جين بولين
جين بولين، ڤيكونتيسة روتشفورد (قرابة عام 1505 – 13 فبراير 1542)، كانت إحدى النبيلات الإنگليزيات التي عاشت خلال عهد الملك هنري الثامن، وهي امرأة أخ آن بولين زوجة الملك سالف الذكر، ووصيفة زوجته الخامسة كاثرين هوارد، التي أُعدمت معها.
ڤيكونتيسة روتشفورد | |
---|---|
جين بولين | |
(بالإنجليزية: Jane Boleyn, Viscountess Rochford) | |
معلومات شخصية | |
الاسم الكامل | جين هنري پاركر |
الميلاد | قرابة عام 1505 نورفولك، مملكة إنگلترا |
الوفاة | 13 فبراير 1542 (حوالي 36 أو 37 عام) برج لندن، لندن، مملكة إنگلترا |
سبب الوفاة | قطع الرأس |
مكان الدفن | برج لندن، لندن، إنگلترا |
مكان الاعتقال | برج لندن |
مواطنة | مملكة إنجلترا |
اللقب | ڤيكونتيسة روتشفورد |
الديانة | مسيحية: رومانية كاثوليكية |
الزوج | جورج بولين، ڤيكونت روتشفورد |
الأب | هنري پاركر، بارون مورلي العاشر |
الأم | أليس سانت جون |
عائلة | أسرة بولين |
اللغات | الإنجليزية |
تعديل مصدري - تعديل |
بداية حياتها
عدلوُلدت جين بولين باسم جين پاركر، لبارون مورلي العاشر هنري پاركر، وأليس سانت جون كبرى بنات السير جون سانت جون، وزوجته أليس برادشيغ، وهي حفيدة السير أوليڤر سانت جون وزوجته مرغريت بوشامپ البلستوية. كانت جين نسيبة بعيدة للملك هنري الثامن، وقد وُلدت في نورفولك بإنگلترا حوالي سنة 1505، وسط أسرة ثرية ذات نفوذ واسع، وأفرادها من أبناء الطبقة العليا المحترمين، وكان والدها مفكرًا شديد الاهتمام بالثقافة والعلم.[1] أُرسلت جين إلى البلاط الملكي خلال سنوات مراهقتها الأولى، قبل بلوغها الخامسة عشرة بشكل مؤكد، حيث انضمت إلى وصيفات الملكة كاترين الأراغونية. يُقال أنها سافرت مع العائلة المالكة لزيارة فرنسا في سنة 1520، في الرحلة التي اصطُلح على تسميتها «بحقل قماش الذهب».[2]
اعتُقد طيلة فترة طويلة أنه لم يبق أي أثر يصف الهيئة الخارجية لجين بولين، سواء أكان رسمًا أو وصفًا مكتوبًا. غير أن كاتبة سيرتها جوليا فوكس (جين بولين: القصة الحقيقية عن سيدة روتشفورد الشائنة) اقترحت وصفًا لها بناءً على معلومات مستنتجة من أحداث حصلت معاها، ووفقًا لهذا فلعلها كانت تعتبر جذّابة للغاية في زمانها، وإلا ما كانت لتُختار كإحدى الممثلات والراقصات الأساسيات في الحفلة التنكرية المرموقة حاملة عنوان «القصر الأخضر» (بالفرنسية: Château Vert)، والتي أقيمت في البلاط الملكي سنة 1522. وقد بلغ عدد الراقصات فيها سبعة، اخترن من نساء البلاط الأكثر جمالاً وجاذبيةً، وكان من بينهن شقيقتا زوج حين المستقبلي: آن "حنّة" ومريم بولين.[3]
زواجها
عدلفي أواخر عام 1524، أو أوائل 1525، تزوجت جين پاركر بجورج بولين، ڤيكونت روتشفورد، شقيق آن بولين التي استحالت فيما بعد الزوجة الثانية للملك هنري الثامن. غير أنها كانت لا تزال عند هذه المرحلة غير مرتبطة به، لكنها كانت على الرغم من ذلك إحدى أبرز الشخصيات في المجتمع وأكثر محظيات الملك حبًا إليه.[4] وبسبب هذا الفارق الاجتماعي، تولّدت فكرة بين العامّة مفادها أن جين تملكتها مشاعر الغيرة والحقد على آن الأكثر فتنًا والأعلى شئنًا منها، لكن إن كان هذا الأمر صحيحًا، فإنها قد أخفت مشاعرها ولم تبرزها إلا بعد سنوات طويلة.
