الانتداب الفرنسي على لبنان

فترة حكم فرنسا للبنان التي نتجت عن الحرب العالمية الأولى وسقوط الامبراطورية العثمانية وبحسب تقسيمات اتفاقية سايكس-بيكو من الامبراطورية
(بالتحويل من لبنان الكبير)


الانتداب الفرنسي على لبنان أو الاحتلال الفرنسي للبنان (1920-1943) هي فترة حكم فرنسا للبنان التي نتجت عن الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية وبحسب تقسيمات اتفاقية سايكس-بيكو والتي تم تأييدها لاحقًا بقرارات من عصبة الأمم التي صدرت عام 1920 والتي أجازت نظام الانتداب على المناطق العثمانية المتفككة بحجة المساعدة في إنشاء مؤسسات للدول الجديدة. وفي ذلك الزمن، كانت متصرفية جبل لبنان مقاطعة عثمانية مستقلة عن بقية الولايات. فقام الفرنسيين بضم عدد من المدن الساحلية السورية ، جبل عامل، سهل البقاع والسهول الشمالية لتتوسع المتصرفية وتصبح ما أطلق عليه الجنرال غورو دولة لبنان الكبير. وبعد صراع سياسي، اتحد المسيحيون والمسلمين اللبنانيون معا فيما عرف بالميثاق الوطني اللبناني وأعلنوا استقلال لبنان تحت اسم الجمهورية اللبنانية. وأعلن عن استقلال لبنان عام 1943 وانسحبت القوات الفرنسية كليًا بحلول 17 نيسان 1946 (وهذا التاريخ يسمى عيد الجلاء في لبنان وسوريا احتفاءً بجلاء آخر جندي استعماري عن البلاد).

لبنان الكبير
دولة لبنان الكبير (1920–1926)
الجمهورية اللبنانية (1926–1943)
→
1920 – 1943 ←
الانتداب الفرنسي على لبنان
الانتداب الفرنسي على لبنان
علم
عاصمة بيروت  تعديل قيمة خاصية (P36) في ويكي بيانات
نظام الحكم غير محدّد
اللغة الرسمية الفرنسية،  والعربية  تعديل قيمة خاصية (P37) في ويكي بيانات
التاريخ
التأسيس 1920
الزوال 1943
بيانات أخرى
العملة ليرة سورية (1920–1939)
ليرة لبنانية(1939–1943)

دولة لبنان الكبير

عدل

وفي 1 سبتمبر 1920 أعلن الجنرال غورو دولة لبنان الكبير بعد إعادة ترسيم الحدود بين البلاد التي كانت خاضعة للحكم العثماني ومن بينها سوريا ومتصرفية جبل لبنان معلنًا بيروت عاصمة لها. وتمثل علم الدولة في دمج علمي فرنسا ولبنان معًا. ووصفت الدولة الجديدة باسم لبنان الكبير على أساس إضافة البقاع وبعض القرى في عكار إلى المنطقة التي عرفت تاريخيًا بمتصرفية جبل لبنان الذاتية الحكم والتابعة للامبراطورية العثمانية.

وفي 23 مايو 1926 أقر مجلس الممثلين الدستور وأعلن قيام الجمهورية اللبنانية.

حكام لبنان خلال فترة الانتداب

عدل

خلال فترة الانتداب، فوضت فرنسا بعض رجالاتها لحكم وإدارة شؤون البلاد عرفوا بلقب المندوب السامي أو المفوض السامي. وكانوا على التوالي:

المفوضون الساميون

عدل
المفوض الاسم بالفرنسي من إلى
هنري جوزيف أوجين غورو Henri-Joseph-Eugène Gouraud أكتوبر 1919 19 أبريل 1923
ماكسيم ويغان Maxime Weygand أبريل 1923 29 نوفمبر 1924
موريس بول ساراي Maurice Paul Emmanuel Sarrail نوفمبر 1924 23 ديسمبر 1925
بارون هنري دو جوفيني دو أورسين Baron Henry de Jouvenel des Ursins 23 ديسمبر 1925 23 يونيو 1926
أغوست هنري بونصو Auguste-Henri Ponsot أغسطس 1926 يوليو 1933
كونت دامين دو مارتيل Comte Damien de Martel يوليو 1933 يناير 1939
غابرييل بوه Gabriel Puaux يناير 1939 نوفمبر 1940
جان شياب Jean Chiappe توفي قبل استلام مهامه
هنري فيرناند دينتز Henri-Fernand Dentz ديسمبر 1940 فبراير 1942

