عبد الرحمن بن ناصر السعدي

عالم ومفسر سني سعودي ( 1307 - 1376 هـ)
(بالتحويل من عبد الرحمن السعدي)

عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر السعدي الناصري التميمي[1] ( 1889- 1957م / 1307 - 1376 هـ )[2][3] ويعرف اختصاراً السَّعْدي ولد في بلدة عنيزة في القصيم [4] يوم 12 محرم عام 1307 هـ، وتوفيت أمه وله من العمر أربع سنوات وتوفي والده وهو في السابعة، فتربى يتيماً ولكنه نشأ نشأة حسنة، وكان قد استرعى الأنظار منذ حداثة سنه بذكائه ورغبته الشديدة في التعلم، وهو مصنف وكاتب كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.[5]

عبد الرحمن بن ناصر السعدي
معلومات شخصية
الميلاد 8 سبتمبر 1889   تعديل قيمة خاصية (P569) في ويكي بيانات
عنيزة  تعديل قيمة خاصية (P19) في ويكي بيانات
الوفاة 24 يناير 1957 (67 سنة)   تعديل قيمة خاصية (P570) في ويكي بيانات
عنيزة، القصيم
الإقامة القصيم
مواطنة السعودية  تعديل قيمة خاصية (P27) في ويكي بيانات
الديانة الإسلام
المذهب الفقهي حنبلي
الطائفة أهل السنة والجماعة
العقيدة السَّلفية الأثرية
الحياة العملية
تعلم لدى صالح العثمان القاضي  [لغات أخرى]‏،  وعلي أبو وادي  [لغات أخرى]‏  تعديل قيمة خاصية (P1066) في ويكي بيانات
التلامذة المشهورون محمد بن صالح العثيمين  تعديل قيمة خاصية (P802) في ويكي بيانات
المهنة عالم عقيدة،  ومفسر  تعديل قيمة خاصية (P106) في ويكي بيانات
اللغة الأم العربية  تعديل قيمة خاصية (P103) في ويكي بيانات
اللغات العربية  تعديل قيمة خاصية (P1412) في ويكي بيانات
مجال العمل حنابلة،  وعلم التفسير  تعديل قيمة خاصية (P101) في ويكي بيانات
الاهتمامات علوم القرآن
سبب الشهرة تفسير القرآن من خلال كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
أعمال بارزة تفسير السعدي  تعديل قيمة خاصية (P800) في ويكي بيانات
مؤلف:عبد الرحمن بن ناصر السعدي  - ويكي مصدر
الشيخ ابن سعدي متوسطاً الأمير مشعل بن عبد العزيز آل سعود (يمين) والشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل (يسار)

النشأة

عدل

قرأ القرآن الكريم بعد وفاة والده ثم حفظه عن ظهر قلب، وأتقنه وعمره إحدى عشرة سنة، ثم اشتغل في التعلم على علماء بلده وعلى من قدم بلده من العلماء، فاجتهد وجد حتى نال الحظ الأوفر من كل فن من فنون العلم، ولما بلغ من العمر ثلاثا وعشرين عام جلس للتدريس فكان يتعلم ويعلم، ويقضي جميع أوقاته في ذلك حتى أنه في عام 1350 هـ صار التدريس ببلده راجعاً إليه، ومعول جميع الطلبة في التعلم.[6]

أسرته

عدل
  • تزوج الشيخ من حصة عبد العزيز السعدي في عام 1330هـ وتوفيت في مدينة الخبر 25 شوال من عام 1391هـ، ولهُ من الأبناء والبنات:
  • عبد الله توفي عام 1405هـ
  • أحمد توفي عام 1422هـ
  • محمد، توفي عام 1443هـ
  • لولوة زوجة صالح عبد الله الشبل توفيت في شهر صفر من عام 1420هـ
  • نورة زوجة عبد الله السليمان السعدي.[7]

طلابه

عدل

وغيرهم من التلاميذ منهم: إسماعيل بن سعد العتيق.[8]

مشايخه

عدل

مشايخه الذين أجازوه

عدل

كان ممن أجاز الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي بالرواية مجموعة من المشايخ وهم:[10]

  • الشيخ صالح بن عثمان القاضي.
  • الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى.
  • الشيخ محمد الأمين محمود الشنقيطي.
  • الشيخ علي بن ناصر أبووادي.
  • الشيخ عبد الحي الكتاني.

