محاكم التفتيش في غوا

كانت محاكم التفتيش في غوا هي منظومة برتغالية تعود إلى الحقبة الاستعمارية، أنشأها المكتب المقدس الروماني الكاثوليك بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر لوقف الهرطقة ضد المسيحية (الكاثوليكية خصوصا) في آسيا ومعاقبتها.[1] اضطهدت المنظومة كل الهندوس والمسلمين والمسيحيين الجدد والنصرانيين المتهودين، وذلك على يد الحكومة البرتغالية ورجال الدين اليسوعيين في الهند البرتغالية.[1] تم تأسيسها في عام 1560، وتوقفت لفترة وجيزة من 1774 إلى 1778، واستمرت بعد ذلك وألغيت في النهاية في عام 1820.[2][3] عاقبت محاكم التفتيش أولئك الذين تحولوا إلى الكاثوليكية لكن يوجد شك من قبل رجال الدين اليسوعيين في ممارستهم لدينهم السابق سراً. في الغالب، اتُهم المضطهدون بممارسة الهندوسية سراً.[4][5][6] وسُجن عشرات من السكان الأصليين المتهمين جنائياً لسنوات عديدة، أو تم الحكم عليهم بالجلد، أو حُكم عليهم بالإعدام، وغالبًا ما يكون ذلك بحرقهم.[7][8] قام المبشرون المسيحيون الكاثوليك أيضًا بحرق أي كتب مكتوبة باللغة السنسكريتية أو العربية أو الماراثية أو الكونكانية أمكنهم أن يجدوها في جوا، وكذلك منعوا الكتب المسيحية البروتستانتية من دخول غوا على متن السفن التجارية الهولندية أو الإنجليزية.[9]

محاكم التفتيش في غوا
التأسيس 1560  تعديل قيمة خاصية (P571) في ويكي بيانات
البلد الإمبراطورية البرتغالية  تعديل قيمة خاصية (P17) في ويكي بيانات
على اليسار: لافتة محاكم التفتيش الإسبانية؛ إلى اليمين: لافتة محاكم التفتيش في غوا، برنارد بيكارت.
طلب فرانسيس كسفاريوس من البرتغال إطلاق محاكم التفتيش غوا في مايو 1546. تم تنفيذ اقتراحه في عام 1560، بعد ثماني سنوات من وفاته.[7]

تم طلب إنشاء محاكم التفتيش في غوا بواسطة المبشر اليسوعي فرانسيس كسفاريوس من مقره ملقا في رسالة بتاريخ 16 مايو 1546 إلى الملك جواو الثالث ملك البرتغال.[7][10][11] بين بداية محاكم التفتيش في عام 1561 وإلغائها المؤقت في عام 1774، تم تقديم ما لا يقل عن 16,202 شخصًا للمحاكمة من قبل محاكم التفتيش. أحرق البرتغاليون جميع سجلات محاكم التفتيش تقريبًا عندما تم إلغاء محاكم التفتيش في عام 1820،[5] لذا فمن المستحيل معرفة العدد الدقيق لأولئك الذين قُدموا للمحاكمة والعقوبات المفروضة عليهم.[4] تشير السجلات القليلة التي نجت إلى أن 57 شخصًا على الأقل قد أُعدموا بسبب ارتكابهم جرائم دينية، وأن 64 آخرين قد أحرقوا بعد أن ماتوا بالفعل في السجن قبل صدور الحكم.[12][13] تشير سجلات أخرى مثل تلك التي تركها الطبيب الفرنسي تشارلز ديلون، الذي كان أيضًا ضحية لمحاكم تفتيش غوا، إلى أن ما يقرب من 70% من أولئك الذين أدينوا بممارسة الهندوسية سراً قد أُعدموا، وأن العديد من السجناء جوعوا حتى الموت وأن التمييز العنصري ضد الهنود كان متفشيا خلال إجراءات محاكم تفتيش غوا.[1][5][14]

في غوا، حاكمت محاكم التفتيش أيضاً منتهكي الحظر المفروض على الاحتفال بالطقوس والمهرجانات الهندوسية أو الإسلامية أو المتدخلين في المحاولات البرتغالية لتحويل غير المسيحيين إلى الكاثوليكية.[4] جعلت قوانين محاكم التفتيش اتباع الهندوسية والإسلام واليهودية واستخدام اللغة الكونكانية جرائم جنائية.[7] وكانت محاكم التفتيش أيضا وسيلة لمصادرة الممتلكات وإثراء المحاكمين.[15] على الرغم من انتهاء محاكم التفتيش في غوا في عام 1820، استمر التمييز الديني والاضطهاد للهندوس والمسلمين من قبل الحكومة المسيحية البرتغالية في أشكال أخرى مثل ضريبة Xenddi.[16][17][18]

