سياسة دونالد ترامب تجاه الهجرة

كانت سياسة الهجرة، وتحديدًا الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة، قضية مميزة في الحملة الرئاسية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأثارت إصلاحاته وملاحظاته المقترحة حول هذه القضية ضجة دعائية كبيرة.[1] قال ترامب مرارًا وتكرارًا إن المهاجرين غير الشرعيين مجرمون وخلصت دراسة أجراها معهد سياسات الهجرة غير الحزبي في عام 2015 إلى أن نحو 820 ألف مهاجر غير مصرّح له لديه سجل إجرامي؛ مع أن ترامب لم يشر إلى الارتباط بوضوح، جادل النقاد بوجود أدلة كثيرة على عدم ارتباط الهجرة بارتفاع معدلات الجريمة.[2][3]

سياسة إدارة ترامب بشأن فصل الأسرة ، احتجاز المهاجرين في إدارة ترامب ، أورسولا (مركز احتجاز) .

كان الوعد المميِّز لحملته هو بناء جدار كبير على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وإجبار المكسيك على دفع تكلفة الجدار. أعرب ترامب أيضًا عن دعمه لمجموعة متنوعة من «القيود على الهجرة القانونية وتأشيرات العمال الوافدين»، من ضمنها «إيقاف» منح البطاقات الخضراء، التي من شأنها وفقًا لما قاله ترامب أن «تساعد في تراجع مستويات الهجرة القياسية إلى معدلات تاريخية أكثر اعتدالًا». كثيرًا ما تغيرت مقترحات ترامب بشأن تأشيرات إتش-1بي طوال حملته الرئاسية، ولكن اعتبارًا من أواخر يوليو 2016، بدا أنه يعارض برنامج تأشيرة إتش-1بي.[4][5][6]

عندما تولّى ترامب منصب الرئاسة، فرض حظرًا على السفر يمنع إصدار التأشيرات لمواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة، ووُسِّع الحظر ليشمل 13 دولة في عام 2020.[7] ردًّا على التحديات القانونية، نَقّح الحظر مرتين، لتدعم المحكمة العليا نسخته الثالثة في يونيو 2018. وحاول إنهاء برنامج القرار المؤجل للواصلين أطفالًا، لكن أمرًا قضائيًا سمح للسياسة بالاستمرار في حين إن المشكلة تكمن في موضوع التحدي القانوني. وفرض سياسة «عدم التسامح مطلقًا» التي تقتضي اعتقال أي شخص يُقبض عليه وهو يعبر الحدود بشكل غير قانوني، ما أدى إلى فصل الأطفال عن عائلاتهم.[8] حذّر تيم كوك و 58 رئيسًا تنفيذيًا آخر لشركات أمريكية كبرى من الضرر الناجم عن سياسة الهجرة التي ينتهجها ترامب. تم التراجع عن سياسة «عدم التسامح مطلقًا» في يونيو 2018، ولكن نُشرت العديد من التقارير الإعلامية عن استمرار فصل العائلات في النصف الأول من عام 2019.[9]

في خطاب حالة الاتحاد الأول لترامب في 30 يناير 2018، حدّد ترامب الركائز الأربع لإدارته من أجل إصلاح الهجرة: (1) وضع مسار لحصول الحالمين على الجنسية؛ (2) زيادة تمويل أمن الحدود؛ (3) إنهاء برنامج قرعة تأشيرة التنوع؛ (4) فرض القيود على هجرة العائلات. تعزز الركائز الأربع شعار حملة ترامب «اشترِ المنتج الأمريكي، ووظّف أمريكيًا» والأمر التنفيذي لعام 2017 بنفس الاسم، وأولويات سياسة الهجرة المحددة مسبقًا.[10]

تحت ضغط إدارة ترامب، كثّفت المكسيك ودول أمريكا اللاتينية الأخرى جهودها لوقف الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.[11]

لمحة عن ممارسات الشركات

عدل

في مارس 2016، تطرّق ترامب في حديثه إلى إي-فيريفاي وهي أداة على شبكة الإنترنت تتيح للحكومة الأمريكية التحقق هل الموظفون من الأجانب غير المصرح لهم أو لا؟ صرّح ترامب: «إني أستخدم إي-فيريفاي في كل وظيفة تقريبًا ... إنها أداة فعّالة». في ديسمبر 2018، ذكرت صحيفة واشنطن تايمز أنه من بين الشركات الخمسمئة وخمس وستين التي يملك الرئيس ترامب حصة مالية فيها -حسب ما كُشف في مايو 2018- استخدمت خمس شركات فقط (أقل من 1%) إي-فيريفاي. في يناير 2019، قال نجل ترامب، إريك ترامب، إن منظمة ترامب «تطرح الآن إي-فيريفاي في جميع شركاتنا في أسرع وقت ممكن».[12][13]