علمه ومذهبه

عدل

تميز السعدي بمعرفته التامة في الفقه أصوله وفروعه، وكان في أول أمره متمسكاً بالمذهب الحنبلي تبعاً لمشايخه وحفظ بعض المتون من ذلك، وكان له مصنف في أول أمره في الفقه نظم رجز نحو أربعمائة بيت وشرحه شرحاً مختصراً، ولكنه لم يرغب بظهوره لأنه على ما يعتقده أولا. وكان أعظم اشتغاله وانتفاعه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وحصل له خير كثير بسببهما في علم الأصول والتوحيد والتفسير والفقه وغيرها من العلوم النافعة، وبسبب استنارته بكتب الشيخين صار لا يتقيد بالمذهب الحنبلي، بل يرجح ما ترجح عنده بالدليل الشرعي. وله اليد الطولى في التفسير إذ قرأ عدة تفاسير وبرع فيها وألف كتابا في التفسير في عدة مجلدات فسره بالبديهة من غير أن يكون عنده وقت التصنيف كتاب تفسير ولا غيره، ودائماً يقرأ والتلاميذ في القرآن الكريم ويفسره ارتجالاً، ويستطرد ويبين من معاني القرآن وفوائده ويستنبط منه الفوائد والمعاني حتى أن سامعه يود أن لا يسكت لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص ومن اجتمع به وقرأ عليه وبحث معه عرف مكانته في المعلومات كذلك من قرأ مصنفاته وفتاويه.

مؤلفاته

عدل

ألَّف السعدي كتباً، منها:

وفاته

عدل

أُصيب عام 1371هـ بمرض ضغط الدم وضيق الشرايين، وتوفي عن عمر ناهز 69 عاماً في خدمة العلم، وأدركتهُ الوفاة قرب طلوع الفجر من يوم الخميس الموافق 22 جمادى الآخرة عام 1376 هـ، [12] في مدينة عنيزة في القصيم.[13]

أخلاقه

عدل

كان على جانب كبير من الأخلاق متواضعاً للجميع، ويقضي بعض وقته في الاجتماع بمن يرغب حضوره فيكون مجلسهم نادياً علمياً، كان السعدي يحرص أن يحتوي المجلس على البحوث العلمية والاجتماعية ويحصل لأهل المجلس فوائد عظمى من هذه البحوث النافعة التي يشغل وقتهم فيها، فتنقلب مجالسهم العادية إلى مجالس علم وعبادة، وكثيراً ما يحل المشاكل بإرضاء الطرفين في الصلح العادل، وكان ذا شفقة على الفقراء والمساكين والغرباء ماداً يد المساعدة لهم بحسب قدرته ويستعطف لهم المحسنين ممن يعرف عنهم حب الخير في المناسبات، وكان على جانب كبير من الأدب والعفة والنزاهة والحزم في كل أعماله، ووصف بأنه من أحسن الناس تعليماً وأبلغهم تفهيماً، مرتباً لأوقات التعليم، ويعمل المناظرات بين تلاميذه المحصلين لشحذ أفكارهم، ويجعل الهدية لمن يحفظ بعض المتون، ويتشاور مع تلاميذهِ في اختيار الأنفع من كتب الدراسة، ويرجح ما عليه رغبة أكثرهم ومع التساوي يكون هو الحكم، ولا يمل التلاميذ من طول وقت الدراسة إذا طال لأنهم يتلذذون من مجالسته، ولذا حصل له من التلاميذ المحصلين عدد كثير.

