محكم بن الطفيل الحنفي

محكم بن الطفيل بن سبيع بن مسلمة بن عبيد الحنفي البكري (ت 11 هـ / 633م) من كبار أهل اليمامة، ومن سادات قبيلة بني حنيفة، وكان إرتد عن الإسلام مع مسيلمة الكذاب وجعله مسيلمة وزيراً له، ثم إشترك مع مسيلمة في قتال المسلمين حتى قُتَل في معركة الحديقة قال شمس الدين الذهبي: «لما أنهزم أتباع مسيلمة في معركة الحديقة، قال محكم بن الطفيل: يا بني حنيفة أدخلوا الحديقة فإني سأمنع أدباركم، فقاتل دونهم ساعة وقُتَل».[1] وقال محمد بن جرير الطبري: «قاتل محكم بن الطفيل دون بني حنيفة ساعة ثم قتله عبد الرحمن بن أبي بكر».[2] وقال ابن كثير الدمشقي: «جعل مسيلمة الكذاب محكم بن الطفيل على ميمنة جيشه في معركة الحديقة».[3]

محكم بن الطفيل الحنفي
معلومات شخصية
مكان الميلاد اليمامة
الوفاة 11 هـ / 633م
معركة اليمامة
سبب الوفاة قتل
اللقب محكم اليمامة - وزير مسيلمة الكذاب

نسبه

عدل

هو محكم بن الطفيل بن سبيع بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الحنفي البكري[4] قال ابن حزم: «وكان محكم بن الطفيل أشرف في قومه بني حنيفة من مسيلمة الكذاب وقتل يوم اليمامة».[5] وقال ابن دريد: «كان يقال له محكم اليمامة».[6]

ردته ومقتله

عدل

قال الواقدي كتب حسان بن ثابت إلى محكم بن الطفيل وزير مسيلمة الكذاب بأبياتٍ يقول فيها:

يَا مُحْكَمُ بْنَ طُفَيْلٍ قَدْ نَصَحْتُ لَكُمْ
أَتَاكُمُ اللَّيْثُ لَيْثُ الحضر والبادي
يَا مُحْكَمُ بْنَ طُفَيْلٍ قَدْ أُتِيحَ لَكُمْ
للَّه دَرُّ أَبِيكُمْ حَيَّةِ الْوَادِي
يَا مُحْكَمُ بْنَ طُفَيْلٍ إِنَّكُمْ نَفَرٌ
الشَّاءِ أَسْلَمَهَا الرَّاعِي لآسَادِ
مَا فِي مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ مِنْ عِوَضٍ
مِنْ دَارِ قَوْمٍ وَأَمْوَالٍ وَأَوْلادِ
فَاكْفُفْ حَنِيفَةُ عَنْهُمْ قَبْلَ نَاعِيَةٍ
تَنْعَى فَوَارِسَ حَرْبٍ شَجْوُهَا بَادِ
ويْلُ الْيَمَامَةِ وَيْلٌ لا قَوَامَ لَهُ
إِنْ حَالَتِ الْخَيْلُ فِيهَا بِالْقَنَا الصَّادِي
وَاللَّهِ وَاللَّهِ لا تُثْنَى أَعِنَّتُهَا
حَتَّى تَكُونُوا كَأَهْلِ الْحِجْرِ أَوْ عَادِ
لا تَأْمَنُوا خَالِدًا بِالْبَرْدِ مُلْتَثِمًا
وَسْطَ الْعَجَاجَةِ مِثْلَ الضَّيْغَمِ الْعَادِي
تَعْدُو بِه سَرِحَ الرِّجْلَيْنِ طَاوِيَةٌ
قُبٌّ مُشَرَّفَةُ الْمَتْنَيْنِ والهادي

ولما وصل هذا الشعر إلى محكم بن الطفيل قرأهُ وأرسل إلى وجوه بني حنيفة وجمعهم وقال لهم: «يَا بَنِي حَنِيفَةَ، هَذَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ قَدْ سَارَ إِلَيْكُمْ فِي جَمْعِ الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنَّكُمْ تَلْقَوْنَ غَدًا قَوْمًا يَبْذُلُونَ أَنْفُسَهُمْ دُونَ صَاحِبِهِمْ، فَابْذُلُوا أَنْفُسَكُمْ دُونَ صَاحِبِكُمْ».[7] وقال وثيمة بن موسى: «بعث الزبرقان بن بدر التميمي الحصين بن هريم التميمي إلى محكم بن الطفيل ينهاه عن الإرتداد، ويدعوه إلى الرجوع إلى الإسلام».[8] ولكن محكم بن الطفيل بقي متمسكاً بردته وإتباعه لمسيلمة الكذاب وقال أبياتاً يتوعد بها المسلمين.[9]

