القطاع الأولي أو قطاع الأنشطة الاقتصادية الأولية (بالإنجليزية: Primary sector)‏ يمثل أحد قطاعات الاقتصاد التي تحقق استفادة مباشرة من الموارد الطبيعية. ويتضمن هذا القطاع الزراعة واستغلال الغابات والصيد والتعدين واستخراج النفط والغاز. وهو يختلف عن القطاع الثانوي، الذي يختص بإنتاج السلع المصنعة والمعالجة الأخرى، والقطاع الثالث، المعني بإنتاج الخدمات. ويعد القطاع الأولي هو القطاع الأكثر أهمية في أغلب الأحيان في الدول الأقل تطورًا، وبالتالي الأقل أهمية في الدول الصناعية.

دورة حياة المنتج

وعادة تعد الصناعات التحويلية التي تجمع المواد الخام القريبة من شركات الإنتاج الأولية وتعبئها أو تغلفها أو تنقيها أو تعالجها جزءًا من هذا القطاع، خاصة إذا لم تكن المواد الخام ملائمة للبيع أو صعبة النقل إلى مسافات طويلة.[1]

تشكل الصناعة الأولية القطاع الأكبر في الدول النامية؛ حيث تشيع تربية الحيوان بشكل أكبر في أفريقيا عنها في اليابان.[2] كما يمثل التعدين في القرن التاسع عشر في ساوث ويلز دراسة حالة توضح كيف يمكن أن يعتمد الاقتصاد على شكل واحد من أشكال التجارة.[3]

وعلى غير العادة، تحتل كندا، وهي واحدة من الدول المتقدمة، مكانة بارزة بين الدول التي تعتمد على قطاع الاقتصاد الأولي، حيث إن صناعات قطع الأشجار والنفط تعد الصناعات الأكثر أهمية في كندا. ومع ذلك، تسبب عدد البورصات المركزية الكبرى في خفض صناعة القطاع الأولي في كندا، وهو ما جعلها تعتمد أكثر على الصناعة الرابعة أو القطاع الاقتصادي الرابع وهو الجزء الاقتصادي القائم على المعرفة والذي يتضمن عادة خدمات إنتاج وتبادل المعلومات، وتكنولوجيا تلك المعلومات، والتعليم والبحث والتطوير، والتخطيط المالي، وغيرها من الخدمات الأخرى القائمة على المعرفة.[4][5]

الزراعة

عدل

تطورت الصناعة الأولية في الدول المتقدمة لتصبح ذات مستوى تكنولوجي متطور، مثل مكنكنة الزراعة بدلاً من الجني والزراعة اليدوية. وتشهد الدول الأكثر تقدمًا ضخ مزيد من الأموال واستثمارها في الوسائل الأولية للإنتاج. على سبيل المثال، في منطقة كورن بيلت في الولايات المتحدة، تُستخدم الحصادات الشاملة في جني الذرة، وأنظمة الرذاذ في توزيع كميات ضخمة من المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب ومبيدات الفطريات، وهو ما ينتج عنه محصولاً ضخمًا مقارنة بالمحصول الناتج عن استخدام وسائل أقل كثافة رأسمالية. ويتيح هذا التقدم التكنولوجي والاستثمارات الهائلة في القطاع الأولي توظيف أقل عدد من القوى العاملة، وبهذه الطريقة، تميل الدول المتقدمة إلى اشتراك أقل نسبة من القوى العاملة لديها في نشاطات القطاع الأولي، وبالتالي ارتفاع هذه النسبة في القطاعات الثانوية والخدمات.[6]

وتمتلك الدول المتقدمة الفرصة للحفاظ على الصناعات الأولية بها وتطويرها بمستويات تفوق ذلك بكثير نظرًا لما تمتلكه من ثروة هائلة. فعلى سبيل المثال، توفر الإعانات الزراعية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي مصدات لمعدلات التضخم المتذبذبة وأسعار المنتجات الزراعية. وهذا يتيح للدول المتقدمة إمكانية تصدير منتجاتها الزراعية بأسعار زهيدة للغاية. وهو ما يجعلها دولاً ذات تنافسية عالية مقارنة بالدول الفقيرة والمتخلفة التي تنتهج سياسات السوق الحرة، ولا تفرض سوى تعريفة جمركية بسيطة أو لا تفرضها أصلاً للتصدي لهم.[7][8][9] وتأتي هذه الاختلافات أيضًا نتيجة للإنتاج الأكثر كفاءة في اقتصاديات الدول المتقدمة الذي يعتمد على الآلات الزراعية، والمعلومات المتوفرة لدى المزارعين، والزراعة على نطاق كبير في كثير من الأحيان.