أعماله التي قام بها

عدل

كان الشيخ عبد الرحمن السعدي محباً للخير، ساعياً فيهِ، يطرق كل باب يؤدي إليه، ولذا كانت لهُ مشاركات إيجابية في إقامة المشاريع الخيرية التي يعود نفعها على المجتمع عامة. ومن مشاركاته وأنشطته التي قام بها ما يأتي:

  • كان مرجع بلاده وعمدتهم في جميع أحوالهم وشؤونهم؛ فهو مدرس الطلاب، وواعظ العامة، وإمام الجامع وخطيبه، وكاتب الوثائق، ومحرر الأوقاف والوصايا، وعاقد الأنكحة، ومستشارهم في كل شؤونهم وما يهمهم من أمور دينهم ودنياهم، وكل هذه الأعمال يقوم بها حسبة، ولا يتقاضى عنها أجراً، وهذا ما جعله كبيراً في أعين الناس، محبوباً لدى عامتهم وخاصتهم.

يقول عنه العدوي: «لقد كان الشيخ عبد الرحمن السعدي من الناحية الدينية هو كل شيء في عنيزة؛ فقد كان العالم، والمعلم، والإمام، والخطيب، والمفتي، والواعظ، والقاضي، وصاحب مدرسة دينية له فيها تلاميذ منتظمون».

  • قام بتأسيس المكتبة الوطنية بعنيزة، وذلك عام 1359هـ أو عام 1360هـ على نفقة الوزير عبد الله السليمان الحمدان تحت إشراف الشيخ، فبذل الشيخ المترجم له جهوداً كبيرة في تأسيسها وتأمين المراجع العلمية لها من كل مكان، وقد جلب لها آلاف المراجع ما بين مطبوع ومخطوط في شتى العلوم والفنون والمعارف، وقد خدمه في ذلك تلاميذه المنتشرون في كل مكان، وأصبحت هذه المكتبة بمثابة نادٍ يلتقي فيه طلبة الشيخ ويتذاكرون ويتدارسون ويتحاورون، وقد خصص الشيخ للمكتبة جلسة، فأصبحت تعج بالزائرين؛ لأنها شهدت حركة علمية كبيرة، وتعد هذه المكتبة من طلائع المكتبات العامة في العهد السعودي، وخصوصاً في الديار النجدية.
  • رشح لقضاء عنيزة عام 1360هـ فامتنع تورعاً، وحرص ألا يعمل بعمل رسمي، ليتسنى له التفرغ للعلم وطلابه، ولهذا عرض عليه القضاء مرارا، ولكنه كان في كل مرة يرفض، ومبدؤه الحرص على التفرغ وجمع القلب والفكر للعلم والتعليم، وقد علم الله صدق سريرته، فتحقق له ما أراد، وسلم من كل المناصب التي تشغله عن العلم شاء أم أبى.
  • عينه القاضي عبد الرحمن بن عودان إماماً وخطيباً للجامع الكبير بعنيزة في رمضان عام 1361هـ، واستمر فيه حتى خلفه تلميذه الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين.

وقد عدَّ الناس هذا التعيين حسنة من حسنات الشيخ ابن عودان، وأحبوه من أجلها، وحفظوها له؛ لأنها خطوة مباركة، نفع الله بها البلاد والعباد، إذ كان المسجد الجامع نادياً من أندية العلم في حياته وحياة شيخه صالح القاضي، يأتيه طلاب العلم من كل البوادي والأمصار القريبة للانتفاع، ويزدحم بالطلاب على اختلاف ميولهم ورغباتهم وتفاوتهم في درجات تحصيلهم، لكن الدافع للجميع هو الرغبة في العلم والتحصيل، وكانت مجالس المترجم له وشيخه في المسجد وغيره مجالس علم وتعليم وتربية وتوجيه، وهكذا العالم كالغيث أينما حل نفع.