قدّم الملك عزبة گريمستون في نورفولك هدية لكل من جين وجورج بمناسبة زواجهما،[5] الذي اكتسبت جين عبره منزلة الكونتيسة واستحال لقبها ڤيكونتيسة روتشفود، فأصبحت تُعرف في البلاط الملكي ومن قبل المؤرخين باسم «السيدة روتشفورد» أو «الليدي روتشفورد». ومع ازدياد ثروة ونفوذ آل بولين، حصل الزوجان على قصر بوليو ليكون منزلهما الدائم، فأضافا إليه كنيسة صغيرة فخمة، وملعب لكرة المضرب، وحمامًا بمياه جارية ساخنة وباردة على حد سواء، وبُسط مستوردة، وأثاث مصنوع من خشب الماهوگني، وتشكيلة من الفضيّات. وقد غطيا سرير الزوجية بأقمشة ذهبية ذات ظلة بيضاء صقيلة ولحاف أصفر من الكتّان.[6] أصبحت جين بعد زواجها امرأة أخ الملكة، وزوجة خال الأميرة أليصابيت، ملكة إنگلترا المستقبلية، وبمقام خالتها.
صُوّر زواج جين وجورج على أنه زواجٌ تعيس، من قبل معاصريهما والمؤرخين على حد سواء. اقترح أحد المؤرخين المعاصرين أن جورج كان مثليًا، وأن هذا هو السبب الذي جعل الزواج زواجًا فاشلاً.[7] استنتجت المؤرخة البريطانية أليسون وير أن زواج هذين الشخصين كان تعيسًا بسبب جورج، ولكنها أفادت في نفس الوقت أن طبيعة ميلوله الجنسية يصعب تحديدها والتأكد منها: «كان شابًا موهوبًا... ووسيمًا للغاية، وعُرف بلاأخلاقيته. يقول جورج كاڤنديش إنه عاش عيشةً "بهائميّة"، فاعتدى على الأرامل، وسلب العذارى عذراويتهنّ... وقيل إنه كان مثليًا أيضًا، لكن لا دليل على صحة هذا الكلام، على أنه يُحتمل ممارسته اللواطة مع النساء...»[8] ومن ناحية أخرى، قال مؤرخون آخرون أن هذه الادعاءات غير صحيحة، وأن طبيعة الزواج ليست واضحة، لكنها على العموم لم تكن بسعيدة في أي حال من الأحوال.[9]
تُعدّ العلاقة بين جين بولين والملكة شقيقة زوجها علاقةً غير واضحة المعالم كذلك الأمر، وليس هناك من دليل على الإطلاق يُفيد عن طبيعة علاقتها بمريم بولين شقيقة زوجها الأخرى، التي عاشت معها في البلاط الملكي مذ كانتا مراهقتين. يُعتقد أن جين لم تكن تحب آن بولين وأنها لطالما شعرت بالغيرة منها، لكن رغم ذلك خططت وإياها على طرد إحدى الوصيفات من البلاط في سنة 1534، ولمّا اكتشف الملك ضلوعها في هذه المؤامرة قام بنفيها من البلاط لبضعة أشهر.
دورها في إعدام زوجها
عدلاعتُقل جورج بولين في سنة 1536 وأودع في برج لندن، بعد أحد عشرة سنة من زواجه بجين پاركر، بسبب اتهامه بمعاشرة شقيقته الملكة. وقد شهدت جين ضده أثناء المحاكمة مؤكدة أنه اقترف زنا المحارم والخيانة العظمى للملك، قائلة أنها تعتقد بوجود علاقة جنسية بينه وبين شقيقته منذ شتاء سنة 1535، مما يعني أن جورج كان والد الجنين الذي أجهضته آن سنة 1536. وقد أفاد الشهود المعاصرين في تلك الفترة أن تلك الأقوال عارية عن الصحة، لكنهم رغم ذلك وفروا الذريعة القانونية اللازمة التي احتاجها أعداء آل بولين ليزجوا باللورد روتشفورد في السجن.