الحكام الفرنسيون

عدل
 
علم دولة لبنان الكبير ويظهر فيه دمج العلم الفرنسي بأرزه لبنان
 
عملة معدنية قيمة 5 قروش من عهد لبنان الكبير 1924.
الحاكم حكم من وحتى
جورج ترابوه سبتمبر 1920 أبريل 1923
أنطوان بريفا أبوار أبريل 1923 يونيو 1924
شارل ألكسي فندربرغ يونيو 1924 13 يناير 1925
ليون هنري شارل كايلا يناير 1925 26 مايو 1926
شارل دباس مايو 1926 1 سبتمبر 1926

رؤساء لبنان خلال فترة الانتداب الفرنسي وتأسيس دولة لبنان الكبير

عدل
الـرئـيـس طريقه الانتخاب من إلى
شارل دباس منتخب 1 سبتمبر 1926 2 يناير 1934
أنطوان بريفا أوبوار بالنيابة 2 يناير 1934 30 يناير 1934
حبيب باشا السعد معين 30 يناير 1934 20 يناير 1936
إميل أده منتخب 20 يناير 1936 4 ابريل 1941
بيار جورج أرلابوس بالنيابة 4 ابريل 1941 9 ابريل 1941
ألفرد جورج النقاش معين 9 ابريل 1941 18 مارس 1943
أيوب ثابت معين 19 مارس 1943 21 يوليو 1943
بيترو طراد معين 22 يوليو 1943 30 سبتمبر 1943
بشارة الخوري منتخب 21 سبتمبر 1943 11 نوفمبر 1943
إميل أده معين 11 نوفمبر 1943 22 نوفمبر 1943

المفوضون العامون

عدل
المفوض الاسم بالفرنسي من إلى
جورج البرت جوليان كاترو Georges-Albert-Julien Catroux يونيو 1941 يونيو 1943
جان هللو Jean Helleu يونيو 1943 نوفمبر 1943
إيف شاتينو Yves Chataigneau نوفمبر 1943 يناير 1944
إتيان بول-إميل-ماري بينيه Étienne-Paul-Émile-Marie Beynet يناير 1944 سبتمبر 1946

إحصاء 1932

عدل

في عام 1932 أجرى الفرنسيون تعدادا لسكان لبنان الكبير عرف بإحصاء 1932. وهذا الإحصاء هو الوحيد الذي اعتمد والذي على أساسه يتم التوزيع الطائفي للمناصب الرسمية والمراكز العليا إلى حين قيام اتفاق الطائف. وكانت النتائج كالتالي:

المسيحيون

الطائفة عدد السكان(نسمة) النسبة (مئوية)
الموارنة 226,378 28.8
روم أرثوذكس 76,522 9.7
روم كاثوليك 46,000 5.9
آخرون (معظمهم أرمن) 53,463 6.8
المجموع الكلي للمسيحيون 402,363 51.2

المسلمون

الطائفة عدد السكان(نسمة) النسبة (مئوية)
السنة 175,925 22.4
الشيعة 154,208 19.6
الدروز 53,047 6.8
المجموع الكلي للمسلمون 383,180 نسمة 48.8

عدد سكان لبنان الكلي: 785,542 نسمة.

و بناء على نتيجة هذا الإحصاء تم توزيع السلطات والمناصب على الطوائف اللبنانية الذي أصبح عرفًا بحيث أعطيت رئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة مجلس الوزراء للسنة ورئاسة مجلس النواب للشيعة. إلا أن اتفاق الطائف عدل بنسب المشاركة السياسية حيث جعلها مناصفة بين الطوائف إسلامية والمسيحية بدل من التفوق المسيحي.

