لقاح الحصبة

لقاح تحصين

لقاح الحصبة، هو اللقاح الذي يمنع الإصابة بالحصبة.[1] تتفعّل مناعة الأفراد الذين لم يختبروا رد فعل مناعي إثر الجرعة الأولى، بعد تلقيهم الجرعة الثانية. لا يحدث تفشي مرض الحصبة في كثافة سكانية ما عندما تتجاوز نسبة التلقيح 92% من الأفراد، إلا أن المرض قد ينتشر لاحقًا بمجرد انخفاض هذه النسبة. تستمر عادةً فعالية اللقاح لسنوات عدّة، ومن غير الواضح إن كانت فعاليته تنخفض مع مرور الوقت. يمكن للقاح أيضًا أن يعطي فعالية من خلال إعطائه في الأيام الأولى من التعرض للفيروس.

لقاح الحصبة
 
وصف لقاح
المرض المستهدف الحصبة
نوع لقاح موهن
اعتبارات علاجية
مدلاين بلس a601176
معرّفات
ك ع ت J07J07BD01 BD01
كيم سبايدر NA

يعد اللقاح آمنًا عمومًا حتى على مرضى عوز المناعة المكتسبة، وتكون التأثيرات الجانبية خفيفة وقصيرة الأمد، وتتضمن الألم موضع الحقن بالإضافة إلى الترفع الحروري الطفيف. وثق حدوث صدمة حساسية فيما يقارب 3.5 إلى 10 حالات من أصل مليون جرعة. لا يبدو أن معدلات متلازمة غيلان باريه والتوحد وداء الأمعاء الالتهابي تزداد حدّتها عند إعطاء لقاح الحصبة.

يتوفر اللقاح بشكل مفرد أو ضمن مشاركة مثل لقاح MMR (وهو مشاركة مع لقاح الحصبة الألمانية ولقاح النكاف) أو لقاح MMRV (وهو مشاركة لقاح MMR مع لقاح جدري الماء).[2][3] يعد لقاح الحصبة فعالًا بشكل متكافئ بين جميع أشكاله، إلا أن التأثيرات الجانبية تتفاوت بحسب المشاركة المستخدمة. توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بإعطاء لقاح الحصبة بعمر 9 أشهر في المناطق من العالم التي ينتشر فيها هذا المرض، أو بعمر 12 شهر في المناطق التي لا ينتشر فيها الفيروس. يصنع لقاح الحصبة من السلالات حية ولكن المضعفة من فيروس الروبيولا، ويصنع بشكل مسحوق جاف ثم يمزج مع سوائل معينة قبل حقنه تحت الجلد أو في العضل. يمكن تحديد فعالية اللقاح من خلال إجراء الفحوص الدموية.[4]

في عام 1963، حُوّلت سلالة إدمونستون - ب من فيروس الحصبة إلى لقاح ورّخصت في الولايات المتحدة الأمريكية.[5] في عام 1968، بدأ توزيع لقاح أضعف ومطوّر من لقاح الحصبة ليكون اللقاح الوحيد المستخدم ضد الحصبة في الولايات المتحدة منذ عام 1968. تلقى 85% من الأطفال حول العالم هذا اللقاح حتى عام 2013.[6] في عام 2015، وفّرت ما لا يقل عن 160 دولة جرعتين من اللقاح في برامج التمنيع خاصتها.[7] قُدّم لقاح الحصبة لأول مرة عام 1963،[8] وهو أحد المركبات الموضوعة في قائمة منظمة الصحة العالمية للأدوية الأساسية، ويعد الدواء الأكثر أمانًا وفعالية من الأدوية الضرورية في النظام الصحي.[9] يبلغ سعره في العالم المتطور ما يقارب 0.70 دولار أمريكي للجرعة الواحدة بحسب تقييم سنة 2014.[10] ونظرًا إلى تفشي المرض بسهولة في المجتمعات غير المتلقية للقاح بشكل كافٍ، تعتبر الإصابة بالمرض اختبارًا لكفاية التلقيح داخل المجتمع السكاني.[11]