يُحتمل أن شهادة جين ضد زوجها كانت نابعة من الغلّ والحقد عليه وعائلته، بسبب حياتهما الزوجية البائسة، وغيرتها من شقيقته آن التي كانت تربطها به علاقة وثيقة، وقد كان هذا الاستنتاج هو التفسير الوحيد الذي رافق العامّة والمؤرخين طيلة أجيال لاحقة عندما أرادوا تفسير عمل هذه المرأة. فقال عدد من المؤرخين أن هذه الشهادة حركتها الضغينة والنكاية الكامنة في نفس جين، وليس بسبب إيمانها أو معرفتها بأي علاقة جنسية بين الاثنين، وهذا ما ولّد سمعتها الشائنة عند أهل العلم. بعد حوالي عشر سنوات من هذه الحادثة، وصف جورج ويات ابن طوماس ويات الابن الذي عرَف آل بولين عن كثب، وصف جين بقوله أنها «زوجةٌ ملعونة، اتهمت زوجها بالباطل، ولم تكن لتهدأ ويكن خاطرها إلا بعد تصفية دماءه».[10] وبعد قرن من الزمن أقاد أحد المؤرخين أن جين شهدت ضد زوجها وشقيقته بسبب كراهيتها الراسخة للملكة آن، والتي نبعت من غيرتها من بروز آن في الوسط الاجتماعي وتفضيل زوجها صحبتها عوض صحبة زوجته.[11] أشار مؤرخو العصرين الڤيكتوري والجورجي إلى حادثة وفاة جين العنيفة سنة 1542 قائلين أن العدالة الأخلاقية انتصرت كون «الليدي روتشفورد الشائنة... استحقت هذا المصير، بعد ما تسببت به لزوجها وآن بولين».[12]
رفضت جوليا فوكس، وهي كاتبة سيرة حياة جين بولين المعاصرة الوحيدة، تلك النظرة السلبية إلى الأخيرة، فقالت أن جين كانت تتمتع في واقع الأمر بعلاقة حميمة مع الملكة آن، وأنها حظيت بدعمها، وأن ما جعلها تشهد على زنا الملكة وشقيقها كان خوفها على حياتها بعد أن انقلب البلاط الملكي كله على آل بولين في سنة 1536، وأن من حرّف بها كان أعداء أسرتها. كتبت فوكس عن عهد سقوط آل بولين فقالت:
ترمّلها
عدلقُطع رأس جورج بولين في تلّة البرج بتاريخ 17 مايو سنة 1536 أمام حشد عظيم من الناس. وقبل إعدامه خطب خطبة بالجمع شجع فيها على اعتناق المذهب الپروتستانتي حديث النشأة كما فعل هو. وقد أُعدم إلى جانبه أربعة أشخاص آخرين أحدهم من العامّة، اتهموا جميعًا بكونهم عشّاق آن بولين. وحده العاميّ، وكان موسيقيًا، اعترف بذنبه، وقد قيل بأنه عُذّب عذابًا شديدًا حتى فعل ذلك،[14] فأبناء الطبقة الأرستقراطية لم يكن يجوز تعذيبهم. أُعدمت آن بعد يومين من هذه الحادثة، فقُطع رأسها في برج لندن على يد سيّاف فرنسي. كان لشجاعة آن ورباطة جأشها تحت سيف الجلاّد أثر كبير على الرأي العام، فاعتبرت بعد بضعة أسابيع أو شهور «بطلةً مضطهدة، وشابة مشرقة بالوعود والطيبة، والجمال والأناقة».[15] من غير المعلوم إن كانت جين قد شهدت إعدام زوجها أو شقيقته، لكن التعاطف الذي حصدته آن بعد وفاتها يفيد بأن أولئك الأشخاص الذين كان لهم يد في بلوغها هذا المصير أصبحوا في منزلة الأشرار المكروهين بين العامّة. تقول المؤرخة جوليا فوكس أن هذا الأثر الذي رسخ في نفسية الناس هو الذي جعلهم يصفون جين بأنها شريرة تغار من زوجة أخيها.[16]
