وقد يبلغ فعل الاستبداد بالأمة أن يحول ميلها الطبيعي من طلب الترقي إلى طلب التسفل، بحيث لو دُفعت إلى الرفعة لأبت وتألمت كما يتألم الأجهر من النور. وإذا أُلزمت بالحرية تشقى وربما تفنى كما تفنى البهائم الأهلية إذا أطلق سراحها. وعندئذ يصير الاستبداد كالعلق يطيب له المقام على امتصاص دم الأمة فلا ينفك عنها حتى تموت ويموت هو بموتها
أما وهم مقيدون بعقيدة الخوف من الحرية فإنهم لا يستطيعون الاستجابة إلى نداءات أنفسهم وسيفضلون حياة القطيع على الزمالة الحقة، أو لعلهم يفضلون التوافق مع واقعهم غير المتحرر على ذلك الإبداع الجماعي الذي يتحقق لهم بفضل الحرية أو النضال من أجلها
وتتابع: "بانتشار الانترنت، أصبحت أصوات المتشددين تصل إلى العامَّة، وتدغدغ مشاعر الدونية والغضب والعصبية لديهم. السؤال الذي يبقى مطروحا هو: هل سيسمع المسلمون كلام العقلاء أم أن صوت المتشددين من رجال الدين يبقى هو العالي؟".
بانتظار الإجابة على سؤال ماريا باكلا، يقول شيد* سعدي، إنّ "المعركة الحقيقية يجب أن نخوضها ضد انغلاقاتنا، وكلما رفضنا دخول مرحلة التفكيك، والتي هي حتمية تاريخية، كلما ارتفعت كلفة الفجوة بين الإسلام والحداثة".