الاستخدامات الطبية

عدل

قبل الانتشار الواسع لاستخدام اللقاح، كان مرض الحصبة شائعًا لدرجة أنه اعتبر «مُحتّمًا كالموت والضرائب». عقب تقديم لقاح الحصبة عام 1963 في الولايات المتحدة الأمريكية انخفاض نسبة الإصابات من مئات الآلاف إلى عشرات الآلاف حالة، ثم انخفضت النسبة إلى آلاف الحالات سنويًا في ثمانينيات القرن الماضي مع تزايد أخذ اللقاح الناتج عن تفشي المرض سنة 1971 و1977. قاد تفشي المرض عام 1990 مع تسجيله 30,000 حالة إلى دفع جديد تجاه التلقيح وإضافة لقاح آخر إلى الجدول الموصى به. لم تُسجل أكثر من 220 حالة إصابة في أي عام بين التاريخين 1997 و2013، ولم يعتبر المرض منذ حينها وبائيًا في الولايات المتحدة الأمريكية.[12][13][14] في عام 2014، وثّقت 667 حالة إصابة.[15]

تبيّنت الفائدة من التمنيع تجاه الحصبة في منع الإصابة بالمرض والعلة والموت. خلال عشرين الأعوام الاُول التي رُخّص فيها لقاح الحصبة في الولايات المتحدة الأمريكية، ساهم اللقاح في منع ما يقارب 52 مليون حالة إصابة و17,400 حالة تأخر عقلي و5,200 حالة وفاة.[16] خلال الفترة ما بين عامي 1999 و2004، قادت الاستراتيجية الموضوعة من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف إلى توسيع تغطية التمنيع تجاه الحصبة والتي حالت بدورها دون وقوع ما يقدر بـ 1.4 مليون حالة وفاة حول العالم.[17] أدى لقاح الحصبة إلى استئصال كلي تقريبًا للمرض في الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتطورة الأخرى.[18] بينما يُصنع اللقاح من سلالات حية من الفيروس وبالتالي بإمكانها إحداث تأثيرات جانبية، تبقى تأثيراته أقل خطورة من المرض والموت المحتمل المحدث بالفيروس بحد ذاته، وتتفاوت التأثيرات الجانبية بين الطفح إلى الحالات الأقل شيوعًا كالتشنجات نادرة الحدوث التي تصيب نسبة ضئيلة من متلقي اللقاح.[19]

يُعد مرض الحصبة شائعًا عالميًا، وعلى الرغم من التصريح باستئصال المرض كليًا من الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2000، من الضروري رفع نسب التلقيح والتواصل مع رافضي اللقاح بهدف منع تفشي المرض مرة أخرى، والحفاظ على غياب مرض الحصبة في الولايات المتحدة. من بين الحالات الـ 66 التي وُثقت في الولايات المتحدة عام 2005، نسبت نصف الحالات تقريبًا إلى فرد واحد غير متلق للقاح أُصيب بالحصبة خلال زيارته لرومانيا.[20] عاد الفرد إلى المجتمع مع العديد من أطفاله غير الخاضعين للتلقيح أيضًا. أصاب المرض المتفشي بالنتيجة 34 شخصًا آخر، أغلبهم أطفال وجميعهم غير متلقين للقاح، أدى إلى خضوع 9% منهم للرعاية المشفوية، وقدّرت تكاليف احتواء المرض من التفشي بـ 167,685 دولار. أدت معدّلات التلقيح المرتفعة في المجتمع المحيط بالحالة المصابة إلى تجنب وقوع وباء هائل.[21]

لا يملك اللقاح تأثيرات غير محددة، مثل منع العداوى التنفسية، التي قد تكون أعظم من منع الحصبة لوحدها. تتجلّى هذه الفوائد بشكل أكبر عند إعطاء اللقاح قبل عمر السنة. أدى العيار العالي من اللقاح إلى تأثيرات أسوأ عند الفتيات، وبالتالي لا توصي منظمة الصحة العالمية به.[22]  

التأثيرات الجانبية

عدل

تَضُم التأثيرات الجانبية المرتبطة مع إعطاء لقاح MMR الحمى والطفح والألم موضع الحقن وفي حالات نادرة تصبغات جلدية حمراء أو بنفسجية معروفة بالفرفرية قليلة الصفيحات أو النوبات المُرتبطة بالحمى (النوبات الحموية).[23][24]