يتفق المؤرخون أن الفترة اللاحقة على سقوط آل بولين كانت صعبةً جدًا على جين، سواء من الناحية الماديّة أم الاجتماعية، مهما كانت الحقيقة وراء تورطها بنهايتهم وشعورها تجاه هذا الأمر. فقد فُقدت جميع الإقطاعات التي امتلكتها الأسرة طيلة أربعين سنة، ومعها اندثرت ألقاب أيرل ويلتشير وأيرل أورموند، التي لم تكن لترثها امرأة وفقًا للعرف السائد، بل كانت من حق الذكور أبناء الأسرة، الذين اندثروا في هذه الحالة بعد موت آخرهم، وهو جورج بولين. استمرت جين تُلقب بڤيكونتيسة روتشفورد، لكن لم يكن باستطاعتها الاستفادة من ما بقي من ثروة آل بولين لعدم انجابها لوريث شرعي ذكر. وقد ساد لفترة من الوقت اعتقاد مفاده أن جورج بولين، كبير كهنة يشفيلد، هو ابن جين وجورج بولين، لكن يُرجّح حاليًا خطأ هذا.[17]
المؤامرات السياسية اللاحقة
عدلبعد إعدام زوجها، غابت الليدي روتشفورد عن البلاط الملكي لفترة من الزمن أمضتها وهي تحاول أن تجعل وضعها الماديّ مستقرًا، فدخلت في مفاوضات مع حماها طوماس بولين لتحاول الحصول على بعض ممتلكات زوجها، ومع رئيس الوزراء طوماس كرومويل. وفي نهاية المطاف وافق آل بولين على تخصيص معاش سنويّ لها تصل قيمته إلى 100 جنيه استرليني، أي نفس المبلغ الذين كانوا يمنحونه لابنتهم البكر مريم بعد أن ترمّلت منذ حوالي 8 سنوات.[18] ولم يكن هذا المبلغ قريب حتى من المبلغ الذي كانت تحصل عليه عندما كانت لا تزال امرأة أخ الملكة، لكنه كان كافيًا بحيث يسمح لها أن تعيش عيشة متواضعة كإحدى بنات الطبقة العليا. من غير المعروف متى عادت جين بولين إلى البلاط الملكي، لكنها لعبت دور وصيفة الملكة جين سيمور، مما يعني أنها ربما عادت بعد وفاة زوجها بسنة، وذلك عند الأخذ بعين الاعتبار أن جين سيمور توفيت بعد وضعها لطفل بعد زواجها من الملك هنري الثامن بثمانية عشر شهرًا.[19] سُمح لجين بولين بوصفها ڤيكونتيسة أن تستخدم عدد من الخدم، وأن تنزل في القصر الملكي، وأن تُخاطب باسم «الليدي روتشفورد»، وأن تحظى بأفضل الوجبات على حساب الملكة الخاص.[20]
بعد وفاة جين سيمور، تزوج الملك بأميرة ألمانية نصحه به رئيس الوزراء طوماس كرومويل، وهي آن "حنّة" الكليڤزية، التي شهدت الليدي روتشفورد ضدها في شهر يوليو من سنة 1540، عندما رغب الملك بالطلاق منها، قائلة أن الملكة عهدت إليها بسر مفاده أن زواجها بالملك لم يُتمم كما تقتضي الشريعة المسيحية. فسمحت هذه الشهادة للملك هنري أن يفسخ زواجه بآن الكليڤزية، ويتزوج محظيته المراهقة كاثرين هوارد. لكن هنري عاد وعشق آن مرّة أخرى بعد بضع سنوات، فكانت تستمر بزيارته ليلعبا الورق معًا، كما عهدا منذ زمن. وكان الملك قد أقدم على إعدام رئيس وزرائه الذي اقترح عليه الزواج من الكليڤزية أملاً منه في تقريب إنگلترا من الأمراء الألمان الپروتستانت الذين كان يُدافع عن قضيتهم.
استمرت جين بولين في منصبها كوصيفة للملكة الجديدة كاثرين هوارد، وكان لها تأثير كبير عليها حتى أصبحت المفضلة لديها. وفي وقت لاحق سئمت الملكة اليافعة من زوجها السمين والكبير في السن، فساعدتها الليدي روتشفورد على مقابلة عشيقها الوسيم طوماس كلپيپر سرًا. استمرت العلاقة بين الاثنين وتطورت طيلة الجولة الملكية في شمال البلاد سنة 1541. غير أن هذه العلاقة لم يُكتب لها أن تبقى سرًا إلى الأبد، فسرعان ما انكشفت جوانب من حياة الملكة في خريف ذلك العام، وأمر الملك بالتحقيق في جوانب حياتها الشخصية.