قائمة بالدول حسب إنتاجها الزراعي

عدل
 
الإنتاج الزراعي العالمي منذ 1970 وحتى 2008. تشمل هذه الفترة تأثيرات الثورة الخضراء.

فيما يلي قائمة بالدول مصنفة وفقًا لإنتاجها الزراعي في عام 2011.

الإنتاج الزراعي في 2011
المرتبة الدولة الإنتاج
بمليارات الدولارات الأمريكية
نسبته من
of إجمالي الناتج المحلي (%)
% للإنتاج
الزراعي العالمي
  العالم 4249.237 6,1% 100,0%
1   الصين 737,113 10,1% 17,3%
  الاتحاد الأوروبي 316,398 1,8% 7,4%
2   الهند 303,382 18,1% 7,1%
3   الولايات المتحدة 181,128 1,2% 4,3%
4   البرازيل 144,589 5,8% 3,4%
5   إندونيسيا 126,006 14,9% 3,0%
6   نيجيريا 93,179 39,0% 2,2%
7   اليابان 82,173 1.4% 1.9%
8   روسيا 77,717 4,2% 1,9%
9   تركيا 71,584 9,2% 1,7%
10   أستراليا 59,529 4,0% 1,4%
11   إيران 54,034 11,2% 1,3%
12   إسبانيا 49,286 3,3% 1,2%
13   فرنسا 47,198 1.7% 1.1%
14   تايلاند 45,971 13,3% 1,1%
15   المكسيك 45,037 3,9% 1,1%
16   الأرجنتين 44,764 10,0% 1,1%
17   باكستان 44,008 20,9% 1.0%
18   إيطاليا 41,776 1,9% 1,0%
19   مصر 33,944 14,4% 0.8%
20   ماليزيا 33,442 12,0% 0,8%
- الدول المتبقية 1933,377 45,5%

انظر أيضًا

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ About.com: Sectors of the Economy نسخة محفوظة 19 نوفمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ <414:TPSIED>2.0.CO;2-F Primary Sector in Economic Development نسخة محفوظة 2021-08-03 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Mining: it's only a word نسخة محفوظة 4 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  4. ^ Tor Selstad (1990). "The rise of the quaternary sector. The regional dimension of knowledge-based services in Norway, 1970-1985". informaworld. مؤرشف من الأصل في 2020-04-14. اطلع عليه بتاريخ 2010-06-17. ... knowledge-based services ... {{استشهاد بخبر}}: استعمال الخط المائل أو الغليظ غير مسموح: |ناشر= (مساعدة)
  5. ^ Peter Busch (1967). "Tacit Knowledge in Organizational Learning". Tacit Knowledge in Organizational Learning. مؤرشف من الأصل في 2016-06-24. اطلع عليه بتاريخ 2010-06-17. see page .. The quaternary sector of industry is the sector of industry that involves the intellectual services. That is research, development, and information. {{استشهاد بخبر}}: استعمال الخط المائل أو الغليظ غير مسموح: |ناشر= (مساعدة)
  6. ^ <55:DOA>2.0.CO;2 H Dwight H. Perkins: Proceedings of the Academy of Political Science, Vol. 31, No. 1, China's Developmental Experience (Mar., 1973) نسخة محفوظة 2022-01-28 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ WTO MINISTERIAL OUTCOME IMBALANCED AGAINST DEVELOPING COUNTRIES نسخة محفوظة 09 ديسمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Third World Farmers Hit by Unfair Rules نسخة محفوظة 17 أكتوبر 2012 على موقع واي باك مشين.
  9. ^ U.S. subsidies help big business, but crush farmers from renovating countries نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.