موانع الاستخدام

عدل
  • الحمل: لا يجب إعطاء لقاح MMR أو أي من مكوناته للمرأة الحامل.[25]
  • يمكن إعطاء الأطفال المصابين بنقص المناعة المكتسبة اللقاح في حال كان تعداد كتلة التمايز 4 مع اللمفاويات أعلى من 15%[26]

أنماطه

عدل

نادرًا ما يعطى لقاح الحصبة بشكل مفرد وإنما من الشائع إعطاؤه بالمشاركة مع لقاح الحصبة الألمانية والنكاف أو لقاح جدري الماء.

وفيما يلي قائمة باللقاحات الحاوية على لقاح الحصبة:

  • لقاح الحصبة (اللقاح لوحده)
  • مشاركة لقاح الحصبة مع لقاح الحصبة الألمانية (لقاح MR)
  • مشاركة لقاح النكاف مع الحصبة مع الحصبة الألمانية (لقاح MMR)[27][28][29]
  • مشاركة لقاح النكاف مع الحصبة مع الحصبة الألمانية وجدري الماء (لقاح MMRV)

المصادر

عدل
  1. ^ World Health Organization (أبريل 2017). "Measles vaccines: WHO position paper – April 2017". Weekly Epidemiological Record. ج. 92 ع. 17: 205–27. hdl:10665/255377. PMID:28459148.
  2. ^ Mitchell، Deborah (2013). The essential guide to children's vaccines. New York: St. Martin's Press. ص. 127. ISBN:9781466827509. مؤرشف من الأصل في 2017-09-09. {{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة) والوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  3. ^ "ProQuad- measles, mumps, rubella and varicella virus vaccine live injection, powder, lyophilized, for suspension". DailyMed. 26 سبتمبر 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-29.
  4. ^ "Information Sheet Observed Rate of Vaccine Reactions" (PDF). منظمة الصحة العالمية (WHO). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-12-19. اطلع عليه بتاريخ 2018-12-01.
  5. ^ "Measles History". U.S. مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (CDC). 5 فبراير 2018. مؤرشف من الأصل في 2020-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-28.   تتضمّنُ هذه المقالة نصوصًا مأخوذة من هذا المصدر، وهي في الملكية العامة.
  6. ^ "Measles Fact sheet N°286". منظمة الصحة العالمية (WHO). نوفمبر 2014. مؤرشف من الأصل في 2015-02-03. اطلع عليه بتاريخ 2015-02-04.
  7. ^ "Immunization coverage". منظمة الصحة العالمية (WHO). مؤرشف من الأصل في 2017-07-13. اطلع عليه بتاريخ 2017-07-12.
  8. ^ Centers for Disease Control and Prevention (2014). CDC health information for international travel 2014 the yellow book. ص. 250. ISBN:9780199948505. مؤرشف من الأصل في 2017-09-09. {{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)
  9. ^ World Health Organization (2019). World Health Organization model list of essential medicines: 21st list 2019. Geneva: World Health Organization. hdl:10665/325771. WHO/MVP/EMP/IAU/2019.06. License: CC BY-NC-SA 3.0 IGO.
  10. ^ "Vaccine, Measles". International Drug Price Indicator Guide. مؤرشف من الأصل في 2020-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2015-12-06.
  11. ^ Abramson، Brian (2018). Vaccine, vaccination, and immunization law. Bloomberg Law. ص. 10–30. ISBN:9781682675830. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  12. ^ Centers for Disease Control and Prevention (CDC) (1994). "Summary of notifiable diseases, United States, 1993". MMWR. Morbidity and Mortality Weekly Report. ج. 42 ع. 53: i–xvii, 1–73. PMID:9247368. مؤرشف من الأصل في 2020-01-29. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-06.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  13. ^ Centers for Disease Control and Prevention (CDC) (يوليو 2007). "Summary of notifiable diseases, United States, 2007". MMWR. Morbidity and Mortality Weekly Report. ج. 56 ع. 53: 1–94. مؤرشف من الأصل في 2020-04-06.