احتجزت الملكة في القصر بداية الأمر، ثم وُضعت تحت الإقامة الجبرية في دير سون، وهو دير مهجور بعيد عن البلاط الملكي. وتم التحقيق مع الأشخاص الذين تثق بهم ومع وصيفاتها وخدمها المفضلين، وتفتيش غرفهم، وقد أفاد عدد منهم أن الليدي روتشفورد كانت تتصرف تصرفًا مثيرًا للريبة مع كل من الملكة وطوماس كلپيپر، فتم اعتقالها وأخضعت للاستجواب. وفي وقت لاحق عُثر على رسالة غرامية مُرسلة من كاثرين إلى كلپيپر ورد فيها ذكر صريح لدور جين في تدبير لقائهما، فاعتبرت الأخيرة مرتكبة لجريمة التستر على الخيانة، وكانت عقوبتها الإعدام خلال عهد أسرة تيودور. أُرسلت جين إلى برج لندن حيث سُجنت شهورًا طويلة بانتظار قرار الحكومة بشأنها والمتهمين الآخرين.
نهايتها
عدلاستجوبت جين بولين طيلة شهور أثناء مكوثها في برج لندن، لكنها لم تخضع للتعذيب كونها كانت من أبناء الطبقة الأرستقراطية. لكن يظهر أنها تعرضت لانهيار عصبي كامل بسبب الضغط النفسي، وفي بداية عام 1542 أُعلن أنها فقدت عقلها وأصيبت بالجنون.[21] وبسبب تعرضها لنوبات من الجنون بين الحين والآخر أصبح من غير الجائز محاكمتها ومن غير المعقول مسائلتها عن دورها في تيسير زنا الملكة، لكن الملك كان مصرًا على معاقبتها، فأصدر قانونًا يسمح بمحاكمة المجانين.[22] وبهذا، حُكم على جين بالإعدام دون محاكمة وحُدد تاريخ تنفيذ الحكم في 13 فبراير سنة 1542، أي ذات اليوم الذي سيُنفذ فيه حكم الإعدام بكاثرين هوارد.
قُتلت الملكة أولاً، ويظهر أنها كانت ضعيفة منهارة، غير أنها لم تعانِ من أي حالة هستيرية. وأُحضرت جين لتشاهد الإعدام، قبل أن يُنفذ بها بدورها، وقد أفاد الشهود أنه على الرغم من إصابتها بانهيار عصبي كامل منذ 5 أشهر فإنها كانت هادئة، ووقفت وقفةً جليلة. حصدت الإمرأتان تعاطفًا بسيطًا من عامّة الشعب بعد إعدامهما بسبب تصرفهما، وقد كتب أحد الشهود، وهو تاجر يُدعى أوتويل جونسون، فقال: «لابد وإن روحيهما مع الله الآن، فإن نهايتهما كانت أكثر النهايات صلاحًا».[23] أفاد السفير الفرنسي «ميرلاك ميرلي» أن جين ألقت خطابًا طويلاً اعتذرت فيه عن جميع خطاياها التي اقترفتها، لكن ليس هناك من دليل يؤكد أنها تحدثت عن زوجها أو شقيقته. تقول المؤرخة أليسون وير أن الملكة لم تكن تبلغ أكثر من سبعة عشر سنة يوم إعدامها، وأن جين بولين كانت تبلغ 36 سنة. قُتلت بولين بضربة واحدة بالفأس، ودُفنت في برج لندن إلى جانب آن وجورج بولين.[24]
في الخيال والإعلام
عدلجُسدت قصة الليدي روتشفورد في الكثير من الروايات والقصص، وبالأخص تلك التي تتناول حياة آن بولين وكاثرين هوارد. ومن تلك القصص قصة «الثأئر ثأري» (بالإنگليزية: Vengeance Is Mine) من تأليف براندي پوردي التي تتناول عهد تيودور من وجهة نظر جين بولين. كذلك ظهرت في رواية روبن ماكسويل حاملة عنوان «مفكرة آن بولين السرية» (بالإنگليزية: The Secret Diary of Anne Boleyn)، وفي رواية سوزانة دنّ «ملكة الدقيقة»، كما ظهرت جزئيًا في مؤلّف مرغريت جورج «السيرة الذاتية لهنري الثامن». تظهر