المراجع

عدل
  1. ^ ا ب ج Glenn Ames (2012). Ivana Elbl (المحرر). Portugal and its Empire, 1250-1800 (Collected Essays in Memory of Glenn J. Ames).: Portuguese Studies Review, Vol. 17, No. 1. Trent University Press. ص. 12–15 with footnotes, context: 11–32. مؤرشف من الأصل في 2019-04-01.
  2. ^ "Goa Inquisition was most merciless and cruel". Rediff. 14 سبتمبر 2005. مؤرشف من الأصل في 2018-12-11. اطلع عليه بتاريخ 2009-04-14.
  3. ^ Lauren Benton (2002). Law and Colonial Cultures: Legal Regimes in World History, 1400-1900. Cambridge University Press. ص. 114–126. ISBN:978-0-521-00926-3. مؤرشف من الأصل في 2020-02-15.
  4. ^ ا ب ج ANTÓNIO JOSÉ SARAIVA (1985), Salomon, H. P. and Sassoon, I. S. D. (Translators, 2001), The Marrano Factory. The Portuguese Inquisition and Its New Christians, 1536–1765 (Brill Academic, 2001), pp. 345–353.
  5. ^ ا ب ج Hannah Chapelle Wojciehowski (2011). Group Identity in the Renaissance World. Cambridge University Press. ص. 215–216 with footnotes 98–100. ISBN:978-1-107-00360-6. مؤرشف من الأصل في 2020-02-15.
  6. ^ Gustav Henningsen؛ Marisa Rey-Henningsen (1979). Inquisition and Interdisciplinary History. Dansk folkemindesamling. ص. 125. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
  7. ^ ا ب ج د Maria Aurora Couto (2005). Goa. Penguin Books. ص. 109–121, 128–131. ISBN:978-93-5118-095-1. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
  8. ^ Augustine Kanjamala (2014). The Future of Christian Mission in India: Toward a New Paradigm for the Third Millennium. Wipf and Stock. ص. 165–166. ISBN:978-1-62032-315-1. مؤرشف من الأصل في 2020-02-15.
  9. ^ Haig A. Bosmajian (2006). Burning Books. McFarland. ص. 28. ISBN:978-0-7864-2208-1. مؤرشف من الأصل في 2015-03-23.
  10. ^ Rao، R.P (1963). Portuguese Rule in Goa:1510-1961 P43. Asia Publishing House.
  11. ^ "Goa Inquisition". The New Indian Express. مؤرشف من الأصل في 2016-09-24. اطلع عليه بتاريخ 2016-05-17.
  12. ^ ANTÓNIO JOSÉ SARAIVA (1985), Salomon, H. P. and Sassoon, I. S. D. (Translators, 2001), The Marrano Factory. The Portuguese Inquisition and Its New Christians, 1536–1765 (Brill Academic), pp. 107, 345-351
  13. ^ Charles H. Parker؛ Gretchen Starr-LeBeau (2017). Judging Faith, Punishing Sin. Cambridge University Press. ص. 292–293. ISBN:978-1-107-14024-0. مؤرشف من الأصل في 2020-01-07.
  14. ^ B. Malieckal (2015). Ruth IllmanL and Bjorn Dahla (المحرر). Early modern Goa: Indian trade, transcultural medicine, and the Inquisition. Scripta Instituti Donneriani Aboensis, Finland. ص. 149–151, context: 135–157. ISBN:978-952-12-3192-6.
  15. ^ Benton, Lauren. Law and Colonial Cultures: Legal Regimes in World History, 1400–1900 (Cambridge, 2002), p. 122.
  16. ^ Teotonio R. De Souza (1994). Discoveries, Missionary Expansion, and Asian Cultures. Concept. ص. 93–95. ISBN:978-81-7022-497-6. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
  17. ^ Teotonio R. De Souza (1994). Goa to Me. Concept. ص. 112–113. ISBN:978-81-7022-504-1. مؤرشف من الأصل في 2019-12-15.
  18. ^ Rene J. Barendse (2009). Arabian Seas, 1700 - 1763. BRILL Academic. ص. 697–698. ISBN:90-04-17658-6. مؤرشف من الأصل في 2020-02-15.