  14. ^ Wallace G، Leroy Z (2015). "Measles". Epidemiology and Prevention of Vaccine-Preventable Diseases (ط. 13th). Washington D.C.: Public Health Foundation. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  15. ^ "Measles Cases and Outbreaks". مؤرشف من الأصل في 2015-02-13. اطلع عليه بتاريخ 2018-11-30.
  16. ^ Bloch AB، Orenstein WA، Stetler HC، Wassilak SG، Amler RW، Bart KJ، Kirby CD، Hinman AR (أكتوبر 1985). "Health impact of measles vaccination in the United States". Pediatrics. ج. 76 ع. 4: 524–32. PMID:3931045.
  17. ^ Centers for Disease Control and Prevention (CDC) (مارس 2006). "Progress in reducing global measles deaths, 1999-2004". MMWR. Morbidity and Mortality Weekly Report. ج. 55 ع. 9: 247–9. PMID:16528234. مؤرشف من الأصل في 2007-10-16.
  18. ^ Martin، Douglas (4 أغسطس 2010). "Dr. Thomas C. Peebles, Who Identified Measles Virus, Dies at 89". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 2020-04-06. {{استشهاد ويب}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  19. ^ Collins، Huntly (30 أغسطس 1999). "The Man Who Saved Your Life - Maurice R. Hilleman - Developer of Vaccines for Mumps and Pandemic Flu". فيلادلفيا انكوايرر. مؤرشف من الأصل في 2009-03-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-28. {{استشهاد بخبر}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  20. ^ Centers for Disease Control and Prevention (CDC) (ديسمبر 2006). "Measles--United States, 2005". MMWR. Morbidity and Mortality Weekly Report. ج. 55 ع. 50: 1348–51. PMID:17183226. مؤرشف من الأصل في 2015-03-13.
  21. ^ Parker AA، Staggs W، Dayan GH، Ortega-Sánchez IR، Rota PA، Lowe L، Boardman P، Teclaw R، Graves C، LeBaron CW (أغسطس 2006). "Implications of a 2005 measles outbreak in Indiana for sustained elimination of measles in the United States". The New England Journal of Medicine. ج. 355 ع. 5: 447–55. DOI:10.1056/NEJMoa060775. PMID:16885548.
  22. ^ Sankoh O، Welaga P، Debpuur C، Zandoh C، Gyaase S، Poma MA، Mutua MK، Hanifi SM، Martins C، Nebie E، Kagoné M، Emina JB، Aaby P (يونيو 2014). "The non-specific effects of vaccines and other childhood interventions: the contribution of INDEPTH Health and Demographic Surveillance Systems". International Journal of Epidemiology. ج. 43 ع. 3: 645–53. DOI:10.1093/ije/dyu101. PMC:4052142. PMID:24920644.
  23. ^ "Information Sheet: Observed Rate of Vaccine Reactions: Measles, Mumps and Rubella Vaccines" (PDF). منظمة الصحة العالمية (WHO). مايو 2014. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2019-12-17.
  24. ^ Demicheli V، Rivetti A، Debalini MG، Di Pietrantonj C (فبراير 2012). "Vaccines for measles, mumps and rubella in children". Cochrane Database Syst Rev ع. 2. DOI:10.1002/14651858.CD004407.pub3. PMC:6458016. PMID:22336803. CD004407.
  25. ^ "Guidelines for Vaccinating Pregnant Women". Centers for Disease Control and Prevention. أغسطس 2016. مؤرشف من الأصل في 2020-04-06.
  26. ^ "Contraindications and Precautions". Vaccine Recommendations and Guidelines of the ACIP. {{استشهاد بكتاب}}: |عمل= تُجوهل (مساعدة)
  27. ^ "M-M-R II- measles, mumps, and rubella virus vaccine live injection, powder, lyophilized, for suspension". DailyMed. 24 سبتمبر 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-29.
  28. ^ "M-M-RVaxPro EPAR". وكالة الأدوية الأوروبية (EMA). 17 سبتمبر 2018. مؤرشف من الأصل في 2020-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-29.
  29. ^ "Priorix - Summary of Product Characteristics (SmPC)". (emc). 14 يناير 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-29.
  إخلاء مسؤولية طبية