في أغسطس 2016، وفقًا لمجلة تايم، كشفت وثائق للمحكمة تتضمن شهادات وإفادات تحت القسم تعود لعام 1990 عن السيناريو التالي في عامي 1979 و 1980. شاهد ترامب شخصيًا العمال البولنديين في وظائفهم، وأمر بتوظيفهم في شركة جديدة، ثم سخّرهم لهدم مبنى لإفساح المكان لبرج ترامب في مانهاتن. تجوّل ترامب لاحقًا عدة مرات في موقع الهدم. عمل العمال في نوبات مدتها 12 ساعة، وبعضهم عمل في نوبات مدتها 24 ساعة. كانوا يتقاضون من 4 إلى 5 دولارات في الساعة، أي أقل من نصف أجر النقابة المنصوص عليه في ذلك الوقت. شهد العمال أن معظمهم لم يستخدموا معدات السلامة كالخوذات الصلبة مثلًا. بعد حدوث خلاف بسبب عدم دفع الأجور للعمال، التقى ترامب شخصيًا بعض العمال ووافق على دفع أجورهم مباشرة، وفقًا لإحدى الشهادات. كانت مدفوعات ترامب غير متسقة، ما أدى إلى إثارة المزيد من الخلافات مع العمال. شهد دانيال سوليفان، مستشار عمالي، أن ترامب في يونيو 1980 طلب النصح من سوليفان بشأن «توظيفه بعض الموظفين البولنديين غير الشرعيين في العمل». قال سوليفان لاحقًا إن العمال البولنديين تلقّوا «أجورًا لا تلبي الاحتياجات الأساسية»، مع أنه لم يذكر ذلك في شهادته. شهد محامي العمال البولنديين، جون سابو، أنه في أغسطس 1980، تلقى مكالمة من محامي ترامب، إروين دوربين، الذي قال إن ترامب يهدد بترحيل العمال البولنديين. في عام 1998، بعد معركة قانونية استمرت 15 عامًا بشأن هل أهمل ترامب دفع المبلغ المستحق عليه لصندوق نقابة العمال البولنديين؟ سوّى ترامب القضية عندما كانت المحاكمة أمام هيئة المحلفين على وشك البدء بشأن أهو صاحب العمل القانوني للعمال البولنديين أو لا؟ من عام 1980 إلى عام 2016، أنكر ترامب مرارًا وتكرارًا أنه كان على علم بأن العمال البولنديين كانوا مهاجرين غير شرعيين.[14]

في نوفمبر 2017، كُشف المزيد من وثائق المحكمة المتعلقة بالقضية المذكورة آنفًا عن العمال البولنديين. أظهرت الوثائق أن طاقمًا مكونًا من 200 عامل بولندي عمل في الهدم، وأن ترامب دفع في النهاية تسوية قدرها 1.375 مليون دولار، من ضمنها 0.5 مليون دولار لصندوق النقابة، بعد استئناف حكم القاضي بأنه كان حقًّا صاحب العمل القانوني للعمال البولنديين.[15]

في يوليو 2017، تقدم نادي مارالاغو التابع لترامب بطلب للحصول على تأشيرات لتوظيف عمال أجانب: 15 مدبرة منزل و 20 طباخًا و 35 خادمًا من أكتوبر 2017 إلى مايو 2018. تقدّم نادي ترامب الوطني للغولف في جوبيتر بولاية فلوريدا بنفس الطلب من أجل ستة طهاة.[16]

في ديسمبر 2018، نقلت صحيفة نيويورك تايمز أن مهاجرَتين غير شرعيّتين عملتا في نادي ترامب الوطني للغولف في بيدمينستر، نيو جيرسي بصفة مدبرة منزل. عملت هناك ساندرا دياز من كوستاريكا من 2010 إلى 2013، وأصبحت لاحقًا مقيمة أمريكية قانونية. قالت دياز إنها غسلت ملابس ترامب وكَوَتها. عملت فيكتورينا موراليس هناك منذ عام 2013، وقالت إنها رتّبت بنفسها سرير ترامب ونظّفت مرحاضه، بأجر يتراوح بين 10 دولارات و 13 دولارًا في الساعة. وروت دياز إن ترامب شخصيًا أعطاها إكرامية قدرها 100 دولار، بينما قالت موراليس إن ترامب أعطاها إكرامية قدرها 50 دولارًا بعد إخباره أنها من غواتيمالا. قالت دياز وموراليس إن اثنين من المشرفين عليهما على الأقل يعرفان أنهما مهاجرتان غير شرعيتين، وأن هناك «العديد من الأشخاص الذين ليس بحوزتهم أوراق رسمية» يجري توظيفهم. قال أنيبال روميرو، محامي موراليس، إنه في نوفمبر 2018، اتصل به مكتب النائب العام لنيوجيرسي ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وكلاهما كان يحقّق في احتمال توظيف نادي ترامب الوطني للغولف لمهاجرين غير مصرح لهم بوثائق مزورة.[17][18]

في يناير 2019، طرد نادي ترامب الوطني للغولف في ويستتشستر نحو 12 موظفًا لأنهم مهاجرون غير مصرح لهم، بعضهم عمل هناك 14 عامًا، أو فازوا بجوائز للموظفين، أو أعدّوا شخصيًا وجبات الطعام لترامب. تحدثت صحيفة واشنطن بوست إلى 16 عاملًا من العمال السابقين والحاليين في نادي الغولف، قال بعضهم إن أصحاب العمل قبلوا وثائقهم المزورة، وآخرون قالوا إن مبدأ النادي هو «الحصول على أرخص عمالة ممكنة».[19]

