارة سورية الله حاميها

بعد وفاة والده البعثي حافظ الأسد في 10 حزيران / يونيو 2000 رُفع بشار الأسد وعمره 34 عامًا و 10 أشهر إلى رتبة فريق[3] بشكلٍ سريعِ متجاوزًا حوالي 4 رتب عسكرية، وذلك بموجب مرسوم تشريعي، وذلك ليتم تمكينه من قيادة الجيش والقوات المسلحة، تم تعديل فقرة من الدستور تختص بالعمر ليتم التمكن من انتخابه، ثم عينه الرئيس المؤقت عبد الحليم خدام قائدًا للجيش والقوات المسلحة في اليوم التالي.

انتخب بعدها أمينًا قطريًا (لحزب البعث بالقطر العربي السوري، حسب المصطلحات المستخدمة) في المؤتمر القطري التاسع لحزب البعث العربي الاشتراكي. في 27 حزيران / يونيو 2000. انتخب رئيسًا للجمهورية في 10 تموز / يوليو 2000 عبر استفتاء شعبي.

حدث انفراج في بداية عهده في مجال الحريات وسميت تلك الفترة الوجيزة ربيع دمشق، والتي شهدت ظهور العديد من المنتديات السياسية (وأشهرها منتدى الأتاسي). هناك بعض الانفتاح على الصعيد الاقتصادي في البلاد، حيث سمح لأول مرة بفتح فروع للمصارف الأجنبية وسُمح للمواطنين فتح حسابات بالعملات الأجنبية وترافق هذا الانفتاح مع تحسن الوضع المعاشي للمواطن السوري.

واجهت سوريا ضغوط خارجية في عهد البعث برئاسة بشار الأسد، تميزت بالضغط على الشخصيات القيادية أصحاب القرار في النظام البعثي، تطالب ظاهريًا بمزيد من الحرية والإصلاحات والامتثال للقرارات الدولية. سوريا تربط ذلك بمحاولة إخضاع القرار السوري لأمرة الولايات المتحدة وإرغام سوريا على توقيع معاهدات سلام مع إسرائيل، وتصفية المقاومة الفلسطينية حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية والمقاومة اللبنانية حزب الله. كما تتهم بتسهيل تسلل المجاهدين العرب إلى العراق لقتال الجيش الأمريكي.

ومع قيام الحرب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل في شهر حزيران / يونيو 2006، اتخذت سوريا بالتنسيق معه موقفًا دفاعيًا رفع الجاهزية لأعلى المستويات لأول مرة منذ حرب تشرين التحريرية سنة 1973.

اتهمت سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الغربية وقوى 14 أذار بالوقوف وراء اغتيال رفيق الحريري بشكل مباشر وقبل بدء التحقيق، وذلك بسبب توتر علاقته مع دمشق في آواخر فترة ترأسه الحكومة في لبنان. أخذ الاغتيال ذريعة للضغط على سوريا، لكن الحكومة السورية نفت اغتيالها له قطعيًا. واستكمل الجيش السوري المتمركز في لبنان منذ 1975 انسحابه في نيسان/أبريل 2005 كليًا. وفي عام 2010 أعلن سعد الحريري أن اتهام سوريا كان خطأً، وقد جاء موقف الحريري بعد زيارات متكررة قام بها إلى دمشق التقى خلالها ببشار الأسد، وبعد أن تراجعت عزلة سوريا خاصةً وأن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما فتحت اتصالات مباشرة مع بشار الأسد، إلى جانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذين قاموا بتطبيع علاقاتهم مع سوريا.

أُعِيدَ انتخاب بشار الأسد لولاية رئاسية أخرى بتاريخ 27 أيار / مايو 2007 تستمر 7 سنوات.

استمر بشار الأسد طيلة فترة حكمه متبعا لسياسة والده. وعمل على خطاه بقمع الحركات المعارضة، وقد قدم بشار الأسد أوراق ترشحه لفترة رئاسية ثالثة عام 2014 متنافسًا وللمرة الأولى منذ تولي حزب البعث السلطة ضد مرشحين آخرين.[4][5]


المراجع

عدل
  1. ^ ""سقط نظام بشار الأسد" | الحرة". www.alhurra.com. اطلع عليه بتاريخ 2024-12-08.
  2. ^ "سقوط نظام الأسد في سوريا". العربية. 8 ديسمبر 2024. اطلع عليه بتاريخ 2024-12-08.
  3. ^ بشار الأسد، السنوات الأولى في الحكم، ص 58
  4. ^ Syrian Martyrs شهداء سوريا نسخة محفوظة 26 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ Arab League Delegation’s Martyrs & Golan’s Demo | Local coordination committees of Syria نسخة محفوظة 05 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.