فسار خالد بن الوليد بمن معه من المسلمين إلى اليمامة ونزل وادياً من أوديتها وبث الخيل فيها، فأتوه بنفرٍ من بني حنيفة فيهم مجاعة بن مرارة الحنفي وكان من أشراف بني حنيفة، ثم سار خالد ونزل بموضعٍ في اليمامة يُقَال له عقرباء وضرب عسكره هناك، وخرج مسيلمة الكذاب بمن أتبعه ونزل بحذاء خالد، ولما كان من الغد عبى الطرفين معسكرهم، فجعل خالد بن الوليد على ميمنته زيد بن الخطاب وعلى ميسرته أسامة بن زيد وعلى الجناح البراء بن مالك.[10] ثم دنى القوم بعضهم من بعض وأقتتلوا قتالاً شديداً وكان الظفر فيه للمسلمين فقتلوا من بني حنيفة مقتلةً عظيمة. قال الواقدي خرج محكم بن الطفيل يطلب المبارزة وهو يقول:

أَنَا مُحْكِمٌ فَهَلْ مِنْ شُجَاعٍ
يَبْرُزُ الْيَوْمَ لِلسُّيُوفِ الرِّقَاقِ

فخرج له ثابت بن قيس الأنصاري وطعنه في خاصرته طعنةً نكسهُ عن فرسه قتيلاً.[11] وأما ابن إسحاق فقال: «كان الذي قتل محكم اليمامة بن طفيل عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وكان محكم قد سد ثلمة الحصن فرماه عبد الرحمن في نحره بسهمٍ فقتله ودخل المسلمون من تلك الثلمة».[12] وقال حنيف بن عمير اليشكري وكان من المسلمين من أهل اليمامة الذين ثبتوا على إسلامهم فقال بعد مقتل محكم بن الطفيل وهزيمة مسيلمة الكذاب ومقتله:[13]

أهلك القوم مُحَكمُ بن طُفَيلٍ
ورجالُ ليسوا لنا برجالِ

المراجع

عدل
  1. ^ شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مجموعة (ط. 1)، بيروت: مؤسسة الرسالة، ج. 1، ص. 47، OCLC:4770539064، QID:Q113078038
  2. ^ محمد بن جرير الطبري (1967)، تاريخ الرُّسُل و المُلُوك، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم (ط. 2)، القاهرة: دار المعارف، ج. 3، ص. 288، OCLC:934442375، QID:Q114456807
  3. ^ ابن كثير الدمشقي (1982)، البداية والنهاية، بيروت: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، مطبعة السعادة، ج. 6، ص. 323، OCLC:28144426، QID:Q114679727
  4. ^ ابن ماكولا (1990)، الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 4، ص. 252، OCLC:4770508124، QID:Q114876014
  5. ^ ابن حزم الأندلسي (2010)، جمهرة أنساب العرب، تحقيق: عبد السلام هارون (ط. 7)، القاهرة: دار المعارف، ج. 1، ص. 312، OCLC:22896260، QID:Q114955882
  6. ^ ابن دريد (1991)، الاشتقاق، تحقيق: عبد السلام هارون (ط. 1)، دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، ص. 349، QID:Q115624808
  7. ^ الواقدي (1990)، الردة مع نبذة من فتوح العراق وذكر المثنى بن حارثة الشيباني، تحقيق: يحيى الجبوري، بيروت: دار الغرب الإسلامي، ص. 113-114، QID:Q121260527
  8. ^ ابن حجر العسقلاني (1995)، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد معوض، عادل أحمد عبد الموجود (ط. 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، ج. 2، ص. 149، OCLC:4770581745، QID:Q116752596
  9. ^ الواقدي (1990)، الردة مع نبذة من فتوح العراق وذكر المثنى بن حارثة الشيباني، تحقيق: يحيى الجبوري، بيروت: دار الغرب الإسلامي، ص. 115، QID:Q121260527
  10. ^ الواقدي (1990)، الردة مع نبذة من فتوح العراق وذكر المثنى بن حارثة الشيباني، تحقيق: يحيى الجبوري، بيروت: دار الغرب الإسلامي، ص. 122، QID:Q121260527
  11. ^ الواقدي (1990)، الردة مع نبذة من فتوح العراق وذكر المثنى بن حارثة الشيباني، تحقيق: يحيى الجبوري، بيروت: دار الغرب الإسلامي، ص. 127، QID:Q121260527
  12. ^ ابن عبد البر (1992)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي (ط. 1)، بيروت: دار الجيل للطبع والنشر والتوزيع، ج. 2، ص. 125، OCLC:4769991634، QID:Q116749659
  13. ^ خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، عبد القادر البغدادي، مكتبة الخانجي - القاهرة 1418 هـ، ج 2 ص 305 نسخة محفوظة 2022-11-06 على موقع واي باك مشين.