  • جمع في سنة 1363هـ، التبرعات من المحسنين كل على قدر استطاعته لبناء مقدم الجامع الكبير، وقد انهالت عليه التبرعات من كل مكان، وجمع من المال ما مكنه من توسعة المسجد وبناء مقدمته بناء مناسباً يتواكب مع الأعداد الكبيرة التي تؤم المسجد وتصلي فيه.
  • جمع في سنة 1373هـ، التبرعات مرة ثانية لعمارة مؤخر الجامع الكبير، وقد اجتمع لديه المال ما تمكن به من إتمام العمارة على أتم وجه وأكمله، وليس هذا بغريب؛ فإن الأخيار الموثقين إذا تصدوا وتصدروا لعمل الخير، فسيجدون كل عون ومساعدة من المحسنين؛ لثقتهم بهم، ولاطمئنانهم على مصير ما تجود به أنفسهم.
  • أشرف على المعهد العلمي بعنيزة عام 1373هـ، وإنه لدعم كبير لطلاب المعهد، وتشجيع لهم؛ أن يتولى الشيخ الإشراف عليه؛ لأن ذلك سيوثق العلاقة بينهم وبينه، وسيمكنهم من عرض أي مشكلة تواجههم عليه.

يقول الشيخ عبد الرحمن العدوي أحد المدرسين في المعهد خلال هذه الفترة: «وبدأت الدراسة في المعهد العلمي بعنيزة في شهر ربيع الثاني من عام 1373هـ، وفي نفس الوقت بلغنا أن الشيخ عبد الرحمن السعدي قد عُين مشرفاً على المعهد من الناحية العلمية، وكان تعيينه براتب شهري قدره ألف ريال».

انظر أيضًا

عدل

المصادر

عدل
  1. ^ عادل نويهض (1988)، مُعجم المُفسِّرين: من صدر الإسلام وحتَّى العصر الحاضر (ط. 3)، بيروت: مؤسسة نويهض الثقافية للتأليف والترجمة والنشر، ج. الأول، ص. 279، OCLC:235971276، QID:Q122197128
  2. ^ "الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رحمه الله". www.ibn-jebreen.com. مؤرشف من الأصل في 2019-06-29. اطلع عليه بتاريخ 2019-06-29.
  3. ^ "الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي". al-tawhed.net. مؤرشف من الأصل في 2018-09-05. اطلع عليه بتاريخ 2019-07-06.
  4. ^ "الشيخ عبدالرحمن السعدي". مؤرشف من الأصل في 2020-03-27.
  5. ^ "عبد الرحمن السعدي • الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2019-04-30. اطلع عليه بتاريخ 2019-04-30.
  6. ^ صفحات من حياة علامة القصيم عبدالرحمن بن ناصر السعدي، عبدالله بن محمد بن أحمد الطيار، ط1، دار ابن الجوزي، الدمام، 1413هـ/1992م، ص15-17.
  7. ^ عبدالرحمن بن ناصر السعدي، مواقف اجتماعية من حياة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمهُ الله، محمد بن عبدالرحمن بن ناصر السعدي، ومساعد بن عبدالله بن سليمان السعدي، ط2، دار الميمان للنشر والتوزيع، الرياض، 1428هـ/2007م، ص23-24.
  8. ^ الفكر التربوي عند الشيخ عبدالرحمن السعدي، عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد الرشودي، دار ابن الجوزي، الدمام، 1420هـ/2000م، ص129-132.
  9. ^ الفكر التربوي عند الشيخ عبدالرحمن السعدي، عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد الرشودي، ص112-121.
  10. ^ التكلة، محمد زياد، فتح الجليل في ترجمة وثبت شيخ الحنابلة عبد الله بن عبد العزيز العقيل، الطبعة 3، صفحة 359-362
  11. ^ الأجوبة السعدية عن المسائل الكويتية، وليد عبدالله المنيس، ط1، مركز البحوث والدراسات الكويتية، الكويت، 1423هـ/2002م، ص14.
  12. ^ علماء نجد خلال ثلاثة قرون (3/250)
  13. ^ حياة الشيخ عبدالرحمن السعدي في سطور، أحمد القرعاوي، ط2، 1414هـ، ص32.

المراجع

عدل
  • كتاب علماء نجد خلال ستة قرون، للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام.
  • كتاب روضة الناظرين عن علماء نجد وحوادث السنين، للشيخ محمد بن عثمان القاضي.
  • كتاب تراجم لسبعة علماء، للشيخ محمد الحمد.
  • موقع السعدي.