اللبنانيون والصراع من أجل الاستقلال

عدل

معارضة المسلمين

عدل

كان مسلمو دولة لبنان الكبير قد رفضوا في أكثريتهم الدولة والكيان الوطني اللبناني عند نشوئه لثلاثة أسباب هي:

  1. لأن الدولة الجديدة جعلت منهم أقلية وهم الذين كانوا جزءً من الأكثرية المسلمة الحاكمة في العهد العثماني.
  2. لأنهم كانو يتمنون بعد الانسلاخ عن الدولة العثمانية الانضمام إلى دولة عربية برئاسة الأمير فيصل، تضم سوريا الكبرى أي سوريا الحالية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق.
  3. لأنهم كانوا رافضين للانتداب الفرنسي على اعتبار أنه حكم دولة أوروبية أجنبية.

فلم تعترف الحركة الوطنية السورية وممثلوها في لبنان من الزعماء السياسيين المسلمين بالكيان اللبناني، وفي المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحركة الوطنية السورية في مطلع الثلاثينات اشترطت فرنسا أن تسلم الحركة الوطنية السورية بالكيان اللبناني لقاء توقيع معاهدة تعترف فيها فرنسا باستقلال سوريا ولبنان. ولقد قبل ممثلو الحركة الوطنية هذا الشرط الأمر الذي أحدث تصدعًا في صفوف السياسيين المسلمين الداعين للوحدة مع سوريا في لبنان وراح بعضهم يتلبنن مثل خير الدين الأحدب والبعض الآخر يبحث عن صيغة للتوفيق بين ولائه القومي العربي وبين اعترافه بالكيان اللبناني مثل رياض الصلح [1] وبشارة الخوري. ومن عام 1930 إلى عام 1943 راحت صيغة رياض الصلح / بشارة الخوري وغيرهم من طلاب الاستقلال تتبلور، إلى أن تحولت إلى ما سمي بالميثاق الوطني اللبناني، وهو يقوم على المعادلة التالية:

ثورة بشامون

عدل

في بداية الحرب العالمية الثانية وبعد أن بدأت فرنسا تسترسل بالطغيان والسيطرة على المراكز الحساسة مما جعل الحكومة اللبنانية سنة 1943 تتقدم إلى المفوضية الفرنسية مطالبة بتعديل الدستور بما ينسجم مع الأوضاع. وكان هذا الطلب بدعم من البريطانيين الذين حكموا فلسطين والأردن والعراق. وفي 21 سبتمبر من السنة نفسها فاز بشارة الخوري بالانتخابات وأصبح رئيساً للجمهورية وألف حكومته رياض الصلح وأعلنوا الاستقلال التام وحولت مشروع تعديل الدستور إلى المجلس النيابي، وأعتبر هذا القرار تحديا سافرًا للمفوض السامي مما جعله يأمر بتعليق الدستور وأرسل ضباطًا إلى رئيس الجمهورية فاعتقلوه مع رئيس وزرائه وبعض الوزراء والزعماء الوطنيين مثل عادل عسيران، كميل شمعون، عبد الحميد كرامي وسليم تقلا وحجزوهم في قلعة راشيا. عندها قام رئيس المجلس النيابي آنذاك صبري حماده وبعض النواب باجتماع مصغر في قرية صغيرة هي بشامون وألفوا حكومة مؤقتة ورفع العلم اللبناني الذي تكون من ثلاث أقسام الأحمر، الأبيض وفي الوسط ضمن اللون الأبيض شجرة أرز خضراء. وقد أدى هذا النضال إلى استقلال لبنان بتاريخ 22 نوفمبر 1943 وبعد ذلك دعم لبنان نفسه بمشاركته بتاسيس هيئة الأمم المتحدة سنة 1945 وجامعة الدول العربية سنة 1947.

استقلال لبنان

عدل

أعلن استقلال لبنان عن فرنسا في 22 نوفمبر 1943 وتم الاعتراف به في 1 يناير 1944. وانسحبت القوات الفرنسية في 1946 معلنة انتهاء الانتداب على لبنان.

انظر أيضا

عدل

المراجع

عدل
  1. ^ آل الصلح صنعوا استقلال لبنان بانفصالهم عن سورية نسخة محفوظة 6 ديسمبر 2007 على موقع واي باك مشين. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2007-12-06. اطلع عليه بتاريخ 2008-09-21.