في مايو 2019، نشرت شبكة يونيفزيون تقريرًا يستند إلى مقابلات مع سبعة مهاجرين غير شرعيين قالوا إنهم عملوا في كروم ترامب في ولاية فرجينيا بساعات عمل طويلة ومن دون أجر إضافي. وقالوا إن شركات ترامب إما لم تتحقق من وضع هجرتهم وإما تظاهرت بعدم معرفة أنهم مهاجرون غير شرعيين.[20]

المراجع

عدل
  1. ^ "Campaign 2015: The Candidates & the World: Donald Trump on Immigration". مجلس العلاقات الخارجية. مؤرشف من الأصل في 2017-02-05. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-15.
  2. ^ Rogers، Katie (22 يونيو 2018). "Trump Highlights Immigrant Crime to Defend His Border Policy. Statistics Don't Back Him Up". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2018-06-22. اطلع عليه بتاريخ 2018-06-24.
  3. ^ Maciag، Mike (2 مارس 2017). "The Mythical Link Between Immigrants and High Crime Rates". www.governing.com. مؤرشف من الأصل في 2018-06-25. اطلع عليه بتاريخ 2018-06-24.
  4. ^ "Trump says would raise visa fees to pay for Mexican border wall" نسخة محفوظة May 18, 2017, على موقع واي باك مشين., رويترز (August 16, 2015).
  5. ^ Seung Min Kim, "Trump hits turbulence with immigration hard-liners" نسخة محفوظة March 9, 2017, على موقع واي باك مشين., Politico (March 14, 2016).
  6. ^ Jeremy Diamond & Sara Murray, "Trump outlines immigration specifics" نسخة محفوظة January 25, 2017, على موقع واي باك مشين., CNN (August 17, 2015).
  7. ^ Kanno-Youngs، Zolan (31 يناير 2020). "Trump Administration Adds Six More Countries to Travel Ban". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 2020-12-17. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-31.
  8. ^ Horwitz, Sari; Sacchetti, Maria (7 May 2018). "Sessions vows to prosecute all illegal border crossers and separate children from their parents". Washington Post (بالإنجليزية الأمريكية). ISSN:0190-8286. Archived from the original on 2018-06-14. Retrieved 2018-06-15.
  9. ^ "Tim Cook, 58 other US CEOs warn of harm from Trump's immigration policy - Times of India". The Times of India. مؤرشف من الأصل في 2018-08-24. اطلع عليه بتاريخ 2018-08-24.
  10. ^ Cory، Jennifer (31 يناير 2018). "The Four Pillars: Trump's Immigration Plan". The National Law Review. Womble Bond Dickinson (US) LLP. مؤرشف من الأصل في 2018-09-06. اطلع عليه بتاريخ 2018-09-06.
  11. ^ "Archived copy". مؤرشف من الأصل في 2020-01-25. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-25.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: الأرشيف كعنوان (link)
  12. ^ Hayes، Christal (30 يناير 2019). "'As soon as possible': Trump Organization to increase checks after reports about undocumented employees". يو إس إيه توداي. مؤرشف من الأصل في 2019-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-17.
  13. ^ Dinan، Stephen؛ Miller، S. A. "Trump business empire shuns E-Verify, hires illegal immigrants". واشنطن تايمز. مؤرشف من الأصل في 2019-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-17.
  14. ^ Calabresi، Massimo؛ Fabry، Merrill؛ Wojtala، Celine؛ August، Melissa (25 أغسطس 2016). "What Donald Trump Knew About Undocumented Workers at His Signature Tower". Time. مؤرشف من الأصل في 2019-07-24. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-17.
  15. ^ Bagli، Charles (27 نوفمبر 2017). "Trump Paid Over $1 Million in Labor Settlement, Documents Reveal". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 2019-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-17.
  16. ^ Devine، Curt؛ Kopan، Tal (21 يوليو 2017). "During Trump's 'Made in America' week, Mar-a-Lago Club seeks more foreign workers". سي إن إن. مؤرشف من الأصل في 2019-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-17.
  17. ^ Johnson، Brent (31 ديسمبر 2018). "FBI also examining if Trump's N.J. golf club hired undocumented immigrants with phony papers". nj.com. مؤرشف من الأصل في 2019-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-17.
  18. ^ Jordan، Miriam (6 ديسمبر 2018). "Making President Trump's Bed: A Housekeeper Without Papers". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 2019-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-17.
  19. ^ Partlow، Joshua؛ Farenthold، David. "Trump's golf course employed undocumented workers — and then fired them amid showdown over border wall". واشنطن بوست. مؤرشف من الأصل في 2019-07-07. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-17.
  20. ^ Uceda، Claudia (3 مايو 2019). "Trump vineyard also hired undocumented workers". Univision News. مؤرشف من الأصل في 2019-07-17. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-17.