شخصية جين بولين أيضًا في قصة ويندي جـ. دنّ حاملة عنوان «قلبي العزيز، ما رأيك بهذا؟» (بالإنگليزية:?Dear Heart, How Like You This) المبنية على حياة الشاعر طوماس ويات، وفي قصة «السڤرن» لكريستوفر سانسوم، إحدى أجزاء رواية الإجرام الغامضة التي تجري أحداثها في إنگلترا خلال القرن السادس عشر. حصلت الليدي روتشفورد على دور أكبر في رواية جين پلايدي «الوردة عديمة الشوك» (بالإنگليزية: The Rose Without a Thorn)، وفي رواية «فتاة بولين الأخرى» التاريخية من تأليف فيليپا گريگوري، التي تتحدث عن حياة شقيقة زوجها الأخرى، مريم بولين، كما ظهرت في إحدى تتمات الرواية حاملة عنوان «ميراث آل بولين» (بالإنگليزية: The Boleyn Inheritance)، كإحدى الشخصيات الرئيسية، وبالتحديد الشريرة الأساسية، وتتحدث هذه القصة عن السنوات الثلاث الأخيرة في حياتها وعن علاقتها بآن الكليڤزية وكاثرين هوارد.
تنص بعض الروايات المعاصرة على أن غضب جين واستيائها الكبير من آن بولين هو ما أدى إلى انهيارها العصبي في نهاية المطاف، وقد صُوّرت في بعضها على أنها مشوشة الذهن ومختلّة عقليًا، وتغار من آن لدرجة الجنون، وبأنها لاأخلاقية معتوهة. وفي روايتيّ «الثأر ثأري» و«ميراث بولين» صوّرت على أنها متلصصة جنسيًا.
أدّت الممثلة البريطانية شيلا بوريل دور الليدي روتشفورد في سلسلة بي بي سي التاريخية من عام 1970 حاملة عنوان «زوجات هنري الثامن الستة»، وذلك في المقاطع التي ظهرت فيها آن بولين وكاثرين هوارد بشكل رئيسي. كذلك أدّت الممثلة كيلي هنتر هذا الدور في السلسلة التفازية الدرامية من سنة 2003 حاملة عنوان «هنري الثامن»، وذلك إلى جانب هيلانة بونهام كارتر بدور آن بولين، وراي وينستون بدور هنري الثامن، وإيميلي بلنت بدور كاثرين هوارد. وفي الفيلم المُقتبس عن رواية فيليپا گريگوري «فتاة بولين الأخرى»، أدّت الممثلة جونو تمپل دور جين بولين في بضعة مشاهد قليلة، وفي العملين سالفا الذكر صُورت جين على أنها أداة سياسية في يد عم زوجها، دوق نورفولك، على أن دورها في الفيلم الأخير كان أكثر شفوقًا.
ظهرت جين بولين أيضًا في الموسم الثاني من مسلسل "أسرة تيودور" على شبكة شوتايم، وأدّت دورها الممثلة جوان كينغ، ولعب دور زوجها الممثل الإيرلندي پادرياك ديلاني. وقد صوّر زواجهما في هذا المسلسل على أنه زواج تعيس أُرغما عليه من قبل أهليهما، وأن جين كانت تشعر بالذل والعار لعيشها مع رجل مثليّ. تظهر الشخصيتان في هذا المسلسل وهما يتشاجران على الدوام، وفي إحدى المشاهد يُقدم زوجها على اغتصابها، ولم تصوّر جين بأنها كارهة لآن بولين أو تغار منها، وإنما جُعلت خيانتها للأخيرة بسبب كراهيتها لزوجها. كما صورت صداقتها مع جين سيمور عندما أصبحت ملكة، وكيف جعلتها وصيفتها حتى مماتها، وكذلك مع آن الكليڤزية. وفي الموسم الرابع ظهرت كصديقة مقربة من الملكة كاثرين هوارد، ومحظيةً لطوماس كلپيپير، وتحدثت القصة عن كيفية تدبيرها اللقاءات السرية بين الاثنين، فأصبحت شخصية بارزة في المسلسل حتى إعدامها.
أسلافها
عدلالمراجع
عدل- ^ Julia Fox, Jane Boleyn: The Infamous Lady Rochford, p. 120-1 (2007)
- ^ Fox, Jane Boleyn, pp. 16 - 20
- ^ Julia Fox, Jane Boleyn: The Infamous Lady Rochford, p. 28 (2007)
- ^ R. M. Warnicke, The Rise and Fall of Anne Boleyn: Family politics at the court of Henry VIII, p. 59 (1989)
- ^ Alison Weir, The Six Wives of Henry VIII, p.159
- ^ M.L. Bruce, Anne Boleyn, p. 35 (1972); J. Fox, Jane Boleyn, pp. 137-9.
- ^ Professor R.M. Warnicke, The Rise and Fall of Anne Boleyn: Family politics at the court of Henry VIII, pp. 215 - 7 (1989)
- ^ Alison Weir, Henry VIII: King and Court, p. 248 (2002)
- ^ Julia Fox, Jane Boleyn: The Infamous Lady Rochford, pp. 33-44 (2007)
- ^ The Papers of George Wyatt,' ed. D.M. Loades
- ^ P. Heylin, Affairs of Church and State in England during the Life and Reign of Queen Mary, pp. 91-3 (1660)
- ^ C. Coote, The History of England, from the Earliest Dawn of Record to the Peace of MDCCLXXXIII, 9 vols., (1791-8)
- ^ Julia Fox, Jane Boleyn: The Infamous Lady Rochford, pp. 190-1, 324 (2007)
- ^ ديفيد ستاركي, Six Wives: The Queens of Henry VIII, p. 569 (2004)
- ^ Carolly Erickson, Mistress Anne, p. 259 (1984)
- ^ Fox, Jane Boleyn, p. 324
- ^ Fox, Jane Boleyn, p. 214
- ^ Fox, Jane Boleyn, p. 218
- ^ Fox, Jane Boleyn, p. 219
- ^ Fox, Jane Boleyn, p. 228
- ^ A. Weir, Henry VIII: King & Court, p. 455-6 (2002)
- ^ Calendar of State Papers: Spanish
- ^ Original Letters, ed. Ellis, 1st series II, pp. 128-9 (LP XVII, 106.)
- ^ Weir, Henry VIII, p. 458
كتب
عدل- Block، Joseph S. (2004). Boleyn, George, Viscount Rochford (c.1504–1536), courtier and diplomat. قاموس السير الوطنية. مؤرشف من الأصل في 2015-09-24. اطلع عليه بتاريخ 2011-03-17.
{{استشهاد بكتاب}}
: الوسيط|ref=harv
غير صالح (مساعدة) - Cokayne، George Edward (1949). The Complete Peerage, edited by Geoffrey H. White. London: St. Catherine Press. ج. XI. ص. 51.
{{استشهاد بكتاب}}
: الوسيط|ref=harv
غير صالح (مساعدة) - Cokayne، George Edward (1945). The Complete Peerage, edited by H.A. Doubleday. London: St. Catherine Press. ج. X. ص. 137–142.
{{استشهاد بكتاب}}
: الوسيط|ref=harv
غير صالح (مساعدة) - Davies، Catherine (2008). Boleyn (née Parker), Jane, Viscountess Rochford (d. 1542), courtier. قاموس السير الوطنية. مؤرشف من الأصل في 2016-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2011-03-17.
{{استشهاد بكتاب}}
: الوسيط|ref=harv
غير صالح (مساعدة) - Ives، E.W. (2004). Anne (Anne Boleyn) (c.1500–1536), queen of England, second consort of Henry VIII. قاموس السير الوطنية. مؤرشف من الأصل في 2017-11-02. اطلع عليه بتاريخ 2011-03-17.
{{استشهاد بكتاب}}
: الوسيط|ref=harv
غير صالح (مساعدة) - Richardson، Douglas (2004). Plantagenet Ancestry: A Study in Colonial and Medieval Families, ed. Kimball G. Everingham. Baltimore, Maryland: Genealogical Publishing Company Inc.
{{استشهاد بكتاب}}
: الوسيط|ref=harv
غير صالح (مساعدة) - Weir، Alison (1991). The Six Wives of Henry VIII. New York: Grove Weidenfeld.
{{استشهاد بكتاب}}
: الوسيط|ref=harv
غير